“غزاة يسعون لاقتحام البلاد”.. ترمب يُصعِّد ضد المهاجرين رغم غضب عالمي من تعامله معهم: أعيدوهم فوراً من حيث أتوا

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 21:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 21:43 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump, next to ‪Vice President Mike Pence‬, delivers remarks at a meeting of the National Space Council at the White House in Washington, U.S. June 18, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد 25 يونيو/ حزيران 2018 إن الأفراد الذين يدخلون الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، يجب إعادتهم على الفور من حيث أتوا ودون أي إجراءات قضائية، مشبها إياهم بالغزاة الذين يسعون "لاقتحام" البلاد.

وكتب ترامب على حسابه في تويتر: "لا يمكننا السماح لكل هؤلاء الأشخاص بغزو بلدنا. عندما يدخل أحدهم يتعين علينا إعادته على الفور من حيث أتى دون (الحاجة لمثوله أمام) قضاة أو (رفع) دعاوى قضائية بالمحاكم".

وأضاف الرئيس التركي: "لا يمكننا قبول جميع من يحاولون اقتحام بلدنا. مع الحدود القوية لا توجد جرائم".

 

ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يدعو لتوسيع نطاق القانون الحالي الذي يسمح بالترحيل السريع للمهاجرين غير الشرعيين عند الحدود الأمريكية، وهي سياسة تتبعها إدارته منذ توليه السلطة.

كما أن ترمب لم يفرق بين المهاجرين غير الشرعيين وأولئك الذين دخلوا الولايات المتحدة طلبا للجوء.

وأدت سياسة "اللا تساهل" مع المهاجرين التي تنتهجها إدارة ترمب إلى فصل 2342 طفلاً عن آبائهم على الحدود الأميركية المكسيكية بين الخامس من مايو/أيار والتاسع من يونيو/حزيران.

وفجرت لقطات فيديو للأطفال وهم يجلسون في أقفاص بعد فصلهم عن آبائهم وتسجيل صوتي لأطفال ينتحبون وصورة مور موجة غضب عالمية من سياسات إدارة ترمب.

ولا يزال مصير 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مجهولاً حتى أمس الجمعة، على الرغم من قرار ترمب بإنهاء فصل عائلات المهاجرين.

وكان ترمب قد وقَّع الأربعاء 20 يونيو/حزيران 2018، مرسوماً يُنهي فصل الأطفال عن أهلهم بعد توقيفهم على الحدود مع المكسيك، لدى محاولتهم العبور بصورة غير قانونية، بعد أن أثار الأمر استنكاراً في الداخل والخارج.

"غير مقبول"  

وأثارت مشاهد آلاف الأطفال الباكين الذين وُضعوا في مراكز مقسمة إلى ما يشبه الأقفاص أو في مخيمات، فضيحة. وفي نيويورك بثَّت قناة تلفزيونية الأربعاء الفائت مشاهدَ ظهرت فيها خمس فتيات يرافقهن بالغون، وهن يتحدثن الإسبانية، ويَسِرْن في دجى الليل، باتجاه مركز استقبال في حي في شرقي هارلم.

وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كيومو: "نعرف على الأقل أن سبعين طفلاً احتُجزوا في مراكز فدرالية في مختلف أنحاء الولاية".

ودعا العديدُ من المسؤولين الأميركيين والأجانب الحكومةَ الأميركية إلى التخلي عن هذه الممارسات.

في حين اعتبرت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تلك المشاهد "صادمة للغاية"، متحدِّثة عن "أطفال محتجزين فيما يبدو أنه أقفاص".

وقال رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو لدى وصوله إلى البرلمان الكندي: "إن ما يحدث في الولايات المتحدة غير مقبول". ثم أضاف في بيان لمناسبة اليوم العالمي للاجئين: "إن الطريقة التي نُعامل بها الأشدَّ ضعفاً تُحدد مَن نحن كأفراد وبلدان ومجتمع دولي".

كما أكد البابا فرنسيس في تغريدة "أن كرامة الشخص لا ترتبط بوضعه كمواطن أو مهاجر أو لاجئ. إن إنقاذ حياة مَن يفر من الحرب والبؤس عمل إنساني".

وفي حين أعلنت واشنطن تشديدَ إجراءات طلب اللجوء، أكد وزير خارجيتها مايك بومبيو أن الولايات المتحدة "ستواصل مساعدة اللاجئين الأشد ضعفاً، تماشياً مع القيم الأصيلة للمجتمع الأميركي".

"رهائن"

وندَّدت صحيفة لوموند الفرنسية بما وصفته بأنه "احتجاز رهائن"، يباشره ترمب بهدف "دفع الكونغرس لتبني إجراءات متشددة في مجال الهجرة". وأضافت أن في ذلك إشارة تجاه المهاجرين "بأن الولايات المتحدة تخلَّت عن كل أشكال الإنسانية حِيالَهم".

بيد أن السياسة المتشددة جداً لترمب تجاه الهجرة القانونية وغير القانونية، لا يبدو أنها أبطأت تدفق الواصلين.

وباتت الولايات المتحدة، العام الماضي، البلد الذي تلقَّى أعلى طلبات اللجوء مع 330 ألف طلب، متقدِّمة على ألمانيا، بحسب ما أفادت الأربعاء منظمة الأمن والتعاون الاقتصادي.

وأكد رئيس المنظمة خوسيه انخيل غوريا، أن "فصل الأسر ليس بالتأكيد في مصلحة الطفل"، مضيفاً أن "أمن الدولة وإنسانيتها لا يتعارضان".

وانهارت صحفية قناة إم إس إن بي سي، راشيل مادو، مساء الثلاثاء باكية، عند قراءتها خبراً لوكالة أسوشيتد برس، يفيد أن السلطات أقامت ثلاثة مراكز مخصصة للرُّضع وصغار طالبي اللجوء.

يشار إلى أن وثيقة داخلية نشرت الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، أن البحرية الأميركية تفكر في إقامة مخيمات في قواعد جوية سابقة، لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين الإضافيين في الأشهر المقبلة.

وقالت الوثيقة التي نشرتها مجلة Time الأميركية، أن البحرية الأميركية يمكن أن تلبي طلب الرئيس ترمب بوضع أي سفينة يمكن أن تستخدم لإيواء المهاجرين بتصرف السلطات، وحتى ببناء منشآت جديدة عبر إقامة مخيمات "مؤقتة وبسيطة" في مدارج هبوط لم تعد تستخدم.

ويمكن إيواء حوالي 25 ألف لاجئ في قواعد لم تعد تستخدم بالقرب من موبايل في ولاية ألاباما. كما تقترح الوثيقة أيضاً إنشاء مخيم لـ47 ألف شخص بالقرب من سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، و47 ألفاً آخرين في كامب ميدلتون أكبر قاعدة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز) بالقرب من يوما بولاية أريزونا.

ويسمح القانون الأمريكي بالترحيل السريع للمهاجر إذا ألقي القبض عليه في نطاق 160 كيلومترا من الحدود وخلال أقل من 14 يوما من دخوله البلاد. أما طالبو اللجوء فيتعين منحهم فرصة لسماع مبررات طلبهم.

تحميل المزيد