هجوم ميناء الحديدة يتباطأ.. تكتُّم حول زيارة المبعوث الدولي إلى الحوثيين ولا منتصر في حرب المطار

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/17 الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/17 الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش
Pro-Houthi police troopers sit in a patrol vehicle in the Red Sea port city of Hodeidah, Yemen, June 14, 2018. REUTERS/Abduljabbar Zeyad

تباطأ الهجوم الذي تشنه القوات الموالية للحكومة اليمنية للسيطرة على ميناء الحديدة الأحد، في وقت يواصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، وسط تكتم شديد، مهمته الدبلوماسية في صنعاء سعياً للتوصل إلى حل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعدما وصلت إلى مشارفها.

وفي اليوم الخامس للهجوم، شهد محيط مطار الحديدة قصفاً متبادلاً واشتباكات متقطعة، بينما عمد المتمردون إلى قصف مواقع القوات الموالية للحكومة على طول الطريق الساحلي الغربي لليمن، حسبما أفادت مصادر في هذه القوات وكالة فرانس برس.

وتسيطر القوات الموالية للحكومة على الطريق الساحلي من جنوبه وحتى مشارف مدينة الحديدة شمالاً عند مدخل المطار الواقع في جنوبها، بينما يسيطر المتمردون على المناطق الداخلية الواقعة شرق الطريق الساحلي.

وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الأربعاء بمساندة قوات إماراتية هجوماً واسعاً تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وحسب الصحفي اليمني بسيم الجناني فإن الحوثيين يقومون باحتياطات كبيرة داخل المدينة لصد أي هجوم من قبل القوات الحكومية المدعومة من قبل التحالف.

وتضم مدينة الحديدة ميناءً رئيسياً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن ويضم الإمارات، يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دولياً لوقف الهجوم.

  قطع الطريق  

ونجحت القوات الحكومية في بداية الهجوم بالوصول سريعاً إلى مشارف مطار الحديدة، لكنها اصطدمت بمقاومة شرسة من قبل المتمردين.

والسبت أعلنت القوات الموالية للحكومة السيطرة على المطار، في تطور لم تؤكده مصادر في هذه القوات لمراسل وكالة فرانس برس على الأرض ولا التحالف العسكري الداعم لهذه القوات بقيادة السعودية.

كما نفى الحوثيون خسارة المطار. ونقلت وكالة الأنباء "سبأ" المتحدثة باسمهم عن مسؤولين قولهم إن صوراً تم تداولها في وسائل إعلام قريبة من القوات الحكومية لعناصر داخل المطار هي صور قديمة.

ونشروا تسجيلاً مصوراً لمسلحين متمردين يجولون في سيارات داخل حرم مطار.

وتحدث المتمردون الأحد عبر وكالة "سبأ" عن غارات شنتها طائرات التحالف العسكري على عدة مناطق في محافظة الحديدة ومحافظات، علماً أن التحالف لم يعلن عن شن غارات جديدة.

وكان المتمردون نجحوا الجمعة في قطع الطريق الساحلي في منطقة التحيتا على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة بعدما هاجموا موقعاً للقوات الموالية للحكومة اليمنية.

وتسبّب الهجوم في قطع الطريق بين مدينة الحديدة ومنطقتي المخا (150 كلم جنوب الحديدة) والخوخة (130 كلم جنوب الحديدة) الساحليتين اللتين تضمان مراكز عسكرية رئيسية للقوات الموالية للحكومة.

وقال مصدر في هذه القوات إن المواجهات في التحيتا مستمرة وإن الطريق مقطوع، موضحاً أن "هذا الأمر أثر على العملية العسكرية" وعلى إرسال التعزيزات من جنوب الطريق الساحلي إلى شماله.

 دبلوماسية وتكتم 

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعاً بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

وتتهم السعودية إيران بدعم المتمردين الحوثيين بالسلاح، لكن طهران تنفي هذا الاتهام.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

وعلى وقع القصف المتبادل وأعمال العنف جنوب المدينة والتي أدت إلى سقوط 139 قتيلاً على الأقل من الجانبين، واصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث في صنعاء الأحد زيارته العاجلة الهادفة لمنع الحرب من بلوغ شوارع المدينة.

وتسير زيارة المبعوث الدولي إلى صنعاء التي بدأت السبت وسط تكتم شديد.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعتا إلى طمأنة المجتمع الدولي عبر الإعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.

وكان غريفيث أكد لدى بداية الهجوم الذي تقوده الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، أن المفاوضات مستمرة تجنّباً لمواجهات دامية داخل الحديدة.

وقال في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركين للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين".

وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفاً في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حالياً.

تحميل المزيد