قال البيت الأبيض إن مبعوثَين للرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط اجتمعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018؛ لبحث آفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وذلك بعدما عقدوا محادثات منفصلة مع زعماء عرب.
وقالت واشنطن إن خطة للسلام يجري إعدادها حالياً وقد يتم طرحها قريباً. وتوقفت المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 2014؛ بسبب خلافات تفاقمت بالحرب في غزة ثم باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في الآونة الأخيرة.
صحيفة "هآرتس" تحدثت أن المقترح الأميركي يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول المبادرة أو رفضها كما هي، مشددة على أن "مبعوثَي ترامب يجب أن يتعلَّما من تجربة أسلافهما؛ كي يمتنعا عن السقوط في أفخاخ قديمة"، بحسب تعبيرها.
صيغة المقترح الأميركي، حسب "هآرتس"، تعرض إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهي ملزمة بأن تتضمن اقتراحات لترسيم الحدود بين الدولتين.
أما صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقالت الجمعة، إن "هناك تخوفاً في إسرائيل من إمكانية أن تتضمن خطة السلام الأميركية بنوداً لصالح الفلسطينيين".
4 أحياء بالقدس وقنصلية للفلسطينيين
وأوضحت أنه "حسب التقديرات، ستتضمن الخطة الأميركية مطالب سترض العرب منها التخلي عن السيادة الإسرائيلية في 4 أحياء بالقدس تقع خلف الخط الأخضر، إلى جانب إقامة قنصلية أميركية شرق القدس، تعويضاً عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها".
وبيَّنت صحيفة "معاريف" أن "القنصلية إذا ما أُقيمت في شرق القدس بالفعل، فستمنح خدمات للمواطنين الفلسطينيين المحليين"، منوهةً إلى أن الفريق الأميركي الموجود في المنطقة يسعى إلى نيل تأييد العالم العربي لصفقة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي الإطار ذاته، قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن "الأميركيِّين سيقترحون على الفلسطينيين أبو ديس كعاصمة وليس شرق القدس، مقابل انسحاب إسرائيل من 3 إلى 5 قرى وأحياء عربية في شرق وشمال المدينة، وستبقى البلدة القديمة بأيدي إسرائيل".
كوشنر مع سفيري إسرائيل وأميركا في حضرة نتنياهو
وقال مسؤولون إسرائيليون إن غاريد كوشنر مستشار ترمب، وجيسون غرينبلات مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، عقدوا اجتماعاً استمر 4 ساعات مع نتنياهو في القدس. وحضر الاجتماع أيضاً سفير إسرائيل في واشنطن رون ديرمر.
وقال البيت الأبيض إنهم ناقشوا الإغاثة الإنسانية لقطاع غزة، حيث يعقد الفلسطينيون منذ 30 من مارس/آذار 2018، احتجاجات أسبوعية، يشوبها العنف أحياناً، ضد إسرائيل ويردُّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار. وقتل ما لا يقل عن 128 فلسطينياً.
وأضاف في بيان: "بحثوا أيضاً التزام إدارة ترمب وإسرائيل المستمر بدفع السلام قدماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأصدر مكتب نتنياهو بياناً مشابهاً يشير إلى صنع السلام الإسرائيلي-الفلسطيني المرتقب بشكل أعم بوصفه "العملية الدبلوماسية". وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يريدون أن تتضمن أي مفاوضات جديدة مشاركة واسعة مع القوى العربية.
جاءت زيارة كوشنر وغرينبلات إلى القدس، بعد جولة بالمنطقة شملت الأردن ومصر، وهما جارتان وشريكتان في السلام مع إسرائيل، وقطر التي تساعد في تمويل المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأجرى الاثنان محادثات أيضاً بالسعودية، التي لا تعترف بإسرائيل لكنها تشترك معها في خصومتها مع إيران.
ولا توجد أي اجتماعات مقررة للمبعوثَين الأمريكيَّين مع الفلسطينيين، الذين علَّقوا العلاقات مع ترمب في ديسمبر/كانون الأول 2017؛ بسبب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل.