لقاء رباعي سري بسفارة إيران بالعراق في مواجهة التدخل السعودي الأميركي.. ماذا دار بين سليماني ونجل خامنئي والعامري والمالكي؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/14 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/14 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
Iranian Revolutionary Guard Commander Qassem Soleimani walks near an armoured vehicle at the frontline during offensive operations against Islamic State militants in the town of Tal Ksaiba in Salahuddin province March 8, 2015. Picture taken March 8, 2015. REUTERS/Stringer (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST CONFLICT POLITICS)

يرى خبراء أن الإعلان المفاجئ، عن تحالف بين الفائزين في الانتخابات التشريعية العراقية رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف "الفتح" الموالي لإيران هادي العامري، ناجم عن رغبة إيران في تجميع القوى الشيعية حفاظاً على مصالحها.

وللمرة الأولى منذ أول انتخابات تعددية في 2005 بعد سقوط نظام صدام حسين وتولي الشيعة الحكم، خاضت القوى الشيعية انتخابات 12 مايو/أيار مشتتة.

قاسم سليماني في مهمة تحييد الصدر

ومنذ إعلان تصدر الائتلاف الذي يتزعمه الصدر نتائج الانتخابات التشريعية تناور إيران للتأثير على المشهد من خلال إرسال مبعوثها المختص بالشأن العراقي قاسم سليماني الذي حاول في البداية تشكيل تحالف يستبعد فيه الزعيم الشعبوي.

لكنها بحثت عن إمكانية إدخاله في تحالف شيعي واسع لتحييده، بعد أن أدركت أن الالتفاف عليه أمر في غاية الصعوبة.

وعقد مؤخراً اجتماع مهم في داخل السفارة الإيرانية في بغداد لدفع الأطراف السياسية التوصل إلى تشكيل تحالف شيعي واسع.

لقاء في سفارة إيران

وضمَّ اللقاء من الجانب الإيراني قاسم سليماني ومجتبى خامنئي، نجل مرشد الثورة الإيرانية، ومن الجانب العراقي ضمَّ اللقاء هادي العامري ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وطالب قاسم سليماني بتشكيل "حكومة قوية"، بعيداً عن الضغط الأميركي السعودي، والتدخل الأجنبي"، مؤكداً أنه سيكون "أول داعم للحكومة القادمة" إذا ما تحقق ذلك، حسبما أفاد مصدر مقرب من المشاركين في الاجتماع فرانس برس.

من جانبه، أقرَّ المتحدث باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي، أن ما يحدث في العراق مهم بالنسبة للدول المجاورة والقوى الكبرى، خاصة إيران والولايات المتحدة".

وأوضح أن "ممثليها في العراق يتابعون الوضع، ويطرحون الأسئلة ويقدمون المشورة".

لكن فنار حداد وهو محلل مختص في شؤون العراق من جامعة ناشنل في سنغافورة، رأى أنه "سواء مقتدى الصدر الذي طالما وجه انتقادات ضد إيران ودافع عن استقلاله السياسي، أو هادي العامري الذي كان يعتبر رجل إيران في العراق، فإن ميزتهما أنهما فضلا في السنوات الأخيرة اتباع نهج براغماتي أكثر منه أيديولوجي".

وتابع "في الواقع لا يمكن لأي حكومة عراقية في الوقت الحالي أن تكون معادية لإيران أو معادية لأميركا، خاصة إذا ما شكلت من تحالف واسع وهو ما يبدو عليه الأمر بالنسبة للحكومة المقبلة".

وبعد أن بدأت تشكيلة الائتلاف الحكومي تتضح، طرحت أسماء ثلاثة مرشحين لمنصب رئيس الوزراء وهم كل من حيدر العبادي رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ووزير الداخلية قاسم الأعرجي المقرب من العامري، ومحمد السوداني المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقال مصدر مقرب من المشاركين في الاجتماع في السفارة الإيرانية "سيكون هناك مرشحون آخرون لكن على التحالف الشيعي أن يختار شخصين يعرضان على البرلمان للتصويت".

لكن الأسدي يؤكد أن التحالف المفاجئ الذي أعلن تشكيله العامري والصدر في النجف "ليس سوى خطوة نحو تحالف أوسع".

تحالف واسع يستبعد الفاسدين

وقال الأسدي "نحن دعونا كل القوائم المنتخبة للمشاركة في صياغة البرنامج الحكومي"، مضيفاً "نحن لن نستثني أحداً" في تلميح إلى ائتلاف النصر الذي يقوده حيدر العبادي وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، إضافة إلى الحزبين الكرديين الكبيرين.

قبل أقل من أسبوع وقَّع الصدر اتفاقاً مع تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، ومع ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي ذي التوجهات العلمانية والذي تضم قائمته شخصيات سنية.

مع ذلك، فإن الرؤية بدت مختلفة بالنسبة للشيوعيين الذين دخلوا مع الصدر في قائمة "سائرون".

ويقول رائد فهمي زعيم الحزب الشيوعي العراقي "نحن نسعى إلى تشكيل تحالف ذي خطة مشتركة للنهوض بالإصلاحات، ولدينا الكثير من القواسم المشتركة مع تحالف الفتح".

لكنه أكد أن "تلك ليست هي الحال مع جميع مكونات التحالف، ونحن لا نسعى إلى دخول تحالف شيعي".

وأضاف "نحن نريد أن نحكم مع من يشاطروننا أفكارنا، ولا نوافق على التحالف مع نوري المالكي وغيره، بعد أن خضنا حملة ضد الفساد ومن أجل تجديد الطبقة السياسية".

 

علامات:
تحميل المزيد