الحدود العُمانية مع اليمن تُقلق الأميركيين وتدفعهم لضخ ملايين الدولارات، والهدف إيقاف تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/08 الساعة 21:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/09 الساعة 08:42 بتوقيت غرينتش
A soldier loyal to Yemeni President Abd-Rabbu Mansour Hadi takes position at an army post in al-Abr on Yemen's northeastern border with Saudi Arabia July 9, 2015. A humanitarian ceasefire for Yemen is expected to be announced within 24 hours, the news agency of the dominant, Iranian-allied Houthi group quoted the U.N. special envoy to the country as saying. REUTERS/Stringer

مع استمرار وبال الحرب الأهلية منذ 3 سنوات في اليمن وتهيئتها أرضاً خصِبة للجماعات الإرهابية، يسعى الكونغرس للتخفيف من انتشار هذه الحالة إلى سلطنة عُمان المجاورة، من خلال تعزيز الأمن الحدودي.

لكن التمويل ربما يهدف إلى القضاء على طرق التهريب الإيرانية المزعومة والتي تمر عبر عُمان بقدر ما يهدف إلى حماية الدولة الخليجية المحايدة.

وحسب موقع Al-Monitor الأميركي مجلس الشيوخ الأميركي، سيضيف من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني السنوي، والذي صدر هذا الأسبوع، كلاً من عُمان وباكستان إلى قائمة البلدان المؤهلة للحصول على تعويض من أجل تمويل الأمن الحدودي.

وينص مشروع القانون على أنَّ التمويل "يهدف إلى دعم وتعزيز جهود القوات المسلحة العُمانية للحفاظ على الأمن وتعزيزه على طول حدود عُمان المتاخمة لليمن". ومن المرجح أن يصوِّت الكونغرس على مشروع القانون خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان مجلس النواب قد أصدر الشهر الماضي (مايو/أيار 2018) نسخته من المشروع، والتي لا تتضمن هذا البند.

"مساعدات أمنية" أميركية لأكثر من دولة عربية

وأوضح الموقع الأميركي أن مصر والأردن ولبنان وتونس تتلقى  بالفعل مساعدة لعمليات الأمن الحدودي. وتمتلك البلدان الأربعة حدوداً مع سوريا أو ليبيا، اللتين تشهدان صراعات مكَّنت من صعود الجماعات المتطرفة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويُشير إدراج عُمان في القائمة إلى تزايد قلق الكونغرس حيال عدم الاستقرار في اليمن وأثره على الحدود الممتدة لنحو 300 كيلومتر مع جارتها عُمان.

وبالإضافة إلى داعش، يحتفظ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بوجود قوي في جنوب اليمن. وبينما تدفع الحرب الأهلية أفقر بلد بالعالم إلى مجاعة غير مسبوقة في الوقت الذي يُقتل فيه ويُجرح الآلاف من المدنيين- تدفَّق الكثير من اليمنيين النازحين إلى الحدود.

وقال أنتوني كوردسمان، محلل مهتم بالشأن الخليجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لموقع Al-Monitor الأميركي: "إنَّ التضاريس شديدة الصعوبة هناك جزء من المشكلة. فهناك جميع أنواع الطرق والمناطق الصغيرة التي يحاول الناس تأمينها… ومن السهل جداً اختراقها". وأضاف كوردسمان: "يرتبط الجانبان بالكثير من الانتماءات القبلية، ولا يلتزمان بالضرورة بالحدود في حياتهم اليومية".

لكنَّ ذلك لم يمنع مسقط من تشديد المراقبة على الحدود، في ظل استمرار التصعيد بالحرب الأهلية في اليمن. فأغلقت عُمان معظم الحدود في عام 2016 بعد تدخُّل التحالف الذي تقوده السعودية نيابةً عن الحكومة المعترف بها دولياً لمحاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران؛ بل وبدأت في بناء جدار حدودي.

وأشار الموقع إلى أن  وفدا أميركيا-عُمانيا مشترك قد التقى في مسقط، العام الماضي (2017)؛ لمناقشة أمن الحدود ومراقبة الصادرات، وذلك وفقاً لتقرير بصحيفة Times of Oman العُمانية. ولم تردَّ السفارة العُمانية على طلب موقع Al-Monitor بالتعليق.

وتعتزم الولايات المتحدة تقديم مبلغ 3.5 مليون دولار أميركي لعُمان في صورة مساعدات أمنية هذا العام (2018)، وخُصِّص منها بالفعل 1.5 مليون دولار لبرامج الأمن الحدودي، ومراقبة الصادرات، ومكافحة الإرهاب.

نشاط مكثف لعصابات التهريب على الحدود العُمانية

ورُغم الجهود التي تبذلها مسقط، تعاني الحدود العُمانية-اليمنية، منذ وقتٍ طويل، من عصابات التهريب، القائمة إلى حدٍ كبير على تهريب مخدر القات. كما يخشى العديد من المحللين استغلال إيران الثغرات الحدودية لتهريب الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين.

وقال كوردسمان: "الطرق الجيدة لتهريب أشياء مثل المخدرات لا تلائم بالضرورة تهريب الصواريخ الكبيرة، لكنها تأتي من مكان ما، وعندما يتعلق الأمر بالأسلحة الصغيرة،  فإنَّ تقريباً أي شيء ممكن".

وأفاد تقرير لدائرة أبحاث الكونغرس، صدر في وقتٍ سابق من هذا العام (2018)، بأنَّ "تقارير ذكرت أنَّ إيران استغلت علاقتها مع عُمان لشحن أسلحة عبر الحدود العُمانية".

وأفاد التقرير أيضاً بأنَّه "في أواخر عام 2016، أعرب مسؤولون أميركيون لنظرائهم العُمانيين عن قلقهم إزاء إمكانية أنَّ إيران تستغل علاقتها مع السلطنة، وحدود عُمان المليئة بالثغرات مع اليمن، لتهريب الأسلحة إلى المتمردين الحوثيين عبر حدود عُمان".

عُمان قناة تفاوُض خلفية لواشنطن مع طهران

وبالنسبة للموقع فإنه نظراً إلى أن عُمان تربطها علاقات دبلوماسية مع إيران، عادةً ما تتجه الولايات المتحدة إلى مسقط للتفاوض عبر قنوات خلفية مع طهران. ومع ذلك، أعرب السعوديون عن استيائهم من علاقة عُمان مع إيران، خاصةً أنَّ مسقط تسعى إلى البقاء على الحياد في حرب الوكالة السعودية-الإيرانية الدائرة باليمن.

وحتى في الوقت الذي تنفي فيه مسقط الادعاءات القائلة بأنَّ إيران استخدمت البلاد كطريق لتهريب الأسلحة للحوثيين، فإنَّها لا تزال مرتابة إزاء الحشد العسكري السعودي والإماراتي على طول الجانب اليمني من الحدود.

وقد كتب جاي سولومون، وهو زميل بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في وقتٍ سابق من هذا العام (2018): "لقد كانت عُمان حذِرة تجاه المملكة العربية السعودية والإمارات بعض الوقت، لا سيما أنَّهما قد كثَّفتا من عملياتهما العسكرية على طول حدودها مع اليمن".

تحميل المزيد