ألمانيا ستسلم “الحارس الشخصي” لابن لادن لدولة عربية.. ظل يقاوم الترحيل لـ12 عاما وتسبب في أزمة لبرلين

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/26 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/26 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش
Fotografía sin fecha muestra a Osama bin Laden, lider de al Qaida, en Afganistán. Obama murió en una redada de fuerzas especiales estadounidenses el 2 de mayo de 2011 en Pakistán. (Foto AP/Archivo)

 أعلن مسؤولون ألمان، أن تونسياً يُعتقد أنه كان حارساً شخصياً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويقيم في ألمانيا منذ عقدين من الزمن، أوقف الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، تمهيداً لترحيله إلى بلده.

ويعيش التونسي سامي. أ، (41 عاماً) في ألمانيا منذ 1997، إلا أن وجوده أثار موجة غضب في الأشهر الأخيرة، مع تزايد العدائية تجاه طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم.

وكان هذا التونسي نجح سابقاً في استصدار قرار يمنع ترحيله إلى بلده متحججاً بأنه يواجه خطر التعرض للتعذيب إذا ما عاد إلى تونس. لكن مكتب الهجرة الاتحادي في ألمانيا نقض هذا القرار الإثنين، وذلك بعد موجة احتجاجات شعبية على القضية، وتدخل وزير الداخلية هورست زيهوفر.

وعنونت صحيفة "بيلد" الأوسع انتشاراً في ألمانيا، والتي كانت أول من أعلن النبأ "أخيراً سيتم ترحيله!". وأكد متحدث باسم بلدية بوخوم في شرقي ألمانيا لوكالة الأنباء الفرنسية، أن سامي. أ، موقوف بانتظار ترحيله.

وكان سامي. أ، وُضع في الحجز الاحتياطي في مركز شرطة بوخوم، بعد حضوره لإتمام إجراءات التبليغ اليومية المفروضة عليه. وتعيَّن عليه على مدى سنوات الحضور إلى مركز الشرطة يومياً، من دون أن يُوجَّه إليه أي اتّهام، بعد أن اعتبرت السلطات الأمنية أنه يُشكِّل تهديداً أمنياً، للاشتباه بوجود روابط بينه وبين مجموعات إسلامية.

وكثيراً ما نفى سامي. أ، أن يكون عمل حارساً شخصياً لابن لادن، المُخطِّط لاعتداءات 11 سبتمبر/أيلول، في الولايات المتحدة.

تدريبات عسكرية في أفغانستان

وكان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قد أمر سلطات الهجرة بالتعجيل بالإجراءات التي ستسمح لألمانيا بترحيل متطرف مشتبه به عمل من قبل حارساً شخصياً لأسامة بن لادن.

وذكرت صحيفة "بيلد"، شهر مايو/أيار الماضي، أن "السلطات تحاول منذ عام 2006 ترحيل الرجل الذي يعيش في مدينة بوخوم، الواقعة شمال غربي البلاد، لكن مخاطر تعرضه للتعذيب في بلده حالت دون ذلك".

ونقلت عن زيهوفر قوله، في تقرير نُشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة: "بدأ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إجراءات إلغاء ضد الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن. وقد أمرتُ المكتب بأن يكون لتنفيذ العملية أولوية قصوى".

وأكد زيهوفر أنه سيراقب العملية عن كثب، وأن المحكمة الدستورية الألمانية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أشارتا إلى أنه يمكن طرد المتطرفين المشتبه بهم.

وفي قضية إرهاب تعود للعام 2015، أعرب قضاة عن اعتقادهم بأن سامي. أ، تلقَّى تدريباً عسكرياً في معسكر للقاعدة في أفغانستان، بين عامي 1999 و2000، وأنه كان ضمن فريق حراسة بن لادن.

وكانت السلطات الألمانية رفضت بادئ الأمر طلبَ اللجوء الذي تقدَّم به في 2007، لكن المحاكم الألمانية ردَّت مراراً مساعي النيابة العامة لطرده، وذلك بحجة أنه قد يتعرَّض للتعذيب في تونس. ولكن قراراً قضائياً في ملف غير ذي صلة قضى بترحيل تونسي آخر متهم، في إطار اعتداء متحف باردو في تونس في 2015، أتى ليمهد الطريق أمام ترحيل سامي. أ.

وفي تلك القضية اعتبرت المحكمة أن المتهم لا يواجه عقوبة الإعدام في تونس، حيث تمتنع الرئاسة عن التوقيع على تنفيذ أحكام الإعدام منذ 1991. واغتنم وزير الداخلية الألماني قرار المحكمة، للإعراب عن أمله بأن يكون سامي. أ، هو التالي، داعياً سلطات الهجرة إلى جعل القضية "أولوية" لها. وكانت صحيفة بيلد شنَّت حملةً ضد وجود سامي. أ، في ألمانيا، كاشفة أنه يتلقَّى مساعدة شهرية قدرها 1200 يورو (1400 دولار)، ما أثار موجة غضب عارمة. ولسامي. أ، زوجة وطفل يحملان الجنسية الألمانية.

كان يعيش على المعونات المالية لألمانيا

 ورغم تصنيفه ضمن "العناصر الخطرة" التي تهدد الأمن القومي الألماني، إلا أن "الحارس الشخصي" السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان يعيش في ألمانيا على المعونات المالية للدولة الألمانية، بعد الفشل في ترحيله إلى تونس في وقت سابق.

وأثارت الصحافة الألمانية قضية وجود حارس سابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في ألمانيا، وحصوله على مساعدات حكومية بما يصل إلى ألف يورو شهرياً. وقال تلفزيون DW الألماني، إن التونسي "سامي. أ" يعيش على المعونات الحكومية، بعد فشل ترحيله إلى تونس.

وأقدم حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حركة شعبوية متطرفة على طلب إحاطة، لمعرفة قدر المساعدات الاجتماعية التي تمنحها له الدولة. وتم الكشف يوم أمس الثلاثاء، 24 أبريل/نيسان الماضي، أن الرقم الشهري الذي يحصل عليه هو 1167.48 يورو.

وفي تفاصيل المبلغ، قال الإعلام الألماني، إن سامي يحصل على 194 يورو، والمبلغ ذاته يمنح كذلك لزوجته، كما يتقاضى الرجل مبلغاً يتراوح بين 133 و157 يورو عن كل طفل من أطفاله الأربعة.

من جهته قال إكهارد ريبيرغ، رئيس لجنة الموازنة التابعة للاتحاد المسيحي الديمقراطي، بزعامة المستشارة ميركل، إن "قانون اللجوء يتم استغلاله أبشع استغلال"، مضيفاً أنه "علينا من أموال دافعي الضرائب تمويل إرهابي، لأننا لا نستطيع ترحيله".

 

 

علامات:
تحميل المزيد