آلاف الرُضع سرقوا من إسبانيا وعاشوا “قسرا” مع عائلات أوروبية وأميركية..محاكمة طبيب تضع مدريد في قفص الاتهام بتهمة “سرقة المواليد”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/25 الساعة 11:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/25 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
EL DOCTOR EDUARDO VELA Y SU ESPOSA ADELA BERMEJO PASEANDO POR MADRID NINOS ROBADOS FOTO Eva Penuela

تنعقد في مدريد هذا الأسبوع محاكمة طبيب يبلغ 85 من العمر بتهمة خطف طفلة حديثة الولادة من أمها قبل نصف قرن، ليكون بذلك أول شخص يمثل أمام العدالة في الفضيحة التي طال أمدها وهزت إسبانيا: فضيحة "سرقة المواليد".

وحسب صحيفة The Guardian البريطانية فإن هذه الجريمة طالت آلاف العائلات حسبما يُعتقد، وقد بدأت مع نهاية الحرب الأهلية الإسبانية وحتى ما بعد وفاة الدكتاتور الإسباني فرانشيسكو فرانكو عام 1975.

300 ألف مولود "مختطف"

وأضافت الصحيفة أن بعض التقديرات أشارت إلى أن قرابة 300 ألف مولود أُخِذوا عنوة من أمهاتهم اللاتي ولدنهم ليوضعوا في عهدة عائلات أخرى من أنصار نظام فرانكو، واستهدفت الاختطافات- مثلاً- أمهاتٍ عزباوات وأخريات ذوات آراء سياسية "منحلة" أو من ينحدرن من عائلات فقيرة.

الطبيب النسائي إدواردو فيلا الذي عمل بعيادة سان رامون بالعاصمة الإسبانية متهم بخطف إينيس مادريغال من أمها البيولوجية في ربيع عام 1969 وإعطائها لامرأة في الـ46 بشهادة مزيفة تشهد أنها والدتها الطبيعية لتقوم هذه الأخيرة بتربية ورعاية الطفلة.

وسيواجه فيلا حكماً بالسجن لـ11 عاماً في حال ثبتت عليه الإدانة بتهم الاحتجاز غير القانوني وتزييف الأوراق الرسمية والشهادة الكاذبة بولادة لم تحصل.

 وكان يفترض براهبة عملت مع الطبيب في العيادة أن تواجه المحاكمة هي الأخرى قبل 5 سنوات، بيد أن المنية وافتها قبل أيام من موعد مثولها أمام المحكمة.

جمعية لإنقاذ المسروقين

أما مادريغال، الطفلة المختطفة التي تبلغ الآن 49 عاماً فقالت إن أمها أخبرتها بالحقيقة عندما بلغت 18 عاماً من العمر وأنها دعمت جهود ابنتها لتكتشف أصولها حتى توفيت قبل عامين عن عمر ناهز 93 عاماً.

وتقول مادريغال لصحيفة الغارديان البريطانية "أقول دوماً إنها لم تلدني ولكني ولدت في قلبها لقد عاشت لترعاني ولتراني سعيدة."

تعمل مادريغال في مؤسسة السكك الحديدية وترأس فرع مرسية من رابطة SOS Stolen Babies Association لإنقاذ المواليد المسروقين. تقول إنها لم تكن تتوقع أن تثمر المحاكمة التي دامت يومين عن كل الإجابات التي قضت سنين تبحث عنها.

وتقول "بالطبع لا أظن أن إدواردو فيلا سيخبرني الحقيقة، فهو لن يخبرني من هي أمي ولا عن الظروف التي انتزعتُ فيها منها. لست على قدر من السذاجة لأظن أن ذلك سيحدث، ولكني سأسرُّ لو تمكنا من الحصول على سجل بكافة النساء اللواتي أنجبن في عيادة سان رامون، بيد أن ذلك لن يحصل على الأرجح، وعلي أن أسلم بالواقع. كل ما أرجوه هو أن ينال حكماً مناسباً."

سوق المواليد لكل أوروبا

وقالت مادريغال إن الأهم من ذلك هو أن تقدر هذه المحاكمة على تحفيز غيرها من المحاكمات المماثلة لإعادة فتح آلاف الملفات المكدسة على الأرفف. تقول "إن هذه قضية مهمة حقاً لأننا على مدار 60 عاماً ظللنا سوق المواليد لكل أوروبا وأميركا الجنوبية، لا إسبانيا وحدها وحسب."

وقال محامي مادريغال، غويليرمو بينيا إنه برغم علم الشرطة الإسبانية بأمر الفضيحة منذ عام 1981 على الأقل إلا أن سنوات من التستر عليها ضمنت بقاء سر الممارسات في عيادة سان رامون طي الكتمان حتى يومنا هذا.

وأضاف المحامي "نعرف ما قامت به شرطة حدود ألمانيا الشرقية والشتازي (أمن الدولة الألمانية الشرقية)". ويتابع "لكن عندما نأتي إلى موضوع الأطفال المسروقين فإننا نتحدث عن سر مشدد الكتمان أكثر من سر الشباب الدائم، فلا مجال للعثور على ملفات وسجلات معينة."

وقال بينيا إن قضية مادريغال منحت إسبانيا الفرصة لتخطي عوائق الماضي الاجتماعية والنفسية وللاعتراف بما حصل للعديد من العائلات. وختاماً قال "الأمر هو ضمان ألا يشكك أحدهم ويقول إنه من اختلاق بعض الآباء والأمهات الذين لم يتمكنوا من استيعاب موت أطفالهم. لا، فالأمر حصل هنا، وإن ثبتت إدانة واحدة فالكثير سيليها من بعدها."

 

علامات:
تحميل المزيد