ترمب يعتقد أن الأمور تحسَّنت في الشرق الأوسط بعد الانسحاب من “الاتفاق النووي”، لكنه يلتزم الصمت بشأن “خطة السلام”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/26 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/26 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump speaks to reporters while meeting with Jordan’s King Abdullah in the Oval Office at the White House in Washington, U.S., June 25, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

 التزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصمتَ بشأن موعد الكشف عن خطته للسلام، توصلاً إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكداً إحراز "تقدم" في المنطقة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، إنه تم إحراز تقدم كبير في الشرق الأوسط، لكنه رفض الإفصاح عن الموعد الذي سيَطرح فيه البيت الأبيض خطته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ولدى سؤاله بمناسبة لقائه في المكتب البيضاوي ملك الأردن عبدالله الثاني عن موعد الإعلان عن خطته، تهرَّب ترمب من الاجابة.

وأشار الرئيس الأميركي قائلاً: "أستطيع القول فقط إن جلالته يعرف أننا نقوم بعمل جيد في الشرق الأوسط. تم إحراز الكثير من التقدم في الشرق الأوسط". وأضاف "بدأ ذلك فعلاً مع نهاية الاتفاق النووي الإيراني المروّع"، في مايو/أيار الماضي. وتابع ترمب أن "هذا الاتفاق كان كارثة، الأمور مختلفة للغاية منذ أن أنهيناه".

من جهته قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، إن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وهو ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعا الملك عبدالله الثاني، إلى "تكثيف الجهود لإعادة تحريك عملية السلام، عبر إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولاً إلى تحقيق السلام العادل والدائم"، وفق الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء. ونوَّه إلى "الدور الأميركي المهم بهذا الخصوص".

تبادُل الاتهامات بين كوشنر والفلسطينيين

وفي مقابلة مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، نُشرت الأحد 24 يونيو/حزيران، أعاد كوشنر التأكيد على استعداد الولايات المتحدة لإعادة إطلاق عملية السلام، مشككاً في الوقت نفسه برغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوصل إلى اتفاق.

وقال كوشنر: "يقول الرئيس عباس إنه ملتزم بالسلام، وليس لدي أي سبب لعدم تصديقه (…)، ومع ذلك فإنني أُشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، في أن يميل إلى إنهاء الصفقة".

وأضاف: "لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الـ25 الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت. ومن أجل الوصول إلى صفقة، على كلا الجانبين أن يتحرَّكا وأن يلتقيا في نقطة ما بين مواقفهما المعلنة. لست متأكداً من قدرة الرئيس عباس على القيام بذلك".

ولم يلتق كوشنر وغرينبلات خلال جولتهما بالمسؤولين الفلسطينيين، الذين جمَّدوا جميع الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين عقب اعتراف إدارة ترمب، في ديسمبر/كانون الأول، بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وزار كوشنر الأردن والسعودية وقطر ومصر، قبل أن يجري محادثات يومي الجمعة والسبت الماضيين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأبرزت تصريحاته الخلافات العميقة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية، والتي زادت منذ اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ونقل السفارة الأميركية إلى هناك، متخلياً عن سياسة تنتهجها أميركا منذ عشرات السنين.

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمةً لدولتهم، التي تقام في المستقبل، واتَّهموا كوشنر بمحاولة إضعاف عباس، وما يصفونه بالمعسكر المعتدل لزعيمهم.

تسريب جزء من "خطة السلام" الأميركية

 ورفض كوشنر الخوض في تفاصيل خطة السلام الأميركية خلال مقابلته مع صحيفة القدس. ولم يجتمع كوشنر مع عباس. ومن المتوقع أن تقترح الخطة الأميركية حلولاً للقضايا الأساسية في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية، ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.

غير أن صحيفة "هآرتس" تحدَّثت أن المقترح الأميركي يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول المبادرة أو رفضها كما هي، مشدِّدة على أن "مبعوثَي ترمب يجب أن يتعلَّما من تجربة أسلافهما؛ كي يمتنعا عن السقوط في أفخاخ قديمة"، بحسب تعبيرها.

صيغة المقترح الأميركي، حسب "هآرتس"، تعرض إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهي ملزمة بأن تتضمن اقتراحات لترسيم الحدود بين الدولتين. أما صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقالت الجمعة، إن "هناك تخوفاً في إسرائيل من إمكانية أن تتضمن خطة السلام الأميركية بنوداً لصالح الفلسطينيين".

وأوضحت أنه "حسب التقديرات، ستتضمن الخطة الأميركية مطالب سترضي العرب، منها التخلي عن السيادة الإسرائيلية في 4 أحياء بالقدس، تقع خلف الخط الأخضر، إلى جانب إقامة قنصلية أميركية شرقي القدس، تعويضاً عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها".

وبيَّنت صحيفة "معاريف"، أن "القنصلية إذا ما أُقيمت في شرقي القدس بالفعل، فستمنح خدمات للمواطنين الفلسطينيين المحليين"، منوهةً إلى أن الفريق الأميركي الموجود في المنطقة يسعى إلى نيل تأييد العالم العربي لصفقة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفي الإطار ذاته، قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن "الأميركيِّين سيقترحون على الفلسطينيين أبو ديس كعاصمة، وليس شرقي القدس، مقابل انسحاب إسرائيل من 3 إلى 5 قرى وأحياء عربية في شرقي وشمالي المدينة، وستبقى البلدة القديمة بأيدي إسرائيل".

 

علامات:
تحميل المزيد