كل بضعة أمتار، استوقف سكان في مدينة الرياض، شبان وشابات، سمر المقرن وهي تقود سيارتها في شوارع العاصمة السعودية، مع بدء تطبيق قرار رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.
فعند منتصف الليل، وجدت سمر نفسها في مقعد القيادة في سيارتها للمرة الأولى بعدما اعتادت لسنوات طويلة على أن تجلس في المقعد الخلفي بينما يقوم رجل بتوصيلها إلى وجهتها.
انتهى الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات الأحد، وقبيل حلول الموعد المنتظر كانت سمر، المذيعة التلفزيونية والأم لثلاثة أطفال، تحتسي الشاي في منزلها وتعد الدقائق.
صعدت إلى غرفة ابنها وقبلته، ثم ارتدت عباءة بيضاء وخرجت من باب منزلها ترافقها صديقتها وسارت نحو سيارتها البيضاء المركونة أمام بيتها في حي النرجس في شمال الرياض.
في الجهة المقابلة من الشارع، توقف جارها وهو يحمل في يديه كيسين من المواد الغذائية، وأخذ يراقبها وهي تصعد في سيارة الدفع الرباعي.
ابتسمت سمر ما إن استقرت في المقعد، ثم أدارت مفتاح السيارة يميناً، وخرجت بسيارتها من المكان الذي كانت ركنت فيه نحو طريق الملك فهد وهي تقول "أشعر بقشعريرة"، ثم أضافت بعد صمت "لم أتخيل في حياتي أنني سأقود هنا، على هذه الطريق".
مستعد للتقبل
وعلى مدى عقود، قال رجال دين متشددون في المملكة إن السماح للنساء بقيادة السيارة "معصية"، وإن المرأة تفتقد للذكاء الكافي لممارسة حقها هذا. وذهب آخر إلى حد القول إن قيادة المرأة للسيارة "يؤذي المبيض".
وانتقلت المعارضة لقرار رفع الحظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الأشهر الأخيرة مع انتشار عبارات وأغان رافضة للخطوة.
لكن شوارع الرياض بدت مع الدقائق الأولى لبدء تطبيق القرار محتفية بالنساء السائقات، حيث وُزّعت الورود والهدايا عليهن.
ومرت سمر بالقرب من مجموعة من الرجال بينهم شرطي تحلقوا حول حادث سيارة بسيط، فابتسموا لها ووجهوا لها التحية.
وصفّق لها رجل كان يدخن سيجارة على أحد الأرصفة، بينما رفع لها شاب وشابة كانا يسيران يداً بيد شارة النصر. وقال رجل آخر "أنا فخور جداً جداً جداً. إنه العيد".
وردّت سمر بالقول "هذا هو المجتمع الذي يدّعون أنه ليس جاهزاً لقيادة المرأة للسيارة".
وكانت الإعلامية قررت في وقت سابق إلى أين ستقود سيارتها في أول أيام بدء تطبيق قرار رفع الحظر: توصل ابنها الذي ولد بمتلازمة داون إلى منزل والدتها أولاً، ثم تقود والدتها إلى أي مكان تريده.
ونشر الأمير الوليد بن طلال فيديو له مع ابنته ريم التي كانت تقود السيارة بينما كان إلى جوارها ومن خلفهما حفيداته.
واخيراً!
الآن الساعة 12:01 من صباح يوم #عشرة_عشرة مع ابنتي ريم وهي تسوق بي وحفيداتي في #الرياض#المراه_السعوديه_تسوقFinally,
First ride with my daughter @Reem_Alwaleed while she's driving me and my grand daughters in Riyadh#SaudiWomenDriving pic.twitter.com/rXHPUx79fu— الوليد بن طلال (@Alwaleed_Talal) June 23, 2018
بقي نظام "ولاية الرجل"
وبالنسبة إلى كثيرين، يشكل السماح للمرأة بقيادة السيارة خطوة تاريخية تتوّج بها السلطات السعودية حملة العلاقات العامة الضخمة التي باشرتها منذ أشهر.
إلا أن نظام "ولاية الرجل" على المرأة الذي يسمح للرجال بالتحكم بحياة النساء على المستويين الشخصي والعملي، يلقي بظلاله على هذه الحملة المتمحورة حول خطة إصلاحية شاملة في البلد الخليجي الساعي إلى تغيير صورة التشدد التي يعرف بها.
وتدرك سمر جيداً أن حريتها الجديدة المتمثلة بقيادة السيارة أتت بقرار واحد أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في أيلول/سبتمبر الماضي، رغم أن الناشطات في مجال حقوق المرأة طالبن به لسنوات طويلة.
وقالت "إنه قرار سياسي".
ويعود تاريخ مطالبة الناشطات بقيادة السيارة إلى عقود. وفي العام 1990، قادت 47 امرأة سياراتهن في الرياض على الرغم من الحظر، وقامت السلطات بتوقيفهن.
ومؤخراً، اعتقلت السلطات ناشطات بارزات في المجال الحقوقي، وبينهن نساء حاربن من أجل السماح للمرأة بقيادة السيارة ومن أجل إلغاء نظام الوصاية.
وقالت سمر "هن اللواتي قصّين الشريط".
? خاص
#صحيفة_اليوم ترافق أول قائدة مركبة بـ #الشرقية . ماذا قالت وبماذا تنصح قائدات المركبات ؟!#المرأة_السعودية_تسوق#SaudiWomenDrivinghttps://t.co/l0QGYF13HS pic.twitter.com/ID2aqA8kEH— صحيفة اليوم (@alyaum) June 23, 2018
#صور
نساء يقدن السيارة لأول مرّة منذ بدء تطبيق قرار #قيادة_المرأة في #المملكة#قيادة_المرأة_السعودية #المرأة_السعودية_تسوق#SaudiWomenDriving pic.twitter.com/ELKd8HxlRs— صحيفة اليوم (@alyaum) June 23, 2018
صور | السعوديات خلف المقود بقوة القانون#قيادة_المرأة_السيارة #المراة_السعودية_تسوق pic.twitter.com/GKKiHO35AP
— جريدة وتد (@watdkw) June 23, 2018
#صور
نساء يقدن السيارة لأول مرّة منذ بدء تطبيق قرار #قيادة_المرأة في #المملكة#قيادة_المرأة_السعودية #المرأة_السعودية_تسوق#SaudiWomenDriving pic.twitter.com/r61fhPzSI8— صحيفة اليوم (@alyaum) June 23, 2018