اجتمعوا في أكثر الميادين دموية لتبادل تهاني العيد بالأحضان وصور السيلفي.. مقاتلو طالبان وجنود أفغان يحتفلون بوقف إطلاق النار

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/16 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/16 الساعة 11:09 بتوقيت غرينتش
Afghans greet each other outside the Shah-e Doh Shamshira Mosque, on the first day of Eid al-Fitr, which marks the end of the holy month of Ramadan, in Kabul, Afghanistan June 15, 2018. REUTERS/Omar Sobhani

احتفل جنود أفغان ومقاتلو طالبان بوقف غير مسبوق لإطلاق النار في نهاية شهر رمضان وتبادلوا التهنئة بعيد الفطر والأحضان والتقاط الصور الذاتية (سيلفي).

كانت حركة طالبان قد أعلنت وقفاً مفاجئاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عطلة العيد التي بدأت الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018 واستثنت من ذلك القوات الأجنبية. ويتداخل وقف إطلاق النار المعلن من جانب طالبان مع وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة ويستمر حتى الأربعاء 20 يونيو/حزيران.

وأظهرت مقاطع مصورة وصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الجنود ومقاتلي طالبان المبتهجين وهم يتبادلون الأحضان والتهنئة بمناسبة العيد في إقليم لوجار جنوبي كابول وإقليم زابل بجنوب البلاد وميدان وردك في الوسط.

وقال مسعود عزيزي نائب وزير الداخلية الأفغاني إن هناك مراقبة لوقف إطلاق النار في سائر أنحاء البلاد. وأضاف لرويترز "لم تحدث هجمات لحسن الحظ".

وقال حكام أقاليم هلمند وقندهار وزابل إن الجانبين ملتزمان بوقف إطلاق النار ولم ترد تقارير بحدوث عنف على مدى أربع وعشرين ساعة.

اجتماعات ودية بين الإخوة الأعداء

ونظم أعضاء من جماعات مدافعة عن الحقوق اجتماعاً موجزاً بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند التي نفذت بها طالبان سلسلة هجمات استهدفت القوات الحكومية هذا العام.

وتجمع رجال ونساء حول الجنود ومقاتلي طالبان وحثوهم على إبقاء أسلحتهم في أغمادها قبل تبادل الأحضان. وقال قيس ليوال وهو طالب في زابل "هذا أكثر الأعياد هدوءاً. نشعر بالأمان لأول مرة. لا يمكنني وصف سعادتنا".

وأصبح الميدان الرئيسي في عاصمة إقليم قندوز، الذي شهد سلسلة من الاشتباكات الدامية، موقعاً لتجمع ودي.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أفراد الشرطة الأفغانية وهم يصطفون عند منعطف الشارع ويعانقون مقاتلي طالبان فرداً فرداً.

كما أظهر مقطع مصور حشداً من الناس يستقبل مقاتلي طالبان بالصياح والصفير. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه المقاطع.

وعبر الرئيس الأفغاني أشرف غني عن أمله في أن يمهد وقف إطلاق النار الطريق لوقف أطول لإطلاق النار ودعا طالبان للجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلاً من العودة لميدان القتال.

عيد فطر هادئ

واحتفل الأفغان الجمعة 15 يونيو/حزيران بحلول عيد الفطر بالصلوات وبأمل أن يفتح وقف إطلاق النار غير المسبوق الذي أعلنته حركة طالبان في نهاية الأسبوع الماضي الباب أمام مفاوضات سلام.

وقصد المصلون المساجد بأعداد كبيرة في اليوم الأول للعيد بينما عبر بعض الشباب عن تفاؤل حذر إثر إعلان تعليق المعارك بين حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية.

ويقول سميح الله (17 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية قبل الصلاة في مسجد شاه دو شامشيرا في وسط كابول "في كل عيد تقريباً كان هناك اعتداءات وهذه من المرات النادرة التي لا تحصل فيها أعمال عنف". ويضيف "نأمل أن يحل السلام في أفغانستان".

 

أما زهراب أحمد وهو ماسح أحذية في الـ14 من العمر يقف خارج المسجد فيقول أنه لا يتذكر عيداً دون معارك ويروي "أعتقد أن السلام سيحل بين طالبان والحكومة الأفغانية".

لكن لا يشاطره الجميع تفاؤله إذ يقول عمران (13 عاماً) "لا أعتقد أن أفغانستان ستعرف السلام فنحن نشهد تصعيداً في الهجمات كل يوم".

وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع يدعى محمد ردمانش أنه لم يتم تسجيل أي هجوم لحركة طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية منذ بدء الاحتفال بالعيد.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي لم تلق دعواته من أجل السلام آذاناً صاغية حتى الآن، دعا الأسبوع الماضي إلى وقف أحادي لإطلاق النار لمدة ثمانية أيام مع حركة طالبان اعتباراً من الثلاثاء بمناسبة العيد.

وأعلنت الحركة من جهتها السبت وقف المعارك لمدة ثلاثة أيام. ووقف إطلاق النار سابقة منذ أطاح تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة حركة طالبان من السلطة في 2001 بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر من ذلك العام.

 

تحميل المزيد