أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 5 يونيو/حزيران 2018، أن بلاده ستتوقف مستقبلاً عن الاعتماد على الطاقة المستوردة، مشيراً إلى أن الطاقة المستوردة من أهم أسباب العجز في ميزانية البلاد.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي خلال مشاركته في مأدبة إفطار بولاية زونغولدق شمال غربي البلاد.
وأضاف أردوغان: "سنوقف استيراد الطاقة، إذا كان هناك عجز في ميزانيتنا فإن من أهم أسباب ذلك هو الطاقة المستوردة".
وأردف: "استثمرنا في مواردنا البشرية انطلاقاً من إدراكنا بأننا بحاجة إلى مهندسي المعادن والنفط والميكانيكا، بدلاً من المهندسين السياسيين".
وتابع: "عازمون على جعل الفحم كأحد مصادر القوة الوطنية الجديدة لبلادنا".
وشدد أردوغان على أن قطاع الطاقة بما فيه التعدين، له أهمية استراتيجية بالنسبة لبلادنا، كما هو الحال بالنسبة لبقية مناطق العالم.
وقال في هذا الخصوص "سنوقف استيراد الطاقة، إذا كان هناك عجز في ميزانيتنا فإن من أهم أسباب ذلك هو الطاقة المستوردة. الطاقة الحرارية التي نتحدث عنها هي عبارة عن الفحم. فلماذا نستورده، فنحن نملك الآن وريداً (من الفحم) يمتد من ولاية أدرنة (أقصى شمال غرب) إلى ولاية شرناق (أقصى جنوب شرق)".
وتابع: "ماذا يوجد في هذا الوريد؟ يوجد فحم محلي، وعلينا أن نفعّل هذه الأماكن".
وأكد أردوغان أن بلاده وصلت إلى نقطة مهمة في هذا الخصوص، وأنه لذلك شكلت أنقرة سياستها في مجالي الطاقة الوطنية والتعدين.
وأوضح أن سياسة بلاده في هذا الخصوص تستند على 3 ركائز تتمثل بتأمين سلسلة التوريد، والتوطين والأسواق المتوقعة.
ولفت أردوغان إلى أن الدول الأوروبية تعتمد في نسبة كبيرة من طاقتها الكهربائية على الفحم.
وشدد على أن تركيا تدرك جيداً نوايا الجهات التي تحاول جعل الفحم حلالاً على أوروبا وحراماً على بلاده.
واعتبر أردوغان أن هدف هذه الجهات هو الوقوف أمام نمو وتطور تركيا وتعزيزها لقوتها.
ونوه بأن القدرة الإنتاجية لتركيا من الفحم تبلغ 10 ملايين طن سنوياً، إلا أنها تنتج في الوقت الراهن حوالي 1.2 مليون طن فقط.
وأكد عزم بلاده رفع عدد العاملين في القطاع من 10 آلاف في الوقت الراهن إلى 20 ألف عامل.
وأفاد بأن نسبة إنتاج أستراليا اليومي للفرد الواحد من الفحم تبلغ 11 طناً، بينما هذه النسبة تبقى عند 1.5 طن فقط في تركيا، لافتاً إلى أن بلاده تهدف إلى إنتاج نسبة أكبر من الفحم مع رفع عدد العاملين في القطاع.
ويعد الفحم أحد وسائل إنتاج الطاقة الرئيسيّة في العالم، ويوجد نوعان أساسيّان من الفحم حسب طريقة التكوّن ونوعيّة المواد الموجودة فيه وفق موقع موضوع:
الفحم الحجري
وهو عبارة عن صخرٍ رسوبي ذي لونٍ أسود أو بني، ويمتاز باحتوائه على الكربون بنسبة 90% من مكوناته، وهو أكثر الأنواع انتشاراً في القشرة الأرضية؛ حيث يتواجد على شكل طبقةٍ بين طبقات الصخور الرسوبية الأخرى مثل الصخور الطينية والصخور الرملية.
يتكوّن الفحم الحجري من تراكم بقايا النباتات في أعماق المستنقعات واندثارها مع الرسوبيات الأخرى مثل الطين والرمل، ومع زيادة الطبقات فوقها يزداد الضغط والحرارة، فيتغيّر التركيب الكيميائي للبقايا بفعل البكتيريا اللاهوائية التي تحلّل المركبات العضوية بشكلٍ جزئي؛ حيث يتركّز فيها عنصر الكربون ويتم التخلّص من عنصري الأكسجين والهيدروجين، وتسمّى النتائج في هذه المرحلة "الخثّ".
ومع استمرار زيادة الضغط والحرارة وزيادة المسافات التي تدفن فيها فإنّ نشاط البكتيريا يتوقف ويزداد تركيز الكربون فيها، وفي هذه المرحلة يُسمّى الناتج بـ"الفحم الحجري البني"، ومع زيادة مدة التعرّض للضغط والحرارة يتكوّن الفحم الحجري الصلب، وإذا تعرّض هذا الفحم الحجري الصلب للمزيد من الحرارة والضغط يتكوّن فحم الانثراسيت. يستخدم الفحم الحجري في عدّة أمور: توليد أشكال الطاقة المختلفة، وفي بداية اكتشافه تمّ استخدامه في تسيير السفن والقطارات، وصناعة المنسوجات والبلاستيك والأدوية والأسمدة والعطور.
الفحم النباتي
هو عبارة عن مادةٍ سوداء سريعة الاشتعال من غير ملوثاتٍ، حيث لا تزيد نسبة الرماد عن 1% فقط، وهو خالٍ من الكبريت. يتم إنتاج الفحم النباتي بحرق الأخشاب بمعزلٍ عن الهواء، حيث يتركّز فيه عنصر الكربون ويظهر ذلك من خلال اللون الأسود، وهو أخف من الفحم الحجري، لأنه يفقد الكثير من الماء وتتحوّل إلى مساماتٍ بينما الفحم الحجري تتركز فيه المواد المعدنية.
الفحم النباتي يستخدم في توليد الطاقة باستخدامه مباشرةً، وغالباً يستخدم في الأغراض المنزليّة مثل الطهي والشواء، ولكن عند توافر الأخشاب بكثرة يُمكن تحضير كميّاتٍ كبيرةٍ من الفحم واستخدامه في أغراض المشاريع الكبيرة. وتنقية بعض الفلزات التي تحتاج كربوناً نقياً، وبسبب طول مدة احتراقه تنتج عنه حرارة أكبر وبالتالي فائدة أكبر في التنقية.