ونجحت إيران في العراق.. الصدر يرضخ لمطالبها خوفاً من حرب أهلية وعودة مرتقبة للمالكي

أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تحالفه مع "الفتح"، برئاسة هادي العامري، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، مما يشكل مفأجاة كبيرة للعراقيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/13 الساعة 21:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/13 الساعة 21:50 بتوقيت غرينتش

يبدو أن إيران نجحت في محاولاتها إعادة الحياة للتحالف الوطني الشيعي من خلال مجتبى خامنئي نجل للمرشد الأعلى الإيراني، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس ووجودهم في العاصمة العراقية بغداد.

فقد أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تحالفه مع "الفتح"، برئاسة هادي العامري، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، مما يشكل مفأجاة كبيرة للعراقيين وخسارة شعبية الصدر، في ظل محاولات لإعادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى الحياة السياسية.

العامري يتوسط بين المالكي والصدر

كشف قيادي في تحالف الفتح عن تحرك سياسي، برئاسة الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، لإعادة العلاقات السياسية المنقطعة بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

ويقول المسؤول في تحالف الحشد الشعبي، لـ"عربي بوست"، إنه بعد الإعلان عن تشكيل تحالف بين "الفتح" برئاسة هادي العامري و"سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، أصبح الآن ضرورياً إعادة العلاقات السياسية المنقطعة منذ 10 سنوات بين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وأضاف أن الصدر وافق على مقترح العامري بانضمام نوري المالكي إلى تحالف "الفتح" و"سائرون" شرط عدم مطالبته بمنصب رئاسة وزراء العراق، وسيجتمع العامري بالمالكي خلال الساعات المقبلة؛ لإذابة جليد الخلافات السياسية بهدف تشكيل الحكومة العراقية.

وبشأن منصب رئيس الوزراء، أشار المسؤول العراقي إلى أن الصدر والعامري لم يتطرقا في اجتماع النجف إلى الشخصية المحددة لمنصب رئاسة الوزراء، إلا أن الحديث عن تولي المالكي أو العامري هذا المنصب غير صحيح.

قد يخسر شعبيته

ويرى قيادي في التيار الصدري أن تحالف الصدر مع الفتح وقيادات الحشد الشعبي قد يتسبب في خسارة شعبيته التي اكتسبها بعد سنة 2014.

ويقول القيادي لـ"عربي بوست"، إن ما تم الإعلان عنه في منزل مقتدى الصدر بمنطقة الحنانة في النجف الأشرف، من تشكيل تحالف نيابي مع تحالف الفتح برئاسة هادي العامري والقيادات في الحشد الشعبي، يأتي لأجل الحفاظ على العملية السياسية واستمرارها في العراق.

ويضيف أن الحديث عن تشكيل الحكومة لا يزال مبكراً؛ بسبب أزمة الانتخابات التي لم تنته، والمحكمة الاتحادية لم تعطِ رأيها أو تصدّق على نتائج الانتخابات بعد.

ولفت القيادي في التيار الصدري إلى أن تحالف الصدر والعامري كان بمثابة مفاجأة لجميع العراقيين وبالأخص أنصار الصدر، وقد يؤدي هذا إلى خسارة شعبيته التي اكتسبها بعد سنة 2014 في مواجهته الفساد وإصلاح العملية السياسية في العراق، "لغز هذا التحالف لا يزال غامضاً، لم نعرف حقيقة، لكن الخطوات التي اتخذها مقتدى الصدر في العملية السياسية تصب في مصلحة العراقيين والحفاظ على مستقبل العراق"، يؤكد المسؤول.

إيران هددت بالحرب الأهلية

الباحث السياسي في معهد واشنطن للدراسات هيثم هادي نعمان الهيتي يرى أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر كان مرغماً بتحالفه مع رئيس تحالف "الفتح" القريب من إيران هادي العامري؛ تجنباً للحرب الأهلية الشيعية في العراق.

ويقول الهيتي لـ"عربي بوست"، إنه "عندما نراجع تغريدات مقتدى الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يعلن فوزه في الانتخابات النيابية العراقية والتلميح بتشكيل تحالف سياسي يجمع القوى الوطنية بعيداً عن التوجيهات والتدخلات الإيرانية في العراق، بعدها كانت التغريدة الأخرى للصدر بأن العراق في خطر، وهذا ما يؤكد تخوُّفه من حدوث حرب أهلية أو صراع عراقي على السلطة والعملية السياسية في العراق من المجموعات المسلحة الإيرانية".

ويضيف أن الصدر اتجه لإعلان تحالف سياسي مع الفتح مرغَماً؛ لإبعاد شبح الحرب والصراع الطائفي وإراقة دماء العراقيين خاصة، "لا أعتقد أن الصدر يمكن أن يتحالف مع الفتح وهو مختلف معهم، إلا أنه اضطر إلى ذلك فلا يوجد طريق آخر لتجنُّب الحرب والحفاظ على أرواح العراقيين".

وأوضح الهيتي أن "إيران خسرت المزيد من الرأي العام في العراق، وأثبتت أنها دولة ضيفة، ولا تستطيع التدخل في الشؤون العراقية إلا عن طريق الحيل السياسية، هذا ما فعلته مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، هناك توجُّه عام ووطني وشعبي كبير لإبعاد الإيرانيين عن العراق".

وبشأن الدور الإيراني في العراق، أشار الهيتي إلى أن دورها واضح عبر المعلومات ورجال الدين والفصائل المسلحة التي تعتبر قريبة منها، هي أدارت العملية السياسية لدفع الصدر ليكون حليفاً للقوى الشيعية.

إلى ذلك، اعتبر الهيتي التداعيات التي حصلت في العراق بعد إعلان نتائج الانتخابات؛ من انفجار مخزون للعتاد في مدينة الصدر التي تعتبر المنطقة الشيعية التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وحريق مخازن المفوضية الانتخابات- تدل على أنها كانت مؤشرات خطيرة لدفع الصدر إلى حرب أهلية أو الانضمام إلى القوى الشيعية الحليفة لإيران.

مفاجأة للعراقيين 

وأعلن زعيم تحالف سائرون رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، تحالفه مع تحالف "الفتح" برئاسة أمين منظمة بدر، هادي العامري، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مساء الثلاثاء 12 يونيو/حزيران 2018، بالنجف الأشرف، وهو شكَّل مفاجأة للعراقيين.

وقال الصدر في المؤتمر الصحفي، إن "تحالف كتلته مع الفتح جاء من ضمن الفضاء الوطني، وسيحافظ على التحالف الثلاثي بين الحكمة وسائرون والوطني، ما حصل في حرق للصناديق يعد جريمة نكراء، وسيكون لنا موقف بعد إعلان نتائج الانتخابات".

من جانبه، قال العامري في المؤتمر، إن "أبواب تحالف الفتح مع (سائرون) مفتوحة أمام الجميع، إنه لا مشكلة لدينا مع إعادة العد والفرز اليدوي لأوراق الاقتراع على أن يكون بنسبة 5 أو 10 في المائة".

ويُذكر أن مجتبى خامنئي، نجل للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، كان موجوداً في العاصمة العراقية بغداد؛ لأجل إعادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إلى القوى الشيعية وإعادة الحياة للتحالف الوطني الشيعي لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة.