بإشراف خاص من الأمير محمد بن سلمان.. اتفاق سري بين فرنسا والسعودية لدعم دول إفريقية بالسلاح

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/26 الساعة 09:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/26 الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش
French President Emmanuel Macron holds the arm of Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman during their press conference at the Elysee Palace in Paris, France, April 10, 2018. Yoan Valat/Pool via Reuters

شهدت الأسابيع الأخيرة مفاوضاتٍ فوضوية، جرت على قدم وساق بين السعودية وفرنسا، بغرض عقد صفقة توريد أسلحة إلى إفريقيا.

الرياض من جهتها وعدت بتقديم منحة استراتيجية بقيمة 150 مليون دولار أميركي إلى مجموعة الدول الخمس: موريتانيا وبوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد، باعتبارها خط المواجهة في معركتها ضد الجهاديين في إفريقيا.

ويشرف على تحركات هذه العقود التابعة لوزارة الدفاع السعودية عن كثب، طاقم العمل التابع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فهو على اتصال دائم مع وكالة المشتريات الدفاعية الفرنسية، المتمثلة في الإدارة العامة للتسلح، ويراقب عن كثب الصفقات السياسية التي تعقدها الجهات الفاعلة في قطاع الدفاع في فرنسا والحكومات الإفريقية المشاركة.

مركبات مصفَّحة لهذه الدول

تفاصيل الصفقة السرية التي نشرها موقع intelligenceonline، تشير إلى أن المفاوضات بدأت مع انتهاء شهر رمضان، بوضع اللمسات الفنية والمالية الأخيرة على الأقسام المختلفة من حزمة المشتريات التي تجمع بين السعودية وفرنسا.

وبدأت الحكومات الإفريقية المختلفة، بدعم مكثف من ملحق الدفاع الفرنسي بكل دولة، بضغوط كثيفة من الشركات الفرنسية، في إعداد لائحةٍ بالأسلحة التي ترغب في الحصول عليها.

ووجِد أنَّ أغلب الحكومات حريصة على الحصول على أنظمة للراديو والإرسال، بالإضافة إلى مركبات مصفّحة تتميز بخفة الوزن وسرعة الحركة، وفقاً لتقرير نُشِر في موقع West Africa Newsletter.

ومع أنَّ مجموعة الدول الخمس هذه تفضل تسلُّم مواد جديدة، فإن بعضها قد يضطر إلى خفض سقف توقعاته لأسباب مالية. جميع الدول ترغب في الحصول على مركبة باستيون المصفَّحة التي صنَّعتها شركة أركوس، التي كانت تُعرف سابقاً باسم شركة رينو للمركبات الدفاعية، وإن كانت شركة نيكستر التي تُنافسها في تصنيع المركبات المصفَّحة تحاول هي الأخرى الحصول على طلبات لشراء مركبتها التي تحمل اسم أرافيس، فضلاً عن أنَّ هناك شركات أخرى أقل ظهوراً على الساحة تسعى للفوز ببعض الصفقات التجارية بدورها، مثل شركة يوتيليس التي تبني حالياً منشآت عسكرية مؤقتة تابعة لها في تشاد.

وما إن تنتهي الدول المختلفة من إعداد لائحة بالأسلحة التي ترغب في الحصول عليها، بتكلفة إجمالية تُقدّر بنحو 30 مليون دولار أميركي لكل دولة، سوف تتقدم بها إلى وزارة المالية بالمملكة العربية السعودية لاعتمادها.

عندئذ، قد تطلب الأخيرة من الدول إجراء تغييرات طفيفة على اللائحة، أو قد ترفضها رفضاً كلياً، ما يضطر الدول إلى بدء جولة أخرى جديدة من المفاوضات من البداية.

لكن حالما تعطي الرياض موافقتها على اللائحة، سوف تتولى الوكالة الفرنسية المسؤولة عن حزمة المشتريات شراء المواد المطلوبة من الشركات الفرنسية المشاركة، وتسليمها إلى القوات المسلحة المحلية بمجموعة دول الخمس في إفريقيا.

السنغال حصلت أيضاً في وقت سابق على 30 مليون دولار من السعودية

يبدو مكتب سوفيما للتصدير عازماً على تولي إدارة البرنامج الضخم. ستكون الشركة واجهةً بين شركات الدفاع الفرنسية والحكومات الإفريقية والممولين السعوديين.

شاركت سوفيما على هوامش التعاقد العسكري السعودي الفرنسي SFMC الضخم، وخاضت تجربة أولى ناجحة في إدارة تبرع سعودي، حين منحت الرياض السنغال 30 مليون دولار بشروطٍ مماثلة لشروط الصفقة المُبرَمة مع مجموعة الدول الخمس.

وقد تمكنت الحكومة السنغالية بالتمويل السعودي من شراء 36 سيارة مدرعة، من طراز باستيون من شركة أركوس.

في البداية، كانت شركة أوداس الفرنسية لتصدير الأسلحة (IOL 794)، ذات الخبرة الواسعة في تولي صفقات من هذا النوع، قد جهَّزت نفسها لتولي صفقة مجموعة الدول هذه.

مرَّت أوداس بوقت عصيب في التفاوض، وإعادة التفاوض على اتفاق ثلاثي بين باريس والرياض وبيروت، أو صفقة دوناس المزعومة، التي أعيد تشكيلها لاحقاً وغُيِّر اسمها إلى التعاقد العسكري السعودي الفرنسي SFMC، حين قرَّر محمد بن سلمان شحن كل المعدات المطلوبة إلى السعودية (IOL 765). والآن تتولى شركة أوداس المهمشة التعاقدات الجارية بالفعل مع الرياض فقط.

دولارات النفط لجيبوتي

إضافةً إلى تمويل شراء المعدات العسكرية لمجموعة الدول الخمس، فإن الرياض حريصة على عقد صفقة مشابهة مع جيبوتي.

ومع أن المبلغ النهائي ما زال قيد الاتفاق، يمكن أن يقترب من 250 مليون دولار. وفي الأشهر القليلة الماضية، كما نشرت صحيفة Indian Ocean Newsletter ION 1476، زار عددٌ من المسؤولين التنفيذيين في صناعة الدفاع الفرنسية جيبوتي، واستعان الكثيرون منهم بخدمات مستشارين مثل برونو بارديغون، الذي يَعرف البلد جيداً. ولكن في الوقت الراهن، ليست هناك شركة تتصدر الإشراف على التدفق الائتماني.

وتسعى الرياض إلى التقارب مع جيبوتي، من أجل إحكام السيطرة على مضيق باب المندب، وهو الممر المائي إلى البحر الأحمر، والفاصل بين السعودية واليمن في الوقت نفسه. ويمهد التبرع الطريق أيضاً لاستخدام سفن القوات البحرية الملكية السعودية قواعد جيبوتي البحرية.


اقرأ أيضاً

أراد إنقاذ المصريين وخنق القطريين، فنجح في هذا وفشل في ذاك.. تفاصيل صفقة ولي عهد أبو ظبي مع أديس أبابا

تحميل المزيد