نشأت في القرن الـ19 وشاركت في الحربين العالميتين.. هذا ما نعرفه عن قوات “الجوركا” التي وفَّرت الحماية لترامب وكيم

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/12 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/12 الساعة 12:38 بتوقيت غرينتش
US President Donald Trump (R) poses with North Korea's leader Kim Jong Un (L) at the start of their historic US-North Korea summit, at the Capella Hotel on Sentosa island in Singapore on June 12, 2018. - Donald Trump and Kim Jong Un have become on June 12 the first sitting US and North Korean leaders to meet, shake hands and negotiate to end a decades-old nuclear stand-off. (Photo by SAUL LOEB / AFP) (Photo credit should read SAUL LOEB/AFP/Getty Images)

خلال الاجتماع التاريخي الذي عُقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في سنغافورة، تولَّت قوة شبه عسكرية ضخمة مهمة توفير الحراسة خلف الكواليس.

ويتسلّح أعضاء فرقة الجوركا ببنادق هجومية وسكاكين الكوكري التي يبلغ طولها 18 إنشا، حيث تتكون الفرقة من مجموعة من المقاتلين النيباليين، الذين كانوا جزءاً من الشرطة السنغافورية منذ سنة 1949، أي قبل عقد ونصف العقد من حصول البلاد على استقلالها من الحكم البريطاني، بحسب تقرير نشره موقع Quartz الأميركي.

منذ تحقيق البلاد للاستقلال، سعى جنود الجوركا إلى لعب دور مهم في إخماد أعمال الشغب والاحتجاجات العنصرية، وحراسة الحدود بين ماليزيا وسنغافورة، فضلاً عن توفير الحماية لكبار الشخصيات. وخلال القمة التي جمعت بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية، اضطلعت الفرقة الخاصة بحراسة فندق شانغريلا الذي يقيم فيه دونالد ترمب، بالإضافة إلى سانت ريجيس، الفندق الذي ينزل فيه كيم بصفة مؤقتة. علاوة على ذلك، يحرس الجوركا فندق كابيلا الذي احتضن القمة الفعلية بين الرئيسين في جزيرة سنتوسا السنغافورية.

من هم قوات الجوركا؟

تعود قصة وصول الجوركا إلى سنغافورة في المقام الأول إلى فترة أبعد خلال الحقبة الاستعمارية، وإلى الحرب الإنكليزية النيبالية، التي دارت بين شركة الهند الشرقية ومملكة جوركا خلال سنتي 1814 و1815. ونظراً لإعجابهم بالمهارات القتالية التي تمتعت بها فرقة الجوركا، قرر البريطانيون تجنيد البعض منهم، وسارت هذه الفرق على خطى الإمبراطورية الاستعمارية خلال توسعها عبر جنوب شرق آسيا.

على مرّ السنوات، شارك أكثر من 200 ألف مقاتل من الجوركا في الحربين العالميتين، إلى جانب خدمتهم العسكرية في كل من ماليزيا وجزر فوكلاند والعراق وأفغانستان. وعموماً، يمكن إيجاد مقاتلين تابعين لفرقة الجوركا خارج النيبال في عدد قليل من البلدان، على غرار المملكة المتحدة والهند وسنغافورة. وخلال عملياتهم العسكرية في سنغافورة، كانت قوات الجوركا حاضرة في البعض من أكثر سنوات البلد الحديث اضطراباً، حيث احتدمت التوترات بين مختلف المجموعات العرقية، خاصة بين الصينيين والمالاويين، ما أدى إلى نشوب نزاعات خلال خمسينات وستينات القرن الماضي.

واحتفاءً بنزاهتهم وإخلاصهم، عمدت الشرطة السنغافورية إلى توظيف حوالي 2000 عضو من فرقة الجوركا في الوقت الحالي. وفي كل سنة، يتم اختيار 60 شاباً فقط، تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، خلال عملية اختيار تحتدم فيها المنافسة في النيبال، وتتضمن اختبارات مكثفة على غرار التسابق في تلال شديدة الانحدار أثناء حمل سلال ثقيلة.

بعد ذلك، ينتقل المتأهّلون إلى جبل فيرنون، الذي يتواجد فيه مجمع مستقل يضم جنود الجوركا في سنغافورة، بالإضافة إلى معبد وسوبرماركت. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المكان مغلق أمام الجماهير، حيث يعيش المجندون متوارين عن الأنظار رفقة عائلاتهم وأطفالهم، الذين يذهبون للمدارس المحلية المجاورة.

في المقابل، هناك مشكلة صغيرة فيما يتعلق بحياة الجوركا، حيث يتقاعدون في سن 45، ويتوجب عليهم بعد ذلك العودة إلى نيبال رفقة عائلاتهم. وعلى الرغم من مساهماتهم التي تعود بالفائدة على المجتمع السنغافوري، إلا أن مقاتلي الجوركا يظلون "غير مرئيين بشكل مقصود"، ومهمشين بشكل دائم، وذلك وفقاً لما أفاد به المصور الفوتوغرافي والكاتب زكريا زينل، الذي عمل على توثيق تاريخ هذا المجتمع، الذي غالباً ما تم تجاهله.

اعتماداً على الصور والقصص الشخصية لأعضاء سابقين في مجتمع الجوركا في سنغافورة، أنشأ زينل رفقة زميله السنغافوري تشونغ زي ليانغ متحف جوركا السنغافوري للصور الفوتوغرافية. ويذكر أن هذا الأرشيف المرئي المذهل الذي يمكن تصفحه عبر الإنترنت يصور ملامح حياة الجنود خارج دوام العمل، وكيف يشعر المتقاعدون منذ فترة طويلة بأنهم على اتصال وثيق مع ماضي سنغافورة وحاضرها ومستقبلها.