“الوزير الجاسوس” عمل لسنوات مع طهران وهدفه كان المال والانتقام من تل أبيب.. إسرائيل تبحث عن المزيد من الجواسيس “المجهولين”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/19 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/19 الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش

قال مسؤولون سابقون في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، إنهم يتوقعون أن يكون هناك المزيد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح أعدائها.

وجاءت تصريحات المسؤولين، في حديث لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، نشرته الثلاثاء 19 يونيو/حزيران 2018، تعقيباً على توجيه تهمة التجسس لصالح إيران، لوزير وعضو كنيست سابق يدعى غونين سيغيف.

ونقلت الصحيفة عن "يتسحاق إيلان"، نائب رئيس جهاز "الشاباك" حتى عام 2010، قوله: "إن هناك شائعات أن سيغيف قام بما قام به بسبب المال، لكن هناك احتمالات أخرى، فهو كان يشعر أنه غير مرغوب من قبل الإسرائيليين، فتولَّدت لديه دوافع للانتقام من إسرائيل".

وكان سيغيف قد تعرَّض للسجن بسبب محاولته تهريب حبوب هلوسة قبل نحو 20 عاماً، وسحبت منه رخصة مزاولة الطب في إسرائيل، ورُفض طلب إعادتها له بعد الإفراج عنه، فاضطر للسفر إلى نيجيريا للعمل طبيباً هناك، حيث تم تجنيده جاسوساً لصالح إيران.

وقال مسؤول آخر تولّى منصب نائب رئيس "الشاباك" أيضاً، ويدعى "يسرائيل حسون": إن الكنيست (البرلمان) هو آخر مكان يمكن أن تفكر أن تبحث عن جواسيس فيه، وعمليات التجسس التي قام بها سيغيف دامت عدة سنوات، وبعمل كثيف أحياناً". وأضاف أن الأجهزة الأمنية "ستستقي العبرة مما جرى".

وكان "الشاباك" قد أعلن أن سيغيف كان على اتصال بمسؤولي سفارة إيران لدى نيجيريا. كما زار طهران لعقد اجتماعات مع "المسؤولين عنه" في جهاز الاستخبارات الإيراني.

وألقي القبض على سيغيف، الشهر الماضي، لدى عودته إلى إسرائيل بعد رفض غينيا الاستوائية دخوله أراضيها بسبب سجله الجنائي.

هكذا خدع الوزير الإسرائيليين

وقال جهاز الشاباك، في بيان: "من مجريات التحقيق، تبيَّن أن جونين عمل جاسوساً بعد تجنيده من قِبل المخابرات الإيرانية، حيث إنه في عام 2012 تم التواصل بين المخابرات الإيرانية وجونين، عبر السفارة الإيرانية لدى نيجيريا، وأيضاً التقى مشغِّليه الإيرانيين في إيران نفسها".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن الوزير السابق زوَّد طهران بمعلومات عن صناعة الطاقة الإسرائيلية، ومواقع الأمن في البلاد، ومرافق مختلفة ومسؤولين سياسيين وعسكريين.

وحاول الوزير السابق، الذي يعيش بنيجيريا في السنوات الأخيرة، الدخول إلى غينيا الاستوائية، في مايو/أيار 2018، حيث تم رفض دخوله؛ بسبب ماضيه الإجرامي، ثم تم تسليمه إلى تل أبيب، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وبحسب الصحيفة، فقد كشفت التحقيقات عن تجنيده وتشغيله كعميل للمخابرات الإيرانية؛ إذ اتصل به مسؤولو السفارة الإيرانية لأول مرة بنيجيريا في عام 2012. وفي مرحلة لاحقة، سافر إلى إيران مرتين لعقد اجتماعات.

وتضيف "يديعوت أحرونوت": "وللحصول على المعلومات التي طلبها من قِبل مشغِّليه الإيرانيين، حافظ سيغيف على اتصالات مع إسرائيليين لهم صِلات بأمن إسرائيل ودفاعهم وعلاقاتهم الخارجية. وعمل على وضع المسؤولين الإسرائيليين على اتصال مع عناصر المخابرات الإيرانية، بينما كانوا يحاولون خداعهم وتقديم الإيرانيين كرجال أعمال".

وشغل سيغيف، منصب وزير الطاقة عام 1994 في حكومة إسحاق رابين، قبل أن يعتزل السياسة في العام ذاته.

كما اعتقل عام 2005 بتهمة تهريب أقراص مخدرة من هولندا إلى إسرائيل، وبقي في السجن حتى عام 2007.

وبعدها انتقل سيغيف، إلى نيجيريا وعمل طبيباً هناك، بسبب سحب رخصته الإسرائيلية، بسبب الاتهامات السابقة الموجَّهة له، وحاول في عام 2016 استصدار عفو من وزير الصحة يعقوب ليتسمان، حتى يتسنَّى له العودة لإسرائيل وإعادة رخصة مزاولة الطب هناك، لكن طلبه رفض.

"إنجاز هائل لإيران"

من جهتها، علَّقت القناة العاشرة الإسرائيلية على اعتقال الوزير السابق قائلة، إنَّ "إحدى أخطر قضايا التجسس في تاريخ (إسرائيل) تكشف هذا المساء".

وأوضحت القناة المذكورة "صحيح أنه وزير سابق وسجن في الماضي وغير مطّلع، لكن بالتأكيد هو على علاقة مع الكثير من الجهات"، موضحةً أنه "حتى الآن لا توجد ردود رسمية للقيادة السياسية الإسرائيلية على هذه القضية، لا من رئيس الحكومة ولا من وزير الأمن ولا من رئيس الدولة".

معلق الشؤون العسكرية في القناة اور هيلر، قال إنّ هذه القضية تسلّط الضوء على الحرب السرية الدائرة يومياً بين الاستخبارات الإسرائيلية بكل تفرعاتها والاستخبارات الإيرانية، مضيفاً "هي حرب عقول على طول كل الجبهة، فتشغيل وزير سابق على مدى ست سنوات أمر لم نره من قبل".

أمّا معلّق الشؤون الأمنية في معاريف، يوس يملمان فقال إنّ "قضية سيغف أخطر من قضية فعنونو. فعنونو سلّم معلومات إلى صحيفة، بينما سيغف تعامل مع دولة عدوة تدعي أنه ليس لإسرائيل الحق في الوجود. هذا الرجل جلس في جلسات حكومة، ويعرف عن منشآت الطاقة والمياه ومنشآتنا السرية. هذا إنجاز هائل لإيران التي نجحت في تجنيد وزير سابق لمصلحتها".

القناة الثانية عشرة، وفي تعليق على قضية تجسس الوزير، رأت أنّ "هذه هي إحدى أخطر قضايا التجسس من ناحية مستوى المعلومات أو مستوى العلاقات، وخاصة أن الأمر يتعلق بوزير سابق".

ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإنه بحسب ما نُشر عام 2002، كشفت المؤسسة الأمنية محاولات من حزب الله لاختطاف شخصيات إسرائيلية من بينها الوزير السابق سيغف، ونقلها إلى لبنان كورقة مساومة مقابل إسرائيل في المفاوضات لتبادل الأسرى.

علامات:
تحميل المزيد