عقب يوم من فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية.. الكنيست الإسرائيلي يتراجع عن إدانة أنقرة في “إبادة” الأرمن

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/26 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/26 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu sits next to Israeli Education Minister Naftali Bennett during a session of the plenum of the Knesset, the Israeli Parliament, in Jerusalem, March 12, 2018. REUTERS/Ronen Zvulun

بعد يوم واحد من الإعلان رسمياً عن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية التي دارت الأحد، 24 يونيو/حزيران 2018، تراجع الكنيست الإسرائيلي عن إدانة أنقرة فيما يُعرف بإبادة الأرمن.

وألغي التصويت على مشروع قانون يعترف بـ"إبادة الأرمن"، على أيدي السلطنة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى، والذي كان مقرراً الثلاثاء، في الكنيست الإسرائيلي، بسبب معارضة الحكومة لهذه المبادرة.

وقالت النائبة تمار زاندبرغ، من حزب ميريتس اليساري المعارض، التي كانت وراء المبادرة، على حسابها على تويتر، مساء الإثنين "إن الحكومة والائتلاف يرفضان الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، لذلك أجبرت على إلغاء التصويت".

حزب ميريتس اليساري وموقفه  من القضية الفلسطينية

ميريتس حزب يساري إسرائيلي يهودي، يطالب بمساواة جميع المواطنين، ويرفض التمييز والعنصرية بحق عرب إسرائيل. يؤيد الانسحاب إلى حدود 1967، ووقف الاستيطان، ويُناهض قانون يهودية الدولة. يتبنَّى الحزب التوجه اليساري العلماني، وله عضوية في الاشتراكية الدولية، ويحظى بصفة مراقب في حزب الاشتراكيين الأوربيين، وله كذلك عضوية في المنظمة الصهيونية العالمية.

يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين عبر المفاوضات، وتوقيع اتفاقية سلام تنسحب بموجبها إسرائيل من معظم مناطق الضفة الغربية، وترسيم الحدود على أساس الخط الأخضر، وإخلاء المستوطنات، وتقسيم القدس إلى عاصمتين لدولتين، كما يدعو إلى اتفاق سلام مع سوريا، تنسحب إسرائيل بموجبه من هضبة الجولان.

وسبق أن رفضت زعيمة الحزب زهافا غلؤون، ما يجري حالياً في الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن ما يحدث من انتهاكات بحق الفلسطينيين إنما هو فصل عنصري.

وعلقت غلؤون على الانتهاكات الإسرائيلية بقولها إنه ينبغي أن يكون الاحتلال حلاً مؤقتاً. إن إسرائيل تحكم الملايين من الناس وتحرمهم من حقوق الإنسان الأساسية، الاحتلال هو جرح نازف.

ويعتبر حزب "ميريتس"، الوحيد في الأحزاب اليهودية الذي يؤيد قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ويعارض الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

تم إرجاء التصويت بسبب الانتخابات التركية

كانت الحكومة الإسرائيلية أرجأت التصويت على مشروع القانون بداية الشهر الجاري بسبب الانتخابات التركية، وذلك خشية قيام الرئيس التركي باستغلال ذلك لمساعدته في الانتخابات، التي جرت الأحد الماضي، وحقق فيها فوزاً كبيراً.

وأضافت زاندبرغ "الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن مسألة عدالة تاريخية وأخلاقيات، كان يتعين على الدولة اليهودية أن تكون أول من يدركها". وكانت زاندبرغ قالت "إن توقيت الاقتراح ليس له علاقة بزيادة التوترات مع تركيا".

وفي نهاية مايو/أيار، وافق أعضاء في البرلمان الإسرائيلي على اقتراح بعقد جلسة مناقشة "للاعتراف بإبادة الأرمن" على أيدي قوات السلطنة العثمانية، أثناء الحرب العالمية الأولى، وسط تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

ورغم أن ذلك لن يعتبر خطوة للحكومة الإسرائيلية، إلا أنه يمكن أن يزيد من تدهور العلاقات المتوترة حالياً مع تركيا.

موقف أردوغان من الانتهاكات الإسرائيلية

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل، بسبب العنف على الحدود مع غزة، والذي أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، مع نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، متهماً الدولة العبرية بأنها "دولة إرهاب"، تمارس "الإبادة".

ومنذ 1989 يحاول حزب ميريتس انتزاع الموافقة على الاعتراف بأن عمليات القتل الجماعية التي ارتكبتها القوات العثمانية ضد الأرمن، ابتداء من العام 1915 هي عمليات "إبادة"، في حين ترفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلك المساعي بسبب علاقاتها مع تركيا.

وشبَّه أردوغان سلوك إسرائيل بالاضطهاد النازي لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد مقتل أكثر من 60 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرات على حدود قطاع غزة، في 14 مايو/أيار.

واستدعت أنقرة سفيرها في إسرائيل، وطردت السفير والقنصل الإسرائيليين، كما أمرت إسرائيل القنصل التركي في القدس بمغادرة المدينة.

ويقول الأرمن إن 1,5 مليون منهم قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى، قبيل انهيار الإمبراطورية العثمانية. واعترفت نحو 30 بلداً حتى الآن بأن عمليات القتل هي إبادة.

وتنفي تركيا تهمة ارتكاب إبادة، وتقول إن 300 إلى 500 ألف أرمني، ومثلهم تقريباً من الأتراك قتلوا في الحرب الأهلية، عندما انتفض الأرمن ضد الحكام العثمانيين وتحالفوا مع القوات الروسية.

علامات:
تحميل المزيد