لا يتردد في الرقص والغناء أمام أنصاره، ووعد بالتنازل عن قصر “أنقرة” الرئاسي.. إينجة الخطيبُ المشاكسُ الذي يتحدى أردوغان

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/21 الساعة 14:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/21 الساعة 14:54 بتوقيت غرينتش
Muharrem Ince, presidential candidate of Turkey's main opposition Republican People's Party (CHP), addresses his supporters during an election rally in Istanbul, Turkey, June 16, 2018. REUTERS/Osman Orsal

خلال أسابيع انتقل محرم إينجة من وضعه كمشاكس في المعارضة إلى مرشح للرئاسة يمكنه منافسة رجل تركيا القوي. فهل يمكنه إزاحة رجب طيب أردوغان؟  

إينجة، الذي يبلغ مع العمر 54 عاماً والنائب عن حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) منذ 16 عاماً، هو الشخصية التي اكتُشفت خلال حملةٍ، نجح خلالها في إثارة حماسة معارضةٍ سئمت من الانتصارات الانتخابية المتلاحقة لأردوغان.

وأستاذ الفيزياء والكيمياء السابق شبه واثق بالوصول إلى المرتبة الثانية بعد أردوغان في الانتخابات العامة التي ستُجرى الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، ويمكن أن يهدد الرئيس في دورة ثانية محتملة عبر جمع تحالف واسع حوله.

أعلى نِسب مشاهدة على الإنترنت

قبل هذه الانتخابات، كان إينجة معروفاً بأنه مشاكس في البرلمان وتحظى تسجيلات خطبه الحماسية وردوده الحادة باستمرار بأعلى نسبة مشاهدة على الإنترنت.

فقد ردَّ على نائب من الأغلبية، اتهم حزب الشعب الجمهوري بأنه عجز عن تغذية إسطنبول بالمياه قبل تولي أردوغان السلطة، بالقول: "إذاً، لم نكن نشرب المياه قبلكم؟ ربما كنا نعمل على الديزل".

بهذه الروحية يردُّ إينجة على أردوغان وهو يلقي خطبه على المنصات وقد شمر عن ساعديه وبلا رابطة عنق.

ويعِد إينجة برفع حالة الطوارئ المفروضة منذ عامين، "خلال 48 ساعة"، إذا فاز في الانتخابات، وبالعودة إلى نظام برلماني وبألا يتخذ القصر الرئاسي الكبير في أنقرة مقراً للحكم.

"يشبه أردوغان في حدَّة أسلوبه"

قال إينجة في مهرجان انتخابي الأسبوع الماضي، إن أردوغان "في قصره يشرب الشاي الأبيض ويأكل بيض السمان". وأضاف: "أما أنا يا إخوتي، فآكل البيض نفسه الذي تأكلونه وأشرب الشاي الأسود نفسه الذي تشربونه".

ويشبه إينجة أردوغان بحدّة أسلوبه، لكنه يؤكد أنه سيكون "مختلفاً تماماً" عنه إذا انتُخب.

وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية في يالوفا، معقله العائلي والانتخابي، مؤخراً: "منذ 16 عاماً، هناك أردوغان الذي (يقسم) المجتمع. أنا (…) سأكون رئيساً جامعاً".

وُلد إينجة في قرية بالقرب من يالوفا لعائلة متواضعة، وهو متزوج وأب لابن واحد. وقد ترشح بصفته رجلاً قريباً من الشعب، لا يتردد في الرقص أو الغناء حسب العادات المحلية للمدينة التي يقوم فيها بحملته.

وقال إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيلجي في إسطنبول، إن "مؤيديه يحبُّون أسلوبه (…)، إنه يتمتع بحيوية كبيرة، ولا يخاف من إثارة أي جدل". وتفسر شعبية إينجة لدى قاعدة حزب الشعب الجمهوري بالأسلوب الذي يتبعه والمناقض لكمال كيليتشدار أوغلو، رجل السلطة الذي لا يتمتع بشخصية قوية.

وقد حاول إينجة مرتين انتزاع زعامة الحزب من كيليتشدار أوغلو، لكنه لم يحقق أي نجاح.

توسيع قاعدة مسانديه

يسعى إينجة، بطل الحزب الذي أنشأه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، إلى جذب ناخبين ضمن دائرة أوسع. وعند اختياره مرشحاً لحزب الشعب الجمهوري في بداية مايو/أيار 2018، نزع شعار الحزب عن قميصه ووضع في مكانه العَلم التركي.

وهذه الرسالة سمحت لإينجة بنشر رسالته أبعد من ناخبي حزبه الاشتراكي الديمقراطي والعلماني. ويظهر إينجة، الذي ينتمي إلى عائلة محافظة، في أغلب الأحيان، بصور مع والدته وشقيقته المحجبتين.

زعيم الحزب يريد تعريضه لهزيمة "مهينة"

من جهة أخرى، ضاعف النائب عن يالوفا نجاحاته إلى قيادة الناخبين الأكراد الذين يلتزمون الحذر تاريخياً حيال حزب الشعب الجمهوري الرافض دائماً لتقديم أي تنازلات للأقليات. وبعد اختياره مرشحاً، قام بزيارة إلى صلاح الدين دميرتاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، المسجون منذ سنة ونصف السنة.

ويرى مراقبون أنه بتعيين إينجة مرشحاً لحزب الشعب الجمهوري، ينوي كيليتشدار أوغلو إزاحة هذا النائب المشاكس عبر تعريضه لهزيمة مهينة أمام أردوغان.

وقال إيمري أردوغان إن "نجاحه شكَّل مفاجأة للجميع". وأضاف أن "الرئيس التركي كان بالتأكيد يفضل أن يواجه مرشحاً آخر".

 

 

علامات:
تحميل المزيد