القمة بين ترمب وكيم انتهت في انتظار الخطوة المقبلة، وسنغافورة مازالت تحصي خسائرها.. هذه هي التكلفة “الحقيقية” للاجتماع التاريخي

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/25 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/25 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
Presidente dos Estados Unidos, Donald Trump, e líder norte-coreano, Kim Jong Un, em Cingapura 12/01/2018 REUTERS/Jonathan Ernst

بلغت تكاليف استضافة سنغافورة للقمة التاريخية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في 12 يونيو/حزيران 2018، نحو 16.3 مليون دولار، وفق الخارجية السنغافورية.

ونقلت صحيفة "تشانل نيوز آسيا" السنغافورية، عن وزارة الشؤون الخارجية قولها في بيان، الأحد 24 يونيو/حزيران، إن التكاليف الحقيقية لاستضافة القمة التاريخية بين ترمب وكيم، التي تكبدتها حكومة سنغافورة بلغت حوالي 16.3 مليون دولار.

وأوضح البيان، أن التكاليف جاءت أقل من التقديرات السابقة للحكومة السنغافورية، التي وصلت 20 مليون دولار. وأوضح أن الحصة الأكبر من إجمالي التكاليف جرى إنفاقها على الأمن.

وقال متحدث باسم وزارة الاتصالات والإعلام في سنغافورة، "إن الإنفاق على وسائل الإعلام بلغ حوالي أربعة ملايين دولار"، بحسب ما نقلت صحيفة "نيو ستريتس تايمز" الماليزية.

وكان رئيس وزراء سنغافورة "لي هسين لونغ"، قدّر في وقت سابق أن القمة ستكلّفهم حوالي 20 مليون دولار، مشيراً أن نصف المبلغ سيصرف على الأمن. واعتبر لونغ، المبلغ الذي تم إنفاقه، بأنه جاء في إطار"مساهمة سنغافورة في مسعىً دولي يصب في مصلحتنا"، وفق المصدر ذاته.

وفي 12 يونيو/حزيران الجاري، عقد الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، قمة تاريخية في سنغافورة، تلاها بيان مشترك وقعه الطرفان.

وتضمن البيان المشترك، التزاماً من بيونغ يانغ، بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، مقابل التزام الولايات المتحدة بأمن كوريا الشمالية.

لهذا السبب اختار الزعيمان سنغافورة

ويبدو أن اختيار مكان اللقاء بين الزعيمين لم يكن اعتباطياً، إذ تعتبر سنغافورة العصرية والآمنة والمنفتحة على الشرق والغرب معاً خياراً طبيعياً لاستضافة القمة التاريخية بين رئيسين متقلبي المزاج، وشغلا العالم بتصريحاتهما المتبادلة وتهديداتهما بـ"تفجير الوضع" في العالم.

واستضافت هذه المدينة-الدولة المستقرة والنظيفة بإطارها الاستوائي، القمة في 12 حزيران/يونيو 2018 بين ترامب وجونغ أون، في لقاء هو الأول من نوعه بين رئيس أميركي في المنصب وزعيم كوري شمالي.

لكن سنغافورة التي تُشبَّهُ أحياناً بسويسرا نظراً لعدم انحيازها ومركزها كعاصمة مالية، هي في موقع فريد إذ ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع كل من واشنطن وبيونغ يانغ، إضافة إلى سجل حافل من استضافة لقاءات حساسة.

وتعد هذه الدولة الجزيرة البالغ عدد سكانها 5,6 مليون نسمة إحدى أكثر دول العالم ثراء للفرد، ولديها جيش متطور وبنية تحتية أمنية قوية وتعتبر إحدى أكثر الأماكن على الأرض أمناً ومن الأقل فساداً.

فقبل خمسين عاماً، كانت سنغافورة بلداً "متخلفاً"، يرزح سكَّانه في فقر مدقع، مع مستويات عالية من البطالة؛ إذ كان يعيش 70% من شعبها في مناطق مزدحمة ضيقة، وبأوضاع غاية في السوء، وكان ثلث شعبها يفترشون الأرض، في أحياء فقيرة، على أطراف المدينة. بلغ معدل البطالة 14%، وكان الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد أقل من 320 دولاراً أميركياً، وكان نصف السكان من الأميين.

اليوم هي واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد بنسبة لا تصدق؛ إذ وصل إلى 60 ألف دولار أميركي، مما يجعلها سادس أكبر معدل للناتج المحلي للفرد في العالم، وفقاً لبيانات وكالة الاستخبارات المركزية، مع معدل للبطالة بلغ 2% فقط. وتمتلك سوقاً حرة على درجة عالية من التطور والنجاح، وهي واحدة من المراكز التجارية الرائدة في العالم، ومقصد رئيس للاستثمارات الأجنبية.