عمره 23 عاماً ويدير حساباته الاجتماعية بنفسه، ويعتبر نفسه قريباً من شباب بلاده.. ولي العهد الأردني يخطف الأضواء أثناء استقباله الأمير وليام

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش

منذ تخرجه في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية "ساندهيرست"، العام الماضي، بات ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبدالله الثاني، الذي كان في استقبال الأمير وليام، نجل ولي العهد البريطاني، عند وصوله إلى الأردن الأحد 24 يونيو/حزيران، تحت الأضواء بشكل كبير.

وأصبح الأمير حسين (23 عاماً) ولياً للعهد، في يوليو/تموز 2009، حين كان في الـ15 من عمره. خلال السنة الماضية، بات يظهر كثيراً إلى جانب والده في مناسبات رسمية محلية ودولية.

وقد أدَّى الخميس اليمين الدستورية نائباً للملك، الذي غادر عمَّان إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترمب، لينوب عنه خلال فترة غيابه، وبالتالي، وبصفته هذه يستقبل نجل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، الذي بدأ جولة في الشرق الأوسط الأحد.

ولد الأمير حسين في عمان، في 28 يونيو/حزيران 1994، وهو أكبر أولاد الملك عبدالله والملكة رانيا.

وقد أنهى دراسته الثانوية في مدرسة "كينغز أكاديمي" في الأردن في 2012، ودرس التاريخ الدولي في جامعة جورجتاون في الولايات المتحدة، قبل أن يتلقى، كوالده وجده الملك حسين، دروساً عسكرية في المدرسة العسكرية التي ارتادها أيضاً الأمير وليام.

يظهر في المناسبات العلنية بزي مدني

وعلى الرغم من أنه ضابط برتبة ملازم ثانٍ في الجيش الأردني، لكنه غالباً ما يظهر في المناسبات العلنية بملابس مدنية، مع ربطة عنق، ويعتمر في بعض المناسبات الكوفية الأردنية الحمراء.

ويحظى الأمير حسين صاحب العينين الملونتين واللحية الخفيفة، كبقية أفراد العائلة المالكة في الأردن، باحترام بين الشعب، المعروف عنه عدم المجاهرة بالانتقادات للأسرة المالكة.

وتبدو واضحة محاولته استمالة قطاع الشباب. فقد نشر على حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي، في مايو/أيار 2018، صوره بين رفاقه الطيارين، وهم يسكبون عليه المياه، في تقليد يقام لكل عسكري طيار بعد رحلته الأولى كطيار منفرد.

وهو يركز أنشطته على كل ما يهم الشباب، مشدداً على "ضرورة تحسين نوعية التعليم، وتحقيق النمو الاقتصادي وضمان اندماج الشباب الأردني في الحياة السياسية، عبر إشراكهم في العملية السياسية وصنع القرار".

وأطلق الأمير حسين مبادرات خاصة بالشباب، إحداها بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، لمنح شباب الأردن فرصة للتدرب فيها.

وتأسست "مؤسسة ولي العهد" عام 2015، وتهدف إلى تقديم الدعم لشباب الأردن عبر توفير مبادرات وفرص لتمكينهم.

وقد ترأس الأمير في أبريل/نيسان 2015، جلسةً لمجلس الأمن لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب.

 التواصل مع الناس

ولم يتردد -خلال التظاهرات الأخيرة التي حدثت في الأردن احتجاجاً على ارتفاع الأسعار ومشروع قانون ضرائب جديد يزيد الأعباء على أصحاب المداخيل الصغيرة- في النزول إلى الشارع ولقاء المحتجين، والحديث معهم.

وظهر في مقطع فيديو على الإنترنت بين المحتجين والدرك في عمان، وهو يقول لعناصر الأمن "أهم شيء أن نحمي المواطنين، دعوهم يتكلمون ويعبرون عن رأيهم، لكن واجبنا حمايتهم".

ويقول وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، لوكالة فرانس برس، إن "ولي العهد ينتمي إلى جيل الشباب، وهو ذكي في تقديم نفسه بلغة جميلة، مستنداً إلى تأهيل عسكري وسياسي وحضور محلي  ودولي".

ويضيف أن "بروزه خلال السنوات الأخيرة جزء من برنامج إعداد وتأهيل خضع له بإشراف مباشر من الملك".

وشارك الأمير حسين خلال الأشهر الأخيرة في لقاءات واجتماعات مهمة مع قادة عرب وغربيين.

ولعل أبرز إطلالاته كانت لدى إلقائه كلمة الأردن، في 22 سبتمبر/أيلول، خلال اجتماعات الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حين تحدث عن صعوبات اقتصادية جمّة تواجه بلده، الذي يستضيف 1,3 مليون سوري، و2,1 مليون لاجئ فلسطيني، بحسب السلطات.

وقال معاتباً زعماء العالم حينها "نحن فخورون بسمعة بلادنا، لكن الكلام الطيب لا يدعم الموازنة ولا يبني المدارس ولا يوفر فرص عمل".

يدير حساباته الاجتماعية بنفسه

وينشط الأمير الشاب على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً عبر حساب "إنستغرام" الذي يديره شخصياً، وينشر صوراً لأنشطته وممارسته رياضة التسلق في وادي رم، وتدريباته العسكرية، إضافة إلى صوره مع أفراد عائلته.

ويبلغ عدد متابعيه عبر "إنستغرام" نحو مليون و400 ألف.

وتقول الناشطة على شبكات التواصل الاجتماعي شادن عمارين (42 عاماً)، إن ولي العهد "متواضع كوالده، وكما هو متعارف عن الهاشميين عموماً، وهو شاب وسيم وعفوي، كما أنه الأمير الشاب الوحيد الذي نراه في الواجهة".

وتضيف عمارين، وهي موظفة بنك، أن الأمير "قريب من الشباب ونشاطاتهم ومشكلاتهم وهواياتهم.. تراه يلعب كرة القدم مع أصحابه تارةً، ويعزف على الغيتار تارة أخرى، أو يحلق بطائرة عسكرية تارةً، ويترأس بصفة رسمية جلسة لمجلس الأمن".

ويهوى الأمير حسين، إلى جانب الرياضة، المطالعة وقيادة الدراجات النارية.

له شقيق هو الأمير هاشم، وشقيقتان هما الأميرة إيمان والأميرة سلمى.

ويقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، إن "صناعة الشخصيات لا تتم بين يوم وليلة، وإنما هي عملية طويلة من التدريب والتأهيل، وأعتقد أنها تسير بالاتجاه المناسب دون مبالغة"، بالنسبة إلى ولي العهد الأردني.

 

علامات:
تحميل المزيد