“لقد كانت حقائب مليئة بالمجوهرات”.. وثائق تكشف مصير هدايا السعودية لموظفي إدارة أوباما، و”الغارديان” تتساءل: أين هدايا ترمب وفريقه؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/05 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/05 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش

كشفت مذكرات "بن رودس"، كاتب خطابات الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، ونائب مستشاره للأمن القومي، أن الحكومة السعودية أهدت موظفين في البيت الأبيض حقائب مجوهرات، تُقدَّر بعشرات الآلاف من الدولارات، خلال زيارة أجروها رفقة أوباما إلى المملكة، عام 2009.

وذكر بن رودس الواقعةَ في كتابه The World As It Is، الذي نُشِرَ اليوم الثلاثاء 5 يونيو/حزيران، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

ويضيف "رودس" أن المسؤولين الأميركيين نُقِلوا، بعد وصولهم إلى السعودية، بعربة غولف إلى "وحداتٍ سكنية متطابقة وسط الصحراء الشاسعة"، في مجمعٍ سكني مملوك للعائلة المالكة في السعودية.

ويقول: "حين فتحت باب وحدتي السكنية، وجدت حقيبةً كبيرةً بداخلها مجوهرات".

ظن رودس في البداية أن هذه رشوةٌ مُقدَّمة له دون غيره، لأنه كان يكتب حينها "خطاب جامعة القاهرة"، الذي كان من المُقرَّر أن يُوجِّهه أوباما إلى العالم الإسلامي من مصر، في إطار جولته الشرق أوسطية، ولكنه اكتشف أن سائر أعضاء وفد البيت الأبيض قد تلقوا هدايا مشابهة.

تسليم الهدايا وفق القانون

وقال رودس رداً على رسالة بريد إلكتروني من The Guardian: "تلقينا جميعاً حقائب ممتلئة بالمجوهرات، وسلَّمناها جميعاً إلى مكتب البروتوكولات الأميركي الذي يتولى التعامل مع الهدايا، ويتيح المكتب للمسؤولين شراء الهدايا، ولكن نظراً لثمنها، الذي لا أذكره بالضبط، وأعتقد أنه كان عشرات الآلاف من الدولارات، لا أذكر أن أحداً تمكَّن من الاحتفاظ بالهدايا".

وقد سبق أن نقلت وسائل الإعلام أن العاهل السعودي آنذاك، الملك عبدالله، أهدى ميشيل أوباما طاقم مجوهرات من الياقوت والألماس، قيمته 132 ألف دولار أميركي، ويشتمل على قرطين وخاتم وأسورة وعقد.

وبموجب القانون الأميركي سلَّمَت أسرة أوباما هذه الهدية، إلى جانب الهدايا الفخمة الأخرى الممنوحة للرئيس وابنتيه إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية.

وحسب سجلات وزارة الخارجية الأميركية، حصل رودس على إكسسوارات فضية في صورة زرَّين معدنيَّين للأكمام، وساعة نسائية، وأخرى رجالية، وقلم من الفضة، وطاقم مجوهرات من الألماس يشتمل على قرطين وخاتم وأسورة، بقيمة إجمالية قدرها 5405 دولارات تقريباً، ومُنِحَت مجموعات مشابهة من الهدايا، بقيم متفاوتة تصل إلى 9000 دولار، إلى 13 موظفاً آخر من موظفي البيت الأبيض.

أين هدايا ترمب وفريقه؟

كانت أول رحلة خارجية للرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد تقلد منصبه إلى المملكة العربية السعودية، في مايو/أيَّار الماضي، وصحبه فيها وفدٌ كبير ضمَّ زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وكانت الهدية التي منحها الملك سلمان إلى ترمب في العلن هي ميدالية وسلسلة من الذهب.

أما الهدايا التي مُنِحَت إلى عائلة ترمب والوفد المرافق له، بعيداً عن عدسات الكاميرات فلم يُكشَف عنها، كما لم تنشر وحدة هدايا البروتوكولات التابعة لوزارة الخارجية الأميركية سجلاتها الخاصة بعام 2017 بعد، بحسب الصحيفة البريطانية.

لم تسر الأمور في زيارة أوباما الأولى إلى الرياض على ما يُرام، فقد رفضت العائلة المالكة في السعودية استقبال معتقلي غونتاناموا ليتمكَّن الرئيس الأميركي من الوفاء بوعوده لإغلاق المعتقل؛ وكذلك لم تبدِ السعودية أي بادرة سلام مع إسرائيل كما كان يطمح أوباما.

وازدادت علاقات السعودية مع البيت الأبيض في عهد أوباما سوءاً، حين بدأ عام 2015 التفاوض لإبرام اتفاقية بين القوى الكبرى وإيران، تُخفَّف بموجبها العقوبات المفروضة على إيران مقابل إيقاف برنامجها النووي.

إلا أن الرياض عادت لتصبح واحدةً من أوثق حلفاء الإدارة الأميركية في عهد ترمب، وهو أمرٌ تجلَّى في المجاملات المتبادلة بين الطرفين في زيارة ترمب للرياض عام 2017. وكانت السعودية ضمن حفنة من الدول القليلة التي دعمت الشهر الماضي، مايو/أيَّار 2018، قرار ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

 

تحميل المزيد