ضربة غير متوقَّعة لتيريزا.. “إيرباص” أربكت بريطانيا قبل أن تغادر الاتحاد الأوروبي، وسكّان ويلز يخشون من “مذبحة”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/22 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/22 الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش

تهدد مجموعة الصناعات الجوية الأوروبية العملاقة (إيرباص) بمغادرة بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، في ضربة قاسية موجَّهة إلى رئيسة الحكومة المحافظة تيريزا ماي، التي تواجه مفاوضاتُها صعوباتٍ قبل 9 أشهر من دخول بريكست حيز التنفيذ.

وعشية الذكرى الثانية للاستفتاء، الذي صوَّت فيه البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبي، دقَّت "إيرباص" جرس الإنذار ببيان حذَّرت فيه من أنها ستُعيد النظر في استثماراتها بالمملكة المتحدة إذا تم الانفصال بلا اتفاق.

وقال مدير الاستثمار في فرع الطيران المدني بالمجموعة، توم وليامز، إن "مجرد الحديث عنه، يهدد سيناريو بلا اتفاق، بشكل مباشر، مستقبلَ لإيرباص في المملكة المتحدة".

الرهانات بالنسبة إلى لندن هائلة. فـ"إيرباص" توظف 15 ألف شخص في 25 موقعاً بالمملكة المتحدة، حيث تنتج أجنحة الطائرات المدنية والعسكرية. وهي تشغل بشكل غير مباشر أكثر من 100 ألف شخص عبر شبكة تتألف من 4 آلاف مزود وتساهم بـ7.8 مليار جنيه إسترليني في النشاط الاقتصادي البريطاني.

وفي ويلز حيث تؤمِّن "إيرباص" نحو 11 ألفاً و500 وظيفة مباشرة أو غير مباشرة، وصفت الحكومة المحلية العمالية القرار بأنه "مقلق للغاية".

وترفض ماي، الحريصة على الاحتفاظ بهامشها للمناورة، استبعاد إمكانية عدم التوصل إلى اتفاق، وإن كانت تؤكد باستمرار، أنه ليس الخيار الذي تفضله.

وردَّت متحدثة باسمها، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، بالقول: "حققنا تقدماً كبيراً من أجل إبرام شراكة وثيقة وخاصة مع الاتحاد الأوروبي؛ للتأكد من أن المبادلات التجارية ستبقى حرة وسلسة قدر الإمكان، عبر إدراج قطاع الصناعات الجوية".

وأضافت: "نظراً إلى التقدم الجيد الذي نواصل تسجيله في المفاوضات، لا نتوقع أن يتحقق سيناريو عدم وجود اتفاق"، موضحةً أن مسؤولين بريطانيين سيتحدثون "اليوم" مع "إيرباص".

"بلبلة جسيمة"

لكن قبل أيام من قمة أوروبية في بروكسل، يتزايد القلق بشأن تقدُّم المفاوضات، في حين لم تكشف لندن بعدُ رؤيتها للعلاقة المقبلة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست المقرر في 29 مارس/آذار 2019 وفترة انتقالية من 21 شهراً. وقد نصح الاتحاد الأوروبي بالاستعداد لعدم وجود اتفاق.

وتأسف "إيرباص"؛ لأن الحكومة البريطانية لم تصغِ لها، وتشرح أن تقييم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن عدم التوصل إلى اتفاق بيَّن أن ذلك سيسبب "بلبلةً جسيمةً" في الإنتاج بالمملكة المتحدة.

وتقول المجموعة إنه لا يسعها أن تدع الأمور تصل إلى هذا الحد؛ نظراً إلى تكامل سلسلة الإنتاج والمكونات بين بريطانيا والقارة الأوروبية.

لكن حتى في حال التوصل إلى اتفاق وفي حين تواصل ماي استبعاد البقاء بالاتحاد الجمركي، تقول "إيرباص" إن الوضع سيكون صعباً.

وقال وليامز محذراً: "أياً كان السيناريو، لـ(بريكست) عواقب خطيرة سلبية على الصناعة الجوية البريطانية وعلى (إيرباص) خصوصاً".

"قِصة مخيفة"

"إيرباص" ليست المجموعة الوحيدة القلقة من طلاقٍ خاسرٍ وخلاف بين لندن والمفوضية الأوروبية. فقد أعلن عدد من المجموعات المصرفية أنها تحضِّر خططاً طارئة، في حين صرح السفير الياباني بأنه إذا أصبح إبقاء النشاطات في المملكة المتحدة غير مُجدٍ، فإن الشركات اليابانية لن تكون قادرة على مواصلة عملياتها في البلاد.

وقال ستيف تيرنر، المسؤول في نقابة "يونايت"، إن "الناس صوتوا لمغادرة الاتحاد الأوروبي وليس ليفقدوا وظائفهم ومصادر رزقهم على مذبح بريكست قاسٍ".

وتحذيرات "إيرباص" لا تخدم مصلحة ماي، المضطرة إلى العمل باستمرار من أجل ردم الهوة بين المشككين في جدوى أوروبا داخل حزبها الذين يريدون قطع كل الجسور مع الاتحاد، وأنصار الإبقاء على علاقات وثيقة.

وبين هؤلاء الأخيرين النائب المحافظ ستيفن كراب، الذي تدخَّل قائلاً إن "مصنع إيرباص الهائل في شمال ويلز هو إحدى درر تاج الصناعة البريطانية".

أما دارن جونز النائب عن المعارضة العمالية الذي تضم دائرته مصنعاً في فيلتون بالقرب من بريستول (جنوب غربي إنكلترا)، فقد أخذ على السلطات أنها لا تُصغي سوى إلى "النواب المؤيدين لبريكست المتشددين، وليس إلى الشركات".

من جهته، رفض أيان بيسلي، النائب عن الحزب الديمقراطي الوحدوي، هذه المخاوف ولم ير فيها سوى "قِصة رعب". وقال إن "الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى اتفاق، والمملكة المتحدة ستحصل على اتفاق".

علامات:
تحميل المزيد