عمل بطولي لشاب عربي قبل سنوات ينقذه من الطرد من فرنسا.. هكذا ساعدته قصة “الرجل العنكبوت” الذي منحه ماكرون الجنسية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/09 الساعة 21:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/09 الساعة 22:45 بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات الفرنسية، أمس الجمعة 8 يونيو/حزيران 2018، أن الشاب التونسي أيمن لطروس، الذي أنقذ حياة طفلين كانا عرضة للموت قبل 3 سنوات جراء حريق اندلع في منزلهما، لن يُرحل إلى بلاده.

وطالبت السلطات الفرنسية القضاء الفرنسي بإعادة النظر بطلب الشاب للحصول على إقامة على الأراضي الفرنسية، وإلغاء قرار "وجوب مغادرة الأراضي الفرنسية"، الذي كان صادراً بحقه سابقاً.

وخلافاً للشاب المالي مامودو غاساما، الذي صور عمله البطولي وهو ينقذ طفلاً، لم يصور أيمن ما قام به، إلا أن الشهرة الإعلامية لغاساما، الذي استقبله الرئيس الفرنسي ووعده بالجنسية الفرنسية، ساعدت في إلغاء الإجراءات التي كانت تهدد أيمن بالترحيل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

قصة أيمن

وصل الشاب التونسي أيمن، البالع من العمر 25 عاماً، إلى فرنسا، بطريقة غير قانونية، عام 2013، ولا يملك إقامة في فرنسا، وفي العاشر من أبريل/نيسان 2015، وبينما كان يسير برفقة صديقيه في أحد شوارع بلدة فوس في منطقة فال دواز، سمع صراخ امرأة تطلب النجدة لإنقاذ طفليها من الحريق الذي نشب في مطبخ منزلها. ولم يتوان أيمن أو رفيقاه عن المخاطرة بأرواحهم.

المرأة لم تكن قادرة على القول بوضوح أين يوجد طفلاها، لكن أيمن وأحد رفيقيه تمكنا من العثور على الصغيرين.

فحمل أيمن أحدهما وعمره 14 شهراً، فيما حمل رفيقه الطفل الثاني وعمره 4 سنوات، بعد أن وجدوهما في الطابق الأول، وخرجا بهما سالمين من المنزل رغم كثافة النيران. أما الشاب الثالث فجاهد لإطفاء الحريق قبل وصول رجال الإطفاء.

قصة أيمن أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الوطني مؤخراً، نظراً لتشابهها مع حادثة المهاجر المالي غاساما، وقد طالبت محامية أيمن معاملة موكلها بالمثل، وأن يتم منحه استحقاقاً للشجاعة بدلاً من طرده، بحسب ما ذكره موقع euronews.

وعلَّقت المحامية الموكلة بقضية أمين، فلبين باراستاتيس، على قرار المحافظ بالقول: "هذا هو الحل المرضي جزئياً. موكلي لا يزال في وضع غير نظامي. فليس لديه تصريح إقامة، وكان يمكن أن يتم احتجازه إن تعرض لأي تفتيش".

وأضافت: "إن إلغاء الـOQTF (وجوب مغادرة الأراضي الفرنسية) يعد الخطوة الأولى، لكن هذا ليس الحل النهائي الذي يناسبني. لا بد من الاعتراف بعمل الشجاعة الذي قام به".

ولأن الرفاق الثلاثة غادروا المكان بالكثير من السرية، ودون أدنى جلبة أو دعاية إعلامية، اضطرت ربة المنزل لإطلاق نداء للتعرف عليهم وتقديم شكرها لهم.

وبعد 3 أسابيع من هذه الواقعة، قدم رئيس بلدية المدينة لكل منهم ميدالية لما أظهروه من شجاعة. وحاول التدخل والتوسط لدى السلطات المختصة لإعطاء أيمن أوراقاً رسمية، تجعل إقامته على الأراضي الفرنسية شرعية.

قصة الشاب المالي ساعدت أيمن

واعتبرت السيدة باراستاتيس، أن حالة موكلها تماثل وضع المهاجر المالي مامودو غاساما، الذي حصل الأسبوع الماضي على الجنسية الفرنسية من الرئيس إيمانويل ماكرون شخصياً، بعد أن أقدم على إنقاذ الطفل.

وأثارت وسائل الإعلام الفرنسية قضية الشاب أيمن، ونقلت أنه يشعر بالأسى لعدم مساواته بالشاب المالي الذي استضافه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، لاستقباله ومنحه الجنسية الفرنسية، وتأمين عمل له في مصلحة الدفاع المدني.

وتساءل أيمن: "هل هناك شتاء وصيف على سطح واحد؟"، وهل هناك "ابن ست وابن جارية؟".

المعركة القضائية لم تنته بعد

وأوضحت المحامية بالقول: "نواجه حالتين متماثلتين من وجهة نظر قانونية. لكن الاستجابة عليهما كانت متناقضة تماماً. ما أسعى لمنحه إلى موكلي هو إجابة تليق بالجمهورية: كيف لي أن أشرح له أننا لا نملك الإجابة نفسها لحالتين متماثلتين".

ويبدو أن القضية لم تنته بعد، لأن الدفاع مُصرّ على أن يتم الاعتراف بهذا المهاجر الذي أظهر الشجاعة عندما طلب منه الواجب ذلك: "أصر على التوجه إلى إيمانويل ماكرون، أريده أن يشرح لي السبب الذي جعله يقرر بأن بادرة مامودو غاساما تستحق أن يحصل على الجنسية الفرنسية، لكن في حالتنا يرفض أن يعترف بفعل الشجاعة".

علامات:
تحميل المزيد