ساعات تفصلنا عن اللقاء بين ترمب وكيم أون، لكن لا بأس بأن نبحث عن اللاعبين الرئيسيين ونقاط الخلاف والنتائج المحتملة للقمة

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/11 الساعة 14:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/11 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
IMAGEN DE ARCHIVO: Una combinación de fotos muestra al presidente de Estados Unidos, Donald Trump, y al líder de Corea del Norte, Kim Jong Un, en Washignton, DC, EEUU. Mayo 17, 2018 y en Panmunjom, Corea del Sur, Abril 27, 2018 respectivamente. REUTERS/Kevin Lamarque y Korea Summit Press Pool/File Photos

وصل الأحد 10 يونيو/حزيران 2018 إلى سنغافورة زعيم الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في انتظار أن يلتقيا الثلاثاء 12 يونيو/حزيران، في قمة منتظرة بين أكثر الزعماء إثارة للجدل في السنوات الأخيرة. لكن قبل أن نصل إلى القمة، لابد من التذكير بالمراحل التي سبقت القمة وما الذي ستتطرق له ونتائجها المحتملة.

وفي مقال نشرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 11 يونيو/حزيران، قالت إن القمة التي كثيراً ما تؤجَّل بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيسٌ للولايات المتحدة برئيسٍ للدولة المعزولة. ويُمثِّل اللقاء محاولةً ورهاناً كبيراً على حلِّ قضية الأسلحة النووية التي استعصت على أربعة رؤساء أميركيين.

كيف وصلنا إلى هنا؟

وأوضحت الصحيفة أنه بعد عامٍ من التصريحات الشرسة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة السنة الماضية، 2017، أعلن كيم في خطابه بمناسبة السنة الجديدة أن برنامج الأسلحة الخاص بالبلاد قد اكتمل. ثم شنَّ هجوماً مُلفِتاً على كوريا الجنوبية، مستغلاً دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لإرسال مسؤولين رفيعي المستوى لمقابلة رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.

وبلغت تلك الاتصالات ذروتها في قمةٍ بين مون وكيم في أبريل/نيسان الماضي في قريةٍ حدودية بين البلدين، وأعلن كلٌّ من الزعيمين التزامهما "بنزع السلاح النووي بالكامل". ثم توسَّطَ مون في محادثاتٍ مباشرة بين مسؤولي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وعندما قال مسؤولٌ كوري جنوبي كبير إنَّ كيم أراد مقابلة ترمب، وافق الرئيس الأميركي المُتهوِّر على الفور.

من هم اللاعبون الرئيسيون؟

كيم جونغ أون: الزعيم الكوري البالغ من العمر 34 عاماً، الذي يتمتَّع بقوةٍ هائلة، وسيستفيد من مجرد مقابلة ترمب. فسوف يضفي ذلك على دولته المارقة شيئاً من الشرعية.

دونالد ترمب: الرئيس الأميركي مُتقلِّب المزاج، الذي يبحث عن فوزٍ كبير في ظلِّ إدارةٍ تعصف بها الفضائح وتوقُّف الجهود التشريعية في الداخل.

مون جاي إن: قد لا يسافر رئيس كوريا الجنوبية إلى سنغافورة، لكن حكومته الليبرالية -التي انتُخِبَت بعد سقوط سلفه المحافظ- كانت بمثابة المُحرِّك الرئيسي للتقارب مع الشمال.

مايك بومبيو: كان كبير دبلوماسيي واشنطن في صدارة المشهد لإنقاذ الاجتماع، وهو أكبر مسؤول أميركي يلتقي كيم جونغ أون.

كيم يانغ تشول: وهو كبير المفاوضين النوويين في الشمال ورئيس جهاز المخابرات السابق، يبلغ السبعين من العمر، وقد ركَّزَ على سياسة الولايات المتحدة لعقود، وكان مستشاراً لكيم جونغ إيل، والد الزعيم الكوري الحالي، وجده.

