ما قصة العروس في مركز انتخابي تركي؟ صورها انتشرت في كل الصحف المحلية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/24 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي حظرت الحكومة التركية إقامة أي حفل زفاف قبل انتهاء موعد التصويت اختارت ياسمين ارتداء فستان زفافها والتوجه مع خطيبها إلى مركز الاقتراع للإدلاء بصوتهما.

الشابان اللذين أدليا بصوتيهما في مدينة إسكي شهير التركية لم يكونا يعرفان أن التاريخ الذي اختاراه يصادف يوم الانتخابات، وربما لن يحتفلا اليوم لكنها وجدا فيه مناسبة كي ترتدي ياسمين فستان زفافها وابراهيم بدلة عرسه السوداء.

وقد انتشرت صورهما في كل الصحف المحلية التركية، مع العلم أنه اعتادت هذه البلاد قيام ناخبوها بحركات تميز تصويتهم وتلفت أنظار الصحافة للكتابة عنهم

 ومن جهة أخرى كانت قد فتحت صناديق الانتخاب في إحدى المناطق الواقعة في بوزكوي في مدينة إزمير الساعة الثامنة صباحاً ولكنها لم تستمر سوى 32 دقيقة حتى عادت وأغلقت
ووفقاً لصحيفة يني شفق التصويتُ انتهى بعد أن توافد جميع المصوتين المسجلين والذين يبلغ عددهم 35 فرداً ولم يحضر منهم سوى 29 وتبين أن الستة الآخرين لن يحضروا للتصويت بسبب سفرهم خارج المنطقة للعلاج كما أفاد مختار المنطقة.
وكان أكبر المصوتين هو مختار القرية السابق والذي يبلغ عمره 86 عاماً، وأصغرهم  يبلغ 18 عاماً والذي كان يقف بكل حماس أمام صالة التصويت بانتظار دوره كونها أول انتخابات يشارك بها.
وقال مختار المنطقة بأنه كان يبلغ عدد المصوتين 65 سابقاً ولكنهم غادروا وهاجروا إلى مدن أخرى ولهذا السبب قل عددهم.
وسارع أهالي المنطقة جميعهم إلى الإدلاء بأصواتهم لكي يعودوا إلى أعمالهم الزراعية التي يعملون بها.

يدلى الناخبون في تركيا بأصواتهم اليوم الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، في انتخابات رئاسية وبرلمانية تمثل أكبر تحد للرئيس رجب طيب إردوغان وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية منذ وصوله للسلطة قبل أكثر من عشر سنوات ونصف.

وستمثل الانتخابات أيضا بداية نظام جديد لرئاسة تنفيذية.

ويعد إردوغان أكثر الزعماء شعبية وإثارة للخلاف أيضا في تاريخ تركيا الحديث وقام بتقديم موعد الانتخابات التي كانت ستجرى أصلا في نوفمبر 2019 قائلا إن السلطات الجديدة ستجعله يتمكن بشكل أفضل من معالجة المشكلات الاقتصادية المتزايدة لتركيا بعد أن فقدت الليرة 20 في المئة من قيمتها أمام الدولار هذا العام ومواجهة المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا والعراق وسوريا المجاورين.

ولكنه لم يضع في حسبانه محرم إنجه مرشح الرئاسة عن حزب الشعب الجمهوري العلماني والذي شحذ أداؤه القوي خلال الحملة الانتخابية همم المعارضة التركية المقسمة والتي تعاني منذ فترة طويلة من انحطاط معنوياتها.

وسبق للمغتربين أن أدلوا بأصواتهم في 123 بعثة تركية في 60 دولة، في الفترة بين 7 و19 يونيو/حزيران الجاري، وبلغ عدد المصوتين في البعثات والمعابر الحدودية مليوناً و486 ألفاً و532 ناخباً.

وسيكون التصويت متاحاً للمغتربين (المتأخرين) حتى الساعة 17:00 (14.00 بتوقيت غرينتش) من مساء الأحد، في المعابر الحدودية.

وغداً الأحد، يتوجّه الناخبون إلى الصناديق في عموم البلاد بين الساعة (08:00 و17:00) بالتوقيت المحلي، مع إمكانية اتخاذ إجراءات استثنائية في حال لم يكف الوقت في بعض المراكز المزدحمة.

ويُمنع اصطحاب أجهزة التسجيل أو الاتصال، مثل الهواتف الجوالة، وماكينات التصويت إلى مراكز الاقتراع، ويتم تسليمها للجنة الصناديق وتسلُّمها بعد الانتهاء من التصويت.

وفي عملية الاقتراع المرتقبة، يدلي الناخب بصوته في بطاقتين انتخابيتين، الأولى للرئاسة والثانية للبرلمان، ثم يضعهما داخل ظرف وبعدها في صندوق الاقتراع.

ومن المقرر أن يتم أولاً فرز وتسجيل البطاقات الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية.

لماذا يهتم بها العرب؟

 هذه الانتخابات رغم أنها شأن تركي خاص، إلا أنها تهم ملايين العرب داخل تركيا وخارجها، فالسياسة الخارجية التي انتهجها حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، عقب اندلاع ثورات الربيع العربي، جعلت له حضوراً كبيراً في الدول العربية، إما إيجاباً، وهم من يرون أردوغان ورفاقه هم من ساندوا ثورات الشعوب، ومنهم من يرى أن سياسة تركيا هي سبب الفوضى في المنطقة.

وبعيداً عن الموجودين داخل الدول العربية، ففي تركيا يوجد نحو 4 ملايين عربي، جلهم من الجارة سوريا التي مزَّقتها الحرب الأهلية منذ 2011، ثم عدد لا بأس به من العراقيين واليمنيين والمصريين أيضاً، الذين فروا من الأوضاع المأسوية في بلادهم.

أيضاً المرشحون المنافسون للرئيس التركي، لديهم وجهة نظر مغايرة لأردوغان فيما يتعلق بالسوريين الموجودين في البلاد، إذ قال المرشح المنافس محرم إينجة، مرشح الحزب الجمهوري، إنه في حال فوزه سيُعد أكثر من 3 ملايين سوري إلى بلادهم.

محظورات

 وبحسب الدستور التركي، يحظر بيع وتقديم وشرب المشروبات الكحولية، وحمل الأسلحة في المدن والبلدات والقرى، باستثناء القوى المكلفة بالحفاظ على الأمن والنظام العام، اعتباراً من الساعة السادسة (03:00 ت.غ) صباحاً وحتى منتصف الليل.

وتُغلق جميع أماكن الترفيه والتسلية العامة خلال ساعات التصويت، بما فيها المقاهي، وصالات الإنترنت، ويُسمح للمطاعم فقط بتقديم الطعام، وتُقام الأعراس بعد انتهاء التصويت في الساعة السادسة مساءً (15:00 بتوقيت غرينتش).

كما يحظر على وسائل الإعلام بكافة أشكالها بث أي خبر يتعلق بالانتخابات أو نتائجها حتى السادسة مساءً، ويسمح لها بين السادسة والتاسعة مساءً بث الأخبار والبيانات الصادرة فقط عن اللجنة العليا للانتخابات.

فيما تكون وسائل الإعلام حرة في بثِّها بعد الساعة التاسعة مساءً، على أن يكون للجنة الحق في رفع الحظر الإعلامي قبل هذه الساعة، في حال ارتأت ذلك ضرورياً.

تحميل المزيد