ترمب يضغط لإقناع الخليجيين باستثمار مليار دولار بغزة.. هل لزيارة كوشنر لمنطقتنا علاقة بالصفقة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/20 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/20 الساعة 13:24 بتوقيت غرينتش

ذهب غاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس، في رحلةٍ حول الشرق الأوسط بهدف تعزيز خطة السلام التي ذاع صيتها منذ فترةٍ طويلة.

وذكرت مجلة Newsweek الأميركية أن كلاً من كوشنر ومفاوض الشرق الأوسط جيسون غرينبلات اجتمعا مع العاهل الأردني الملك عبد الله، الثلاثاء 19 يونيو/حزيران 2018؛ لمناقشة الجهود التي تبذلها الإدارة للتوسُّط في اتفاقية سلام تجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ولا تزال التفاصيل الخاصة بالاتفاقية طيَّ الكتمان، ولكن كوشنر طرح أيضاً قضية الأزمة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، ذلك وفقاً للبيت الأبيض. وأفادت تقارير بأن إدارة ترمب تُخطِّط لاستغلال علاقاتها الوثيقة مع قطر والمملكة العربية السعودية من أجل إقناع دول الخليج باستثمار نحو مليار دولار في مساعدة غزة المُستَنزَفة، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.

الإدارة الأميركية فقدت مشروعيتها

وعلى الرغم من تلك الجهود المبذولة من جانب الإدارة الأميركية، يبدو أنها فقدت الكثير من مشروعيتها مع الفلسطينيين بعد قرارها نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس؛ إذ أثارت تلك الخطوة غضب الفلسطينيين والشعوب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، واعتُبِرَت بمثابة دعمٍ ضمني لزعم الإسرائيليين امتلاك مدينة القدس بأكملها.

وصرَّحَت أماندا كادليك، مُحلِّلة شؤون الشرق الأوسط بشركة Rand Corp في واشنطن، لمجلة Newsweek الأميركية: "ليس هناك أيُّ بصيصٍ من المصداقية الأميركية لتحقيق السلام في المنطقة. وما بقي، مهما كان ضعيفاً، هو دورها الذي تضطلع به منذ عهدٍ قديم والمُتمثِّل في أنها المُنسِّق الدولي الأساسي للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضافت: "جاءت خطوة نقل الإدارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لتقلب هذا الوضع؛ إذ اعتبرتها المجتمعات العربية والإسلامية بمثابة نقطةِ تحوُّلٍ للوضع الأميركي بعيداً عن محاولات التوصُّل إلى حلولٍ مهما كانت غير مجدية لعقود، وذلك بهدف تأجيج للنيران".

وصَدَرَ بيانٌ قبل وقتٍ قصير من زيارة كوشنر إلى الأردن، ندَّد فيه الزعيم الفلسطيني محمود عباس بخطة الإدارة الأميركية، التي تنطوي على إعادة تأهيل قطاع غزة، باعتبارها محاولة لدقِّ وتدٍ بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

وصرَّحَ عباس في البيان: "تُحذِّر القيادة الفلسطينية دول المنطقة من التعاون مع تلك الخطوة الرامية إلى إدامة الفجوة بين غزة والضفة الغربية والتي ستؤدي بدورها إلى بعض التنازلات في القدس والمناطق المقدسة".

ومع ذلك، فالوضع في غزة يتسم بالعنف بصورةٍ متزايدة ويعوزه التوصُّل إلى حل. وفي يوم الإثنين 18 يونيو/حزيران 2018، شنَّ الجيش الإسرائيلي هجماتٍ على حركة "حماس"، التي تسيطر على غزة؛ ما أدى إلى مصرع فلسطينيَّين على الأقل في اليوم التالي من الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي. ما زالت الاحتجاجات قائمةً في قطاع غزة منذ شهر مارس/آذار 2018، مُخلِّفةً المئات من القتلى الفلسطينيين.

الأموال لن تحل المشكلة

يقول أحد الخبراء إن خطة إدارة ترمب، التي تنطوي على ضخِّ الأموال لقطاع غزة، لن تسهم كثيراً في حلِّ النزاعات الناشبة بالمنطقة.

صرَّح كريستوفر ميسرول، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد Brookings، لمجلة Newsweek، مشيراً إلى الاحتجاجات الأخيرة الناشبة في الأردن والتي أدَّت إلى زلزالٍ حكومي: "لم يأتِ لقاء كوشنر مع الملك عبد الله للحصول على دعم لخطة السلام الخاصة به في وقتٍ مناسب؛ إذ قضى الملك عبد الله شهر مايو/أيار 2018، في إخمادِ أسوأ اضطراباتٍ شهدتها بلاده منذ سنوات؛ ومن ثم فإنه من المُستَبعَد أن يتصدَّر قائمة أولوياته أمرُ توفير دعم خطة سلام جديدة".

وأضاف ميسرول: "تشير التقارير الأولية إلى أن كوشنر يحاول تزكية الصفقة بمساعداتٍ لغزة في صورة مئات الملايين من الدولارات. ولكن النزاع الذي نشأ عام 2009 خَلَّفَ وحده أضراراً تتجاوز قيمتها 4 مليارات من الدولارات الأميركية؛ لذلك من الصعب أن تسهم بضع مئات الملايين من الدولارات في ترحيب العالم العربي بالصفقة، خاصة أنه لا يزال غاضباً من قرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس".

 

علامات:
تحميل المزيد