ما الذي يُركِّز عليه اللقاء؟

بالنسبة للصحيفة البريطانية فإن اجتماع ترمب-كيم يُركِّز بشكلٍ مباشر على إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن ترسانتها النووية. وفي خطابٍ بمناسبة العام الجديد، قال كيم إنَّ تطوير الأسلحة في البلاد كان مكتملاً في أعقاب التفجير النووي الأقوى، في سبتمبر/أيلول 2017، واختبارات الصواريخ التي يمكن نظرياً أن تضرب أراضي الولايات المتحدة. وقالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية اليوم إنَّ الزعيمين سيناقشان "آليةً دائمةً وقوية لحفظ السلام" ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من الموضوعات المشتركة بينهما.

وهناك قضايا رئيسية أخرى يود المجتمع الدولي معالجتها، بما في ذلك مخزون كوريا الشمالية من الأسلحة البيولوجية والكيماوية، وسجل البلد السيئ في مجال حقوق الإنسان. لكن يُستَبعَد أن يطرح ترمب هذه القضايا مباشرةً.

ما هي نقاط الخلاف المُحتَمَلَة؟

جرت العادة أن تكون لدى الجانبين تأويلاتٌ مختلفة جذرياً "لنزع الأسلحة النووية". بالنسبة للولايات المتحدة، يعني هذا تفكيك بيونغ يانغ برنامجها على الفور، وأن تُشحَن الرؤوس النووية إلى خارج البلاد، ويُسمَح للمفتشين الدوليين بالتحقُّق من النتائج. وفي اللغة الدبلوماسية، يُعرَف ذلك بالتفكيك الكامل والقابل للتحقُّق ولا رجعة فيه.

من المُحتَمَل أن تتصوَّر كوريا الشمالية عمليةً مرحلية، حيث يُقابَل كلُّ تنازلٍ من بيونغ يانغ بشيءٍ من واشنطن. ويمكن أن يُمثِّل تخفيف العقوبات والمساعدة الاقتصادية ومعاهدة سلام رسمية لإنهاء الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 والعلاقات الدبلوماسية الرسمية، عوائد مُحتَمَلة لأيِّ اتفاق.

لماذا تُعقَد القمة في سنغافورة؟

في عالم الدبلوماسية المكبل بالبروتوكول، كلُّ شيءٍ ينطوي على معنى. كان هناك حديثٌ عن عقد المحادثات في بانمونجوم، وهي "قرية الهدنة" على الحدود بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، لكن المسؤولين الأميركيين كانوا قلقين من تفسير ذلك بأن الولايات المتحدة تستوعب كيم أكثر من اللازم.

لدى سنغافورة علاقاتٌ دبلوماسية مع كلٍّ من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ويمكن رؤيتها كطرفٍ مُحايد ظاهرياً.

ما هي النتائج المُحتَمَلَة؟

عندما أعلن ترمب عن القمة، قال: "لن نُوقِّع شيئاً". في حين رفض التعليق على احتمال تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، لكنه أضاف: "أتطلَّع إلى اليوم الذي يمكنني فيه رفع العقوبات عن كوريا الشمالية".

وأضاف ترمب أنَّ القيود الاقتصادية الإضافية جاهزةٌ للتنفيذ في حال انهيار المحادثات. ومن المُرجَّح أن يبحث كيم رفع بعض العقوبات بينما يحاول تحسين اقتصاد دولته.

وأفادت بعض التقارير بأن كيم وترمب يمكن أن يُعلِنا نهايةً رسميةً للحرب الكورية التي انتهت بهدنةٍ بدلاً من معاهدة سلام. ولكن قد يكون الأمر مُعقَّداً بسبب ضرورة تدخُّل الصين في أيِّ اتفاق، لأنها كانت إحدى الدول المُوقِّعة على ميثاق الهدنة.

 

تحميل المزيد