الحكومة الهولندية ستدفع مقابلاً مادياً لمَن يستغني عن سيارته.. وهذا ما سيربحه الموظفون إذا ذهبوا إلى أعمالهم بالدراجة

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/21 الساعة 11:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/21 الساعة 11:11 بتوقيت غرينتش

تُشجِّع الحكومة الهولندية الشركات لدفع مقابلٍ للعاملين بها؛ نظير ذهابهم إلى أماكن عملهم على الدرَّاجات، كجزءٍ من مبادرةٍ قوميةٍ لمواجهة الاختناق المروري المتزايد. وقالت ستينتج فان فيلدهوفن، نائبة وزير البنية التحتية الهولندية، هذا الأسبوع لدى إعلانها الإجراءات الجديدة لتشجيع قيادة الدرَّاجات: "دعونا نخرج من سياراتنا إلى درَّاجاتنا".
وذكرت صحيفة The Independent البريطانية، أن فيلدهوفن قدَّمَت مُقتَرَحاً يشتمل على دفع 19 سنتاً لكل كيلومترٍ يقطعه الفرد بالدراجة في طريقه لعمله كل يوم. وأضافت الصحيفة أن ستينتج كانت بصدد مناقشة المُقتَرَح إلى جانب سُبُلٍ أخرى لتشجيع استخدام الدرَّاجات من خلال مكافآتٍ ماليةٍ، مثل الدعم المالي لشراء درَّاجة "لأغلبية مُوظَّفي الحكومة والشركات الصغيرة والمُتوسِّطة".
وقالت المسؤولة الهولندية: "أرغب في تشجيع قيادة الدراجات بهدف تحفيز 200 ألف شخصٍ آخرين لترك سياراتهم، وقطع مسافة 3 مليارات كيلومترٍ إضافية على الدرَّاجات".
ويشجع المسؤولون في هولندا المواطنين على استعمال الدراجات، إذ كان قد انتشر فيديو لرئيس الوزراء الهولندي، وهو يصل إلى مقر عمله على متن دراجة هوائية، في مبادرة تعتبر تشجيعاً للناس على الاقتداء به.

وتُعد هولندا رائدةً في قيادة الدرَّاجات، إذ يُقدَّر عدد الدرَّاجات في هذا البلد بنحو 22.5 مليون درَّاجة، وهو ما يزيد على تعداد السكان الذي يبلغ 17.1 مليون نسمة، بينما يقود أكثر ربع السكان الدرَّاجات إلى أعمالهم. وقد ارتفع عدد الدرَّاجات منذ العام 2005 بنسبةٍ بلغت 11%، وفي العاصمة أمستردام تجري 32% من الانتقالات باستخدام الدرَّاجة.
ووفقاً للموقع الإلكتروني للحكومة الهولندية، فقد أظهرت تجربةٌ محليةٌ، دخلت حيز التنفيذ بالفعل، أنَّ الناس سيستمرون في قيادة الدرَّاجات إلى أعمالهم حتى بعد توقُّف الحافز المادي.
وأوضح الموقع: "قامت العديد من المناطق بتحفيز استخدام الدرَّاجات عن طريق تطبيقات الهاتف. نجد ذلك في مشروع B-Riders في مقاطعة برابانت. فمستخدمو الدرَّاجات في برابانت قد استبدلوا الدرَّاجات بالسيارات، وتدرَّبوا باستخدام التطبيق، وتلقَّوا حوافز مالية عن كل كيلومترٍ قطعوه بالدرَّاجة أوقات الذروة. وأظهرت التجربة أن الناس استمروا في قيادة الدرَّاجات حتى بعد توقُّف الحافز المادي".
وتقول الحكومة إنَّ المشروع قد أفاد العاملين، إذ "يتمتَّع الأشخاص الذين يستخدمون الدرَّاجات بهيئةٍ أفضل، وهم كذلك أقل عرضةً للغياب عن العمل بسبب المرض. هذا بالإضافة إلى أنَّ استخدام الدرَّاجات يتيح للشركات التوفير في تكلفة مواقف السيارات".
وقال الموقع: "لهذا السبب، تُشجِّع الحكومة أصحاب الأعمال لكي يُوفِّروا مرافق ملائمة للدرَّاجات، وليُقدِّموا بدلاً مقابل المسافات المقطوعة بالدرَّاجات. ويدفع أصحاب الأعمال لراكبي الدرَّاجات بدلاً (مُعفى من الضرائب)، مقابل المسافات يصل إلى 19 سنتاً للكيلومتر، كما هو الحال مع المسافرين بالسيارات".


وقالت ستينتج: "تضطلع الدرَّاجات بدورٍ هام فيما يتعلَّق بإمكانية الوصول إلى المقصد، وجودة الحياة، والصحة. فهي تُقلِّص الازدحام المروري وتمنح الناس المُضطرين لاستخدام السيارات المزيد من المساحة".
ووفقاً للحكومة، تقل أكثر من نصف الرحلات اليومية في هولندا عن 7.5 كيلومتر في الطول، فيما يقطع أكثر من نصف الناس مسافةً أقل من 15 كيلومتراً من أماكن عملهم.
وقالت الوزارة: "مع تطوير الدرَّاجات الكهربائية، يمكن تغطية المسافة بسهولة"، مضيفةً أن ميزانيةً تُقدَّر بـ10 ملايين يورو (11.5 مليون دولار) قد كُرِّسَت من أجل التوسُّع في الطرق المُخصَّصة للدرَّاجات، وكذلك لساحات وقوف الدرَّاجات.

علامات:
تحميل المزيد