مرسوم وقَّعه عون والحريري ولم يعرف بأمره اللبنانيون.. نشر أسماء 411 أجنبياً تم تجنيسهم بينهم مسؤول عراقي كبير

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/07 الساعة 22:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/08 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
Saad al-Hariri who suspended his decision to resign as prime minister reacts as he talks with Lebanese President Michel Aoun while attending a military parade to celebrate the 74th anniversary of Lebanon's independence in downtown Beirut, Lebanon November 22, 2017. REUTERS/Mohamed Azakir

نشرت وزارة الداخلية اللبنانية، الخميس 7 يونيو/حزيران 2018، أسماء 411 أجنبياً، نصفهم من السوريين والفلسطينيين، تم تجنيسهم بمرسوم رئاسي صدر قبل شهر تقريباً، ولكنه أُبقي طي الكتمان إلى أن كشفت أمره، الأسبوع الماضي، وسائل إعلام، مما أثار جدلاً واسعاً في بلد يُعتبر فيه التجنيس موضوعاً بالغ الحساسية.

والمرسوم الذي صدر في 11 مايو/أيار 2018، وقّعه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، لكنه وخلافاً للمراسيم العادية لم يُنشر في الجريدة الرسمية، كما لم يعرف بأمره اللبنانيون إلا بعد أن بدأت التسريبات بشأنه في وسائل الإعلام؛ مما دفع أطرافاً سياسية عديدة إلى المطالبة بنشره؛ للاطلاع على فحواه والتحضير لإمكانية الطعن فيه.

التجنيس موضوع شائك بلبنان

ويُعتبر التجنيس موضوعاً شائكاً في لبنان، البلد الصغير المتعدد الطوائف والمذاهب والذي غالباً ما تُوجَّه إلى ساسته اتهامات بالمحسوبية والفساد. وأدّت السرية التي أحيط بها صدور المرسوم ورفض السلطة في بادئ الأمر نشر أسماء المستفيدين منه، إلى تعزيز الشكوك حول الدوافع التي تقف وراء تجنيس هؤلاء الأجانب تحديداً، في وقت لا يزال فيه آلاف الأشخاص الذين يعيشون منذ عشرات السنين في لبنان ويعتبرون أنهم يستحقون الجنسية، محرومين منها.

والمرسوم الذي نُشر الخميس 7 يونيو/حزيران 2018، يفصّل أسماء المستفيدين منه وجنسياتهم التي توزَّعت على 103 سوريين (25.1%)، و108 فلسطينيين (26.3%)، و200 من جنسيات عديدة أخرى بينها فرنسية وعراقية وبريطانية وأردنية وأميركية، إضافة إلى أشخاص مكتومي القيد (دون أوراق ثبوتية).

مسؤول عراقي بارز بين المجنَّسين

ومن بين مَن شملهم مرسوم التجنيس رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، الذي تربطه بلبنان علاقة وطيدة بالنظر إلى أن والدته لبنانية وكذلك زوجته وأولادهما الثلاثة، ورجال أعمال معروفون، منهم سوريون من الدائرة المقربة من النظام، أبرزهم خلدون الزعبي نائب رئيس مجلس إدارة شركة "أمان القابضة"، ومازن مرتضى وهو نجل وزير تعليم أسبق.

وكانت رئاسة الجمهورية حاولت تهدئة عاصفة الانتقادات التي أثارها المرسوم، بأن أحالته إلى المديرية العامة للأمن العام؛ للتحقق من حق الأشخاص الواردة أسماؤهم فيه بالحصول على الهوية اللبنانية، ولكن من دون أن تنشر أسماءهم في الإعلام.

وطلب رئيس الجمهورية، في بيان، "من كل من يملك معلومات أكيدة بشأن أي شخص مشمول بالمرسوم ولا يستحق الجنسية اللبنانية، التوجه بمعلوماته هذه الى وزارة الداخلية-المديرية العامة للأمن العام للاستثبات".

الرئيس له صلاحية منح الجنسية

ويملك رئيس الجمهورية صلاحية منح الجنسية اللبنانية وحده بموجب مرسوم يشترك معه في التوقيع عليه رئيس الحكومة ووزير الداخلية.

ولطالما شكّل التجنيس قضية إشكالية في لبنان، خصوصاً أن كثيرين يربطونه بمساعٍ لتغيير الميزان الطائفي في البلد الصغير ذي التركيبة الهشة.

وأعاد المرسوم المثير للجدل إلى الأذهان مرسوماً صدر في عام 1994، في ظل الهيمنة السورية على لبنان، لتجنيس آلاف الأشخاص، وتبيَّن لاحقاً أن غالبيتهم من المسلمين السنَّة، وبينهم سوريون وفلسطينيون.

 

تحميل المزيد