أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، الأربعاء 13 يونيو/حزيران 2018، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون يعتبر بعد القمة التاريخية التي جمعته في سنغافورة، الثلاثاء، بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن نزع السلاح النووي لبلاده رهن بوقف كل من واشنطن وبيونغ يانغ أنشطتهما العدائية تجاه الطرف الآخر.
وأوردت الوكالة أن "كيم جونغ-أون قال إنه من أجل إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وتحقيق نزع السلاح النووي، يتعيّن على كلا البلدين أن يتعهّدا بالامتناع عن الأنشطة العدائية، لكي يفهم كل منهما الآخر".
وقَبِل كيم دعوة ترمب لزيارة الولايات المتحدة.
كما قبل دونالد ترامب دعوة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لزيارة بيونغ يانغ خلال قمتهما التاريخية في سنغافورة، على ما أكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الأربعاء، فيما أعرب الرئيس الأميركي عن ارتياحه لتجنيب العالم "كارثة نووية".
اختراقاً في العلاقات بين البلدين
وكان ترمب وكيم أشادا بقمّتهما التاريخية، التي عُقدت الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، في سنغافورة، باعتبارها اختراقاً في العلاقات بين البلدين، لكن الاتفاق الذي توصَّلا إليه لم يوضح الكثير من حيث التفاصيل حول المسألة الأساسية المتعلقة بترسانة بيونغ يانغ النووية.
وأكد الرئيس الأميركي أن عملية نزع السلاح النووي "ستبدأ قريباً جداً"، بعد عقد من التوتر حول الطموحات النووية لبيونغ يانغ.
لكن صياغة الوثيقة الموقعة غامضة جداً، خصوصاً فيما يتعلق بمواعيد تنفيذ بنودها، مشيرة إلى مفاوضات لاحقة من أجل تطبيق ما ورد فيها.
وسيتولَّى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المفاوضات، بعد أن لعب دوراً أساسياً في إعادة إطلاق الحوار مع بيونغ يانغ.
وتتضمن الوثيقة التزامات سابقة لبيونغ يانغ لم يطبقها النظام الكوري الشمالي، ولا تشير إلى نزع للسلاح النووي "قابل للتحقق ولا رجعة فيه"، وهو ما كانت الولايات المتحدة تصرُّ عليه قبل قمة سنغافورة.
وتعهَّد كيم بموجب الوثيقة "أن يلتزم بشكل ثابت وحاسم بنزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
وقال الأستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فيبين نارانغ، لوكالة فرانس برس، إن "كوريا الشمالية لم تقدم أي جديد في تعهداتها منذ 25 عاماً".
وتابع "ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن هذه القمة ستؤدي إلى نتيجة أكبر على مستوى نزع السلاح النووي".
ويتّفق محللون ومؤرخون على أن نظام بيونغ يانغ بات يتقن فن إطلاق الوعود وعدم تنفيذها، بعد أن تم التوصل بين 1994 و2005 إلى اتفاقات لم يتم تطبيق أي منها.
عدة مصافحات
وفي مؤتمر صحفي مطول وغير مترابط، أوضح خلاله أنه لم ينم "منذ 25 ساعة"، أكد الرئيس الأميركي أنه سيتم التحقق من نزع السلاح النووي.
وأكد الرئيس الأميركي أن العقوبات على كوريا الشمالية ستظل قائمة حتى إزالة "التهديد" الذي تشكله الأسلحة النووية.
لكن ترمب قدَّم في المقابل تنازلاً، فقد أعلن أنه سيوقف المناورات العسكرية السنوية مع سيول، التي يعتبرها الشمال "استفزازية للغاية".
وكانت بيونغ يانغ طالبت في الماضي بتجميد هذه المناورات، التي لطالما شكَّلت مصدر توتر.
وأتاحت هذه القمة الاستثنائية مصافحة تاريخية بين رئيس أقوى ديمقراطية في العالم، ووريث سلالة نظام ديكتاتوري، وقفا جنباً إلى جنب أمام أعلام بلديهما.
وشهدت قمة سنغافورة، وهي الأولى بين رئيس أميركي في السلطة وزعيم كوري شمالي عدة مصافحات بين الرجلين، في مشاهد بدت مستحيلة قبل أشهر، حين بدت واشنطن على شفير النزاع مع بيونغ يانغ، بعد تبادل الرجلين الاتهامات والشتائم.
"طيّ صفحة الماضي"
من جهته تعهَّد كيم "طيّ صفحة الماضي"، بعد تخطي "الكثير من العوائق" من أجل التوصل إلى هذا اللقاء الذي يشكل "مقدمة للسلام"، وأن العالم "سيشهد تغييراً كبيراً".
وأشاد ترمب بـ"العلاقة الخاصة" التي يبنيها مع كيم، الذي يتعرَّض نظامه لاتهامات عدة بانتهاك حقوق الإنسان، ويشتبه بأنه يقف وراء اغتيال الأخ غير الشقيق لكيم في ماليزيا.
في أعقاب يوم من الابتسامات والمجاملات داخل فندق فاخر في سنغافورة، تحت أنظار العالم، امتدح ترمب زعيم كوريا الشمالية "الموهوب جداً"، و"المحاور الجيد جداً"، مغدقاً عليه بالأوصاف التي عادة ما يخص بها الحلفاء.
وأبدى ترمب استعداده لزيارة بيونغ يانغ "عندما يحين الوقت"، ودعا كيم إلى زيارة البيت الأبيض.
وعلى متن الطائرة الرئاسية، قال الرئيس الأميركي للصحفيين إنه يثق بالزعيم الكوري الشمالي بشأن نزع السلاح النووي.
وبالنسبة للمحادثات، أضاف "لم يكن هناك شيء آخر يمكن أن نفعله" في الوقت الراهن.
وعلَّق مايكل كوفريغ، من معهد الأزمات الدولية في واشنطن "أنه انتصار هائل لكيم الذي حقق إنجازاً فعلياً بلقائه وجهاً لوجه مع الرئيس"، مضيفاً أن والده وجده "كانا يحلمان بذلك"، وأن "ذلك يشكل نقطة إيجابية بالنسبة إلى الولايات المتحدة والأسرة الدولية، على صعيد مفاوضات من المتوقع أن تكون طويلة وشاقة".
وأثنت الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، الثلاثاء، على قمة سنغافورة، معتبرة أنها "تعلن بدء تاريخ جديد".
في المقابل، اقتصر ترحيب اليابان على الإشادة بالوثيقة المشتركة، باعتبارها "خطوة أولى نحو حل شامل".