شيَّدته امرأة جامعاً بدلاً من كنيسة.. هذه المرة، المكان الذي صلى فيه بشار الأسد صلاة العيد مختلف تماماً

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/15 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/15 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش

كعادته في كل عيد، ظهر الرئيس السوري بشار الأسد وهو يؤدي صلاة العيد، لكن هذه المرة من مكان مختلف تماماً عن الأعوام الماضية، فقد اختار الصلاة بجامع "السيدة خديجة" في طرطوس، التي تشهد في الفترة الأخيرة احتقاناً من قِبل الموالين له على سياسته التي يشعرون بأنها تهمشهم.

فيبدو أن اختياره السفر من قصره في العاصمة دمشق إلى طرطوس، لم يكن صدفة؛ فالزيادة التي قدمها للعساكر (30%)، ولم تشمل ميليشيات قاتلت لصالحه، أشعلت غضبهم في وقت هو بغنى عن انقلابهم ضده.

فاختار الصلاة صبيحة عيد الفطر في جامع السيدة خديجة الذي يقع بأحد الأحياء التي يسكن فيها غالبية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس.

ونشرت وكالة سانا الموالية للنظام مجموعة من الصور للأسد وهو يصل إلى الجامع برفقة مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون ووزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، وأوردت تعليقاً مقتضباً قالت فيه إن "الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في جامع السيدة خديجة بمدينة طرطوس".

وظهر الرئيس السوري في صور أخرى وهو محاط بعشرات المصلّين، الذين تجمعوا لإلقاء التحية عليه وتهنئته بالعيد، وضاقت بهم قاعة المسجد.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتوجه فيها الأسد للصلاة في مدينةٍ سكانُها من الغالبية الموالية له، حيث اعتاد الظهور في دمشق، وحماة العام الماضي (2017)، وقبلها في حمص.

إرضاء طائفته

ولفت أبو محمد، من طرطوس، إلى أن صلاة الرئيس السوري هذه المرة بطرطوس تأتي في إطار "إرضاء لحاضنته وطائفته، ونفي مقولة إنه يصلي فقط في المناطق السُّنية"، وأضاف في حديث لـ"عربي بوست"، أن الشريحة الموالية للنظام تعتبر نفسها دفعت ثمناً باهظاً لمنع سقوط حكم عائلة الأسد، وهو ما يتطلب عناية ودعماً أكبر تجاههم، بحسب قوله.

وبيّن أبو محمد -"الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية"- أن الجامع يتردد عليه عدد كبير من علماء الدين في المدينة، وأن الإمام فيه هو محمد السيد ابن وزير الأوقاف الحالي عبد الستار السيد.

وتقع مدينة طرطوس، التي تضم قاعدة بحرية روسية، على الساحل السوري غرباً، وهي مدينة مجاورة لمحافظة اللاذقية التي تتحدر عائلة الأسد منها، وتعد المعقل الأبرز للطائفة العلوية، التي بقيت بمنأى عن الدمار الذي شهدته باقي المدن السورية.

امرأة شيَّدته كجامع بدلاً من كنيسة

وروى أحد سكان طرطوس أن الجامع الذي يقع في حي "المساكن الشعبية" كان من الممكن أن يكون كنيسة، لولا تدخُّل إحدى السيدات التي دفعت ثمن الأرض وقررت تشييد الجامع في تسعينيات القرن الماضي.

وأشار إلى أن الجامع محاط بعدد من المراكز الأمنية والمخابراتية، كالأمن السياسي وأمن الدولة ومركز آخر للشرطة، وأضاف أن الجامع "محميٌّ" ولا يتطلب الكثير من الإجراءات لضمان عدم حدوث أي مفاجآت، وأوضح أن سكان الحي غالبيتهم من الطائفة العلوية، وهو ما اعتبره بيت القصيد.

تهدئة الأوضاع

واعتبر أنس، وهو أحد أبناء مدينة طرطوس المقيم حالياً بتركيا، أن هذه الخطوة نوع من التهدئة ورد الاعتبار لأبناء طائفة الأسد بعد الاحتجاجات الواسعة التي قاموا بها قبل فترة قصيرة، ولفت إلى أن الموالين للنظام "باتوا يشعرون كأنهم حطب لبقاء الأسد على كرسيه".

طرطوس التي يطلق عليها الموالون للأسد اسم "عاصمة الشهداء"؛ نظراً إلى عدد القتلى الكبير من أبناء المدينة في أثناء معاركهم إلى جانب قوات النظام؛ شهدت في الآونة الأخيرة عدداً من التظاهرات لأبناء الطائفة العلوية الرافضين إرسال أبنائهم للالتحاق بالجيش السوري وتأدية الخدمة العسكرية، أو المشاركة في المزيد من المعارك.

ووزَّع المحتجون منشورات كُتب عليها "كأس السُّم، كرسي الدم"، في حين نشرت مواقع أخرى نص بيان مختصر، تمت كتابته بإيجاز، ثم القيام بإشهاره ولصقه، جاء فيه: "السيد الرئيس، دماؤنا ذهبت لأجل بقائك على الكرسي؛ لذا نطلب إليكم أن ترسلوا أبناء الوزراء والمسؤولين عندكم، للدفاع عنك وعن كرسيك، نفد الرجال من الساحل".

وذكرت صفحات موالية للنظام أن قوات الأمن اعتقلت 3 أشخاص على خلفية الاحتجاجات؛ وهم: المحامي نضال محمد أصلان، والأستاذ الجامعي صالح صقر، والسيدة ليندا عزيز خير بك.


اقرأ أيضاً

هكذا عاش مقاتلون سوريون أول أسبوع تسريح من القتال، منهم من مات غرقاً

 

علامات:
تحميل المزيد