ترمب وكيم تصافحا.. ولكن ماذا بشأن حرب الكوريتين والعقوبات الأميركية على بلاده؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/12 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/12 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش

بعد الحدث التاريخي، المتمثل بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ومصافحتهما، الثلاثاء 12 يونيو/حزيران 2018، بدأ الصحفيون في مقر القمة، بسنغافورة، يبحثون عن أجوبة لأهم التساؤلات التي يجب أن تُطرح في سياق العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ.

أول تلك التساؤلات هو بشأن إنهاء الحرب الكورية، التي تعد مستمرة بالرغم من الهدنة الطويلة، منذ منتصف القرن الماضي، ومن ثم رفع العقوبات الأميركية القاسية المفروضة على بيونغ يانغ.

وفي مؤتمر صحفي عقب "قمة القرن"، قال ترمب إن الإعلان عن إنهاء الحرب الكورية سيتم "قريباً".

وأضاف: "يمكننا أن نأمل الآن بأن الحرب ستنتهي، وهي ستنتهي بالفعل قريباً"، لافتاً إلى أن الحرب (1950-1953) انتهت بهدنة وليس باتفاق سلام.

أما حول عقوبات بلاده على النظام الكوري الشمالي، فقال ترمب إنها ستظل قائمة "في الوقت الراهن"، لكنه أكد أنه يريد رفعها في أقرب فرصة.

وأوضح: "سنرفع العقوبات عندما نتأكد أن الأسلحة النووية لم تعد عاملاً مطروحاً"، مضيفاً "آمل أن يتحقق الأمر قريباً… وأنا أتطلع لرفعها".

الحرب الطويلة توشك على الانتهاء!

يخيم الصمت على آخر الحدود الموروثة من الحرب الباردة، حيث تتواجه قوات الكوريتين منذ زمن طويل، وقد توقفت مكبرات الصوت عن بث الدعاية من الطرفين، فيما بدأ الجنود الكوريون الشماليون يحلمون بعهد جديد بعد عقد القمة التاريخية بين دونالد ترمب وكيم جونغ أون.

وأضحت العنابر الزرقاء المصطفة في بلدة بانمونجوم، في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، رمزاً للهدنة، التي وضعت حداً للحرب الكورية (1950-1953).

ودرج القادة الأميركيون على زيارة هذه المنطقة الفاصلة، حرصاً منهم على إثبات تصميمهم في وجه الشمال.

غير أن الجنود الكوريين الشماليين المنتشرين فيها يعربون اليوم عن تأييدهم للقمة غير المسبوقة، المنعقدة بين زعيمهم والرئيس الأميركي، الثلاثاء، في سنغافورة، بحسب مقابلات أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية مع عدد منهم.

لم يكن من الممكن تصور مثل هذا التفاؤل قبل أشهر قليلة.

تؤكد كوريا الشمالية أنها خرجت منتصرة من النزاع، الذي تشير إليه بعبارة "حرب التحرير الكبرى للوطن الأم".

وفي الجانب الشمالي من الخط الفاصل، نصبت لوحة ضخمة تحتفي بزيارة قام بها كيم جونغ أون عام 2012 إلى المنطقة، مشيدة بالزعيم الذي "أعطانا عبرة ثمينة: هذا الموقع هو مكان تاريخي ركع فيه المحتلون الأميركيون أمام شعبنا للتوقيع على استسلامهم. أجيالنا المقبلة ستعيش في وطن أُمّ موحد".

"قطع الطريق على السلام"

يشدد الشمال باستمرار على أهمية توحيد شبه الجزيرة التي قسمتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عند انتهاء الحرب العالمية الثانية. وكان اجتياح الجنوب عام 1950 محاولة من الشمال لتحقيق الوحدة بالقوة.

ومنذ ذلك الحين نهض الجنوب باقتصاده، ليرتقي إلى المرتبة 11 بين القوى الاقتصادية في العالم.

أما كوريا الشمالية، فتلقت ضربة مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ثم تراجع اقتصادها مع مجموعات العقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي بسبب طموحاتها النووية.

وخلال زيارة سابقة للمنطقة المنزوعة السلاح، شرح مرافقو وكالة فرانس برس للصحفيين أن "الطبيعة الحقيقية" للولايات المتحدة تقضي بـ"قطع الطريق على السلام".

وفي محطة القطارات الرئيسية في بيونغ يانغ، تعرض لوحة إعلانية كبيرة -تبث عادة مشاهد تدريبات عسكرية وإطلاق صواريخ- صور بنى تحتية ومشاريع زراعية.

لكن في ردهة فندق "يانغاكدو"، الفندق الرئيسي للسياح، لا تزال المكتبة تعرض في صدارتها بطاقات بريدية دعائية ضد الأميركيين، تظهر فيها صواريخ تستهدف أميركا الشمالية.

ترحيب جنوبي

رحَّب الكوريون الجنوبيون، الثلاثاء، باللقاء التاريخي بين ترمب وكيم، فيما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه "محادثات القرن".

ومع بدء أول لقاء تاريخي بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة الثلاثاء، أشاعت المصافحة بينهما أجواء فرح في سيول، مع الأمل ببداية جديدة مع بيونغ يانغ.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن "نأمل أن تشكِّل القمة نجاحاً، وتحمل إلينا نزعاً كاملاً للسلاح النووي، والسلام، وعصراً جديداً" في العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة.

ومون الذي مهَّدت اجتماعاته السابقة مع كيم جونغ أون لعقد قمة سنغافورة، ابتسم ورحَّب إلى جانب وزراء حكومته، أثناء مشاهدتهم النقل الحي للقمة في القصر الرئاسي.

وأعلن مكتبه أن الرئيس الكوري الجنوبي "أمضى ليلة بدون نوم"، بسبب ترقب القمة.

ورحَّبت صحيفة "كوريا تايمز"، الناطقة باللغة الانكليزية باللقاء، باعتباره خطوةً نحو إنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية، المقسومة منذ نحو 70 عاماً بين الشمال الشيوعي، والجنوب الديمقراطي.

وكتبت الصحيفة "أن الزعيمين يتعرضان بالتأكيد لضغوط كبرى، لجعل محادثات القرن تشكل نجاحاً".

وأضافت "نأمل أن تحقق القمة اختراقاً لفتح عصر جديد من السلام والازدهار".

شكوك

في أماكن أخرى كان عشرات الأشخاص متسمرين أمام شاشات التلفزة في محطة القطارات في سيول، ويصفقون مرحبين باللقاءات الودية بين كيم وترمب.

وقالت الطالبة الجامعية جونغ ا-إم، إنها تأثرت جداً أثناء مشاهدتها اللقاء التاريخي.

وأضافت لوكالة فرانس برس "مع مشاهدة الزعيمين يتصافحان، اعتقدت للحظة أننا نعيش لحظة تاريخية".

وتابع كثيرون البث المباشر للقمة على هواتفهم النقالة.

وقال أحد مستخدمي الإنترنت تعليقاً على القمة "إن تحولاً كبيراً في تاريخ العالم يُصنع الآن".

لكن آخرين شكَّكوا في نوايا بيونغ يانغ، متحدثين عن محاولات سابقة لتحسين العلاقات سرعان ما انهارت.

وقال أحدهم "إن موافقة كيم جونغ أون على لقاء ترمب، تعني أنه يواجه صعوبات" بسبب العقوبات، مضيفاً "لكننا نمنحه فرصة للاستمرارية مرة جديدة كما فعلنا مع كيم جونغ إيل" في إشارة إلى مبادرات السلام السابقة مع والد الزعيم الكوري الشمالي الحالي.