ترمب يفتح حرباً تجارية جديدة مع الصين بعد أوروبا.. ليس هذا فحسب، بل حذَّرهم من الرد عليه

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/15 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/15 الساعة 14:29 بتوقيت غرينتش
رئيس أميركا ورئيس الصين/ رويترز

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018، فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع صينية مستوردة بقيمة 50 مليار دولار، في تنفيذ لوعده بمعاقبة الصين، التي يتهمها بسرقة الملكية الفكرية الأميركية.

ومن المؤكد أن هذا الإعلان سيدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات مضادة بعد أن توعدت بالرد، ما يضع القوتين الاقتصاديتين الأقوى في العالم على حافة حرب تجارية شاملة تثير قلق الأسواق والصناعة منذ فترة.

كما حذَّر ترمب في بيان، من أنه سيفرض "رسوماً إضافية" في حال ردَّت الصين على إجراءاته بفرضها رسوماً على سلع وخدمات أميركية مستوردة.  وقال ترمب: "لا يمكن للولايات المتحدة السماح بعد الآن بخسارتنا التكنولوجيا والملكية الفكرية من خلال ممارسات اقتصادية غير منصفة".

وأضاف أن "هذه الرسوم ضرورية لمنع المزيد من النقل غير المنصف للتكنولوجيا والملكية الفكرية إلى الصين، وستحمي الوظائف الأميركية".

ويأتي الإعلان بعد أشهر من الدبلوماسية المكوكية بين بكين وواشنطن، قدمت خلالها الصين عروضاً لم تلقَ رضا ترمب بشأن خلل الميزان التجاري بين واشنطن وبكين. إلا أن حملة ترمب واحدة فقط من مواجهاته التجارية التي فتحها على عدة جبهات مع جميع الشركاء التجاريين الكبار.

ومن المقرر أن تنشر إدارة ترمب، الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018، قائمة نهائية بالسلع الصينية التي ستفرض عليها الرسوم.

لائحة بـ1300 منتَج صيني

ويقول مسؤولون أميركيون إن بكين تسعى إلى الهيمنة الصناعية في التكنولوجيات الناشئة، من خلال سرقة المعرفة الأميركية من خلال النقل الإجباري للتكنولوجيا والقرصنة، وغيرها من أشكال التجسس الصناعي.

وتبادل وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تصريحات حادة مع نظيره الصيني وانغ يي، الذي حض واشنطن على تفادي مقاربة "خاسرة" للشريكين حول التجارة.

واعتبر دينيس وايلدر، خبير شؤون شرق آسيا في جامعة جورج تاون: "أعتقد أن إدارة ترمب ستعلن اللائحة دون تطبيقها" على الفور، في محاولة "لإفساح وقت أكبر للصينيين".

وكان ترمب أعلن في مارس/آذار 2018، أن بلاده ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على ما قيمته 50 مليار دولار من الواردات الصينية مع التركيز على قطاعات تعتبرها تحويلاً لملكية فكرية.

ولوَّح ترمب بعدها بزيادة لائحة المنتجات المستهدفة الى ما قيمته 100 مليار دولار، لكنه لم يتخذ إجراءات ملموسة حتى الآن.

وكان الممثل الأميركي للتجارة، روبرت لايتهايزر، نشر في أبريل/نيسان 2018، لائحة أوَّلية بنحو 1300 منتَج صيني، وكان 70% من المواد المستهدفة من 3 قطاعات، خصوصاً مكونات مفاعلات نووية وأدوات كهربائية ومعدات بصرية. وأوردت شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية المالية أن اللائحة تقتصر على 800 أو 900 سلعة.

الصين تردُّ سريعا

من جهتها، أعلنت الصين، الجمعة 15 يونيو/حزيران 2018، أنها فرضت رسوماً "مساوية" على السلع الأميركية إثر قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، فرض رسوم على ما قيمته 50 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة.

وقالت وزارة التجارة في بيان على موقعها الإلكتروني: "سنفرض على الفور رسوماً مساوية وبالقوة نفسها"، داعيةً أيضاً دولاً أخرى إلى "القيام بتحرك جماعي" ضد "هذا السلوك الرجعي الذي عفى عليه الزمن".

جاءت التصريحات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، بعد دقائق من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 25 في المائة على سلع قيمتها 50 مليار دولار من الصين فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا، متعهداً بمزيد من الرسوم إذا أخذت الصين خطوات انتقامية.

وقالت وزارة التجارة في موقعها على الإنترنت: "الصين غير راغبة في حرب تجارية، لكن ما من خيار لدى الجانب الصيني سوى مواجهة ذلك بقوة؛ نظراً إلى السلوك الأميركي قصير النظر الذي سيضر بكلا الطرفين".

ودعت بكين الدول الأخرى إلى القيام بـ"تحرك مشترك" ضد الرسوم الجمركية الأميركية، في إشارة إلى الدول التي أثار ترمب غضب قادتها، وهم الكنديون والمكسيكيون والأوروبيون الشهر الماضي (مايو/أيار 2018)، بعد أن فرض رسوماً عقابية على واردات الفولاذ والألومنيوم؛ لحماية المنتجين الأميركيين مما يصفه بالمنافسة غير المنصفة.

 

 

علامات:
تحميل المزيد