صحيفة فرنسية: وزير الداخلية التونسي أطيح به من منصبه بعد انكشاف أمره.. خطط مع دولة خليجية للانقلاب!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/12 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/12 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش

أفاد موقع "موند أفريك" الفرنسي، الإثنين 11 يونيو/حزيران 2018، أن وزير الداخلية التونسي المُقال، لطفي براهم، خطَّط لتنفيذ انقلاب بالتنسيق مع الإمارات.

واعتبر التقرير، الذي أعدَّه رئيس تحرير الموقع الصحفي الفرنسي نيكولا بو، أنه "من السخف" الاعتقاد بأن غرق المهاجرين قبالة سواحل جزيرة "قرقنة" التونسية، مؤخراً، كان وراء إقالة براهم.

وأضاف "بو" أن مصادر دبلوماسية غربية، أكدت له أن اجتماعاً سرياً في "جربة" التونسية، جمع براهم بمدير المخابرات الإماراتية (لم يسمه)، بعد عودته من اجتماع للفرقاء الليبيين في باريس، يوم 29 مايو/أيار الماضي.

وأشار الكاتب الفرنسي المختص بالشؤون المغاربية، أن استخبارات الجزائر وألمانيا وفرنسا أبلغت تونس بالاجتماع السري، وأن ذلك كان السبب الحقيقي وراء الإطاحة بوزير الداخلية، دون تأكيد أو نفي من أي من تلك الأطراف حتى الساعة.

ويقول "بو" في تقريره، إن براهم "أخطأ بمراهنته على أصدقائه الإماراتيين الجدد، وبأنه سيصبح اللاعب الأول في تونس بفضل دعمهم".

ويضيف أن تحركاته "المريبة" والتقارير الاستخبارية، عجَّلت في تحرك رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، نحو إقالته، بعد استشارة رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي.

 

تفاصيل الخطة

يزعم التقرير أن اللقاء السري في جزيرة جربة "ضبط خارطة طريق تبدأ بالعمل على تمهيد الأجواء لإقالة يوسف الشاهد، وتعيين كمال مرجان، وزير دفاع الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، رئيساً للحكومة".

ويضيف أن "انقلاباً طبیاً (صحياً) كان یُطبخ للإطاحة بالسبسي، علی غرار انقلاب بن علي علی (الحبيب) بورقیبة سنة 1987".

ويشير إلى أن تقارباً حصل بین لطفي براھم وسیاسیین تونسیین، علی غرار رضا بلحاج، أحد مؤسسي حزب "نداء تونس"، الطرف الأساسي في الحكم، بتنسیق إماراتي.

ويتابع أن تلك الترتيبات كانت تسعى إلى "إعادة تشكیل الطیف السیاسي والإطاحة بحركة النھضة، واستنساخ السیناریو اللیبي في تونس"، بحسبه.

يشار أن زيارة قام بها لطفي براهم إلى السعودية، في 25 فبراير/شباط الماضي، استمرت عدة أيام، متجاوزة المدة المحددة لها، أثارت جدلاً في تونس، خاصة أنه قابل العديد من المسؤولين السعوديين الكبار، وعاد في طائرة خاصة سعودية، وفق مصادر إعلامية.

ولم يصدر عن الجهات التونسية الرسمية أي تعليق على هذه المعلومات إلى الآن.

إلا أن المكلف بالشؤون السياسية في حزب نداء تونس، برهان بسيس، سخر من مقال نيكولا بو، وختم تدوينة طويلة نشرها عبر حسابه في فيسبوك، الإثنين، بمدح الوزير المُقال.

وقال بسيس: "فقط ملفه في مكافحة الإرهاب يشهد له (أنه لم يقصر) في حق تونس، وأنه خدمها وخدم نظامها الجمهوري بإخلاص".

وتابع: "أعرف فقط أنه بلغ سن التقاعد الأمني، بحيث يمكن له اليوم أن يكون كامل الحقوق المدنية والسياسية… أقول له: سي (سيد) لطفي… إن أردت… مرحباً بك في نداء تونس".

 

إقالة براهم

والأربعاء 6 يونيو/حزيران 2018، أعفى الشاهد وزير داخليته من مهامه، وكلّف وزير العدل غازي الجريبي، وزيراً للداخلية بالنيابة.

وجاء قرار الإعفاء بعد 4 أيام من حادث غرق مركب لمهاجرين غير نظاميين قبالة سواحل جزيرة قرقنة، راح ضحيته 84 شخصاً، بحسب تصريحات رسمية.

من ناحيته رفض براهم التعليق على قرار إقالته، واكتفى بالتصريح لجريدة المغرب (خاصة): "نحن منضبطون وعسكریون، انتھت المھمة وكان الله في عون البقیة".

وأضاف "لا أعرف كیف؟ ولماذا؟ قمنا بعملنا ولا نتدخل في الأمور الأخرى، وھذا یدخل في إطار سُنّة التداول على المسؤولیات".

يذكر أن الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أشار في أكثر من مناسبة أن دولاً خليجية "معادية لثورات الربيع العربي"، بحسبه، تسعى إلى تنفيذ انقلاب في بلاده.

 

علامات:
تحميل المزيد