هل يدفع الأسد أميركا للتدخل بشكل أوسع في الحرب؟ تحدَّى واشنطن وهاجم منطقة حدودية أفزعت إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/22 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/22 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: U.S. forces set up a new base in Manbij, Syria May 8, 2018. REUTERS/Rodi Said/File Photo

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقياديون في المعارضة الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، إن طائرات هليكوبتر تابعة للحكومة السورية أسقطت براميل متفجرة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب غربي البلاد، للمرة الأولى منذ عام، في تحدِّ لمطالب أميركية بوقف الهجوم.

وتعهَّد الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع، مهدداً منطقة لـ"خفض التصعيد" اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي (2017).

وكررت الولايات المتحدة، الخميس 21 يونيو/حزيران 2018، مطلبها باحترام المنطقة، محذرةً الأسد والروس الذين يدعمونه من "عواقب وخيمة" للانتهاكات. واتهمت دمشق ببدء الضربات الجوية والقصف المدفعي والهجمات الصاروخية.

أميركا قد تتدخل في الحرب

ويهدد شنُّ هجوم كبير بتصعيد أوسع نطاقاً، قد يزيد انخراط الولايات المتحدة في الحرب. ويسبب جنوب غربي سوريا قلقاً استراتيجياً لإسرائيل، التي كثفت العام الماضي (2017) هجمات على فصائل تدعمها إيران، المتحالفة مع الأسد.

ويركز الهجوم على عدة بلدات خاضعة للمعارضة، خاصة بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا، ويهدد بشطر منطقة خاضعة للمعارضة تمتد شمالاً إلى أراض تسيطر عليها الحكومة السورية.

وقال المرصد ومقره بريطانيا، إن طائرات الهليكوبتر أسقطت أكثر من 12 برميلاً متفجراً على المنطقة؛ مما تسبب في أضرار مادية دون خسائر بشرية.

وقال أبو بكر الحسن، المتحدث باسم جماعة جيش الثورة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، إن هذه البراميل أُسقطت على 3 بلدات وقرى، وإن طائرات حربية استهدفت منطقة أخرى.

وأضاف متحدثاً إلى "رويترز": "أعتقد هو للآن (النظام) يختبر أمرين: ثبات مقاتلي الجيش الحر ومدى التزام الولايات المتحدة الأميركية باتفاق خفض التصعيد في الجنوب".

وقال التلفزيون الرسمي السوري، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، إن وحدات الجيش استهدفت "تجمعات وأوكار التنظيمات الإرهابية".

ورغم أن قوات الحكومة استخدمت القصف المدفعي والصاروخي بشكل مكثف، فإنها لم تلجأ بعدُ إلى القوة الجوية، التي كانت عاملاً حاسماً في استعادتها مناطق أخرى من قبضة المعارضة. ويقول مقاتلو معارضة إن الطائرات الحربية الروسية لم تشارك.

لكن جريدة "الأخبار"، الموالية لحزب الله، نقلت الجمعة عن السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر زاسبيكين، قوله إن الجيش السوري يستعيد الجنوب الغربي بمساعدة من موسكو.

ونقلت الجريدة قوله في مقابلة: "نحن نقول إن الجيش السوري الآن، بدعم من القوات الروسية، يستعيد أرضه في الجنوب وإعادة بسط سلطة الدولة السورية".

وأضاف: "لا مبرر لإسرائيل للقيام بأي عمل من شأنه تعطيل مكافحة الإرهاب".

"قوة معادية"

اتهم قيادي بالمعارضة في الجنوب إيران بمحاولة نسف اتفاق خفض التصعيد، وتعهَّد بمقاومة شرسة. وقال العقيد نسيم أبو عرة، قائد قوات شباب السُّنة: "نحن نمتلك الكثير من الأسلحة".

وحصل مقاتلو المعارضة في جنوب غربي سوريا على دعم شمل أسلحة من خصوم الأسد الأجانب خلال الحرب المستمرة منذ 7 أعوام.

ويعتقد محللون للصراع أن هذا الدعم استمر حتى بعد أن قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، العام الماضي (2017)، إنهاء برنامج مساعدات عسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية وإن كان قد شهد تراجعاً.

مناطق كبيرة ما زالت خارج السيطرة

واستعاد الأسد هذا العام (2018) آخر جيوب المعارضة قرب العاصمة دمشق ومدينة حمص، وضمن ذلك منطقة الغوطة الشرقية ذات الكثافة السكانية العالية.

لكن، لا تزال هناك مناطق كبيرة خارج نطاق سيطرته. فبالإضافة إلى الجنوب الغربي، يسيطر مقاتلو المعارضة أيضاً على مساحة في شمال غربي سوريا. وتسيطر جماعات معارضة، مدعومة من تركيا، على أجزاء من المنطقة الحدودية الشمالية.

ويسيطر تحالف مقاتلين أكراد وعرب، تدعمهم الولايات المتحدة، على ربع المناطق السورية الواقعة شرقي نهر الفرات. ولدى الولايات المتحدة أيضاً قاعدة في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن، تتحكم في الطريق السريع الذي يربط دمشق وبغداد.

وقال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للأسد الخميس 21 يونيو/حزيران 2018، إن ضربة أميركية قتلت أحد أفراد الجيش السوري قرب التنف. لكن وزارة الدفاع الأميركية قالت إن إحدى جماعات المعارضة السورية المسلحة اشتبكت مع "قوة معادية غير محددة" قرب التنف، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط أي قتلى من الجانبين.

وتنفي الحكومة السورية استخدامها البراميل المتفجرة، وهي عبوات مملوءة بمواد متفجرة تُسقطها طائرات هليكوبتر ولا يمكن تصويبها بدقَّة. ومع ذلك، وثّق محققو الأمم المتحدة مراراً استخدام دمشق هذه البراميل خلال الصراع.

 

علامات:
تحميل المزيد