ميركل أمام حلين لأزمة اللاجئين، وزير الداخلية تقدَّم بهما فتحدَّته وأصرَّت على سياسة “الباب المفتوح”.. أسبوعان أمامها لإنقاذ حكومتها

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/15 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/15 الساعة 12:09 بتوقيت غرينتش
German Chancellor Angela Merkel attends the "70 Years of Social Market Economy" anniversary event at the Federal Ministry for Economic Affairs and Energy in Berlin, Germany, June 15, 2018. REUTERS/Michele Tantussi

رفضت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حلَّيْ وسط قدَّمهما الحزب الاجتماعي المسيحي (يمين وسط)، بزعامة وزير الداخلية، هورست زيهوفر، لإنهاء الخلاف بينهما، حول مقترح رفض طالبي اللجوء على الحدود.

واقترح زيهوفر، الإثنين 11 يونيو/حزيران 2018، أن يتم على الحدود رفض طالبي اللجوء القادمين براً عبر دول الجوار الأوروبية، وعدم السماح لهم بدخول ألمانيا.

وهو ما رفضته ميركل، وقالت الخميس 14 يونيو/حزيران، إن أي حل لأزمة الهجرة غير الشرعية يجب أن يكون على المستوى الأوروبي، وعبر اتفاقات مع الدول، وليس عبر تصرف أحادي الجانب، كالذي يقترحه وزير الداخلية.

مقترحات وزير الداخلية التي ترفضها ميركل

 ونقلت الوكالة الألمانية الحكومية للأنباء، عن "مصادر مطلعة" في الحزب الاجتماعي المسيحي، أنه تقدم بحلَّيْ وسط، خلال اجتماع أزمة برئاسة ميركل في دار المستشارية بالعاصمة برلين، الأربعاء.

وأضافت المصادر، التي لم تكشف الوكالة عن هويتها، أن الحل الأول يتمثل في البدء فوراً برفض استقبال طالبي اللجوء القادمين براً على الحدود، على أن يتم إنهاء هذا الإجراء في حال التوصل إلى اتفاق حول سياسة لجوء أوروبية مشتركة في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة.

وتعقد القمة في بروكسل يومي 29 و30 يونيو/حزيران الجاري.

أما الحل الثاني، وفق المصادر، فهو إقرار الحكومة فوراً لمقترح رفض طالبي اللجوء القادمين براً على الحدود، على أن يتم تطبيقه في حال فشل القمة في التوصل إلى سياسة لجوء أوروبية مشتركة.

وعملياً، يعني الحل الثاني إمهال ميركل أسبوعين للتوصل إلى حلٍّ بديل لمسألة رفض اللاجئين على الحدود.

إصرار على سياسة "الباب المفتوح"

 لكن المصادر قالت إن ميركل، زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي (يمين وسط)، رفضت الحلين، وتمسكت بضرورة حل مسألة الهجرة غير الشرعية في إطار أوروبي.

ويشكل الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي تحالف الاتحاد المسيحي (يمين وسط)، أقوى كتلة سياسية في ألمانيا.

وتتبنى ميركل سياسة "الباب المفتوح" تجاه اللاجئين، ما أدى إلى وصول أكثر من 1.6 مليون لاجئ إلى ألمانيا منذ عام 2014، وساعد في وصول "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف إلى البرلمان.

وتعصف الخلافات حول سياسة اللجوء بأحزاب الائتلاف الحاكم، وربما تهدد، وفق مراقبين، بانهياره، إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط.

خلافات تهدد الائتلاف الحاكم

 وانزلقت حكومة أنجيلا ميركل إلى صدامٍ مفتوح، في الوقت الذي تصارع فيه المستشارة الألمانية المُحنَّكة لاحتواء الجدل الدائر داخل تكتلها السياسي المحافظ حول سياسة اللجوء.   

وحسب صحيفة The Financial Times فقد وضع الصدام ميركل في مواجهة مع هورست زيهوفر، وزير الداخلية ورئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو الحزب البافاري الشقيق للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل. لكنَّ هذه التوترات بين الحزبين تسلط الضوء على وجود  خلافٍ أكبر بين السياسات الألمانية ونظيرتها الأوروبية حالياً، في الوقت الذي يواجه فيه القادة الأوروبيون ثورةً شعبية، بسبب ارتفاع أعداد اللاجئين الذين يتوافدون إلى القارة منذ 2015.

وكان من المقرر أنَّ يستعرض زيهوفر، الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، خطةً لتشديد نظام اللجوء إلى ألمانيا، لكنَّه اضطر لإلغاء الحدث بعد أنَّ رفضت ميركل التصديق على إجراء واحد مهم تتضمنته حزمة الإجراءات التي طرحها الوزير.

إذ يرغب زيهوفر في السماح للشرطة الألمانية على الحدود برفض عبور اللاجئين، في حال كانوا مسجلين بالفعل لدى دولة أوروبية أخرى. بيد أنَّ ميركل قالت إنَّ هذه السياسة تأتي خلافاً لمسعاها لتطبيق حل أوروبي جماعي لمشكلة اللاجئين.   

وأعربت المستشارة الألمانية عن أملها في أنَّ يُحَل هذا الخلاف في الأسبوع الجاري، غير أنَّ تدخُّلها لم يساعد كثيراً على تهدئة التوترات، أو حتى إيقاف الحرب الكلامية بين داعميها ومسؤولي الحزب الذين يدعمون الموقف المتشدد لزيهوفر.

 

 

تحميل المزيد