هل تتناول هذه الفواكه والخضروات التي حظرتها السعودية؟ احذر الأمر جدي فقد تصاب بفيروس “NIPAH” المميت

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/03 الساعة 13:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
من المهم أن نعرف مدة صلاحية الطعام في المجمد - مصدر الصورة: iStock

حظرت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، بشكل مؤقت، استيراد الخضار والفاكهة المجمدة والمصنعة من ولاية "كيرالا" الهندية، اعتباراً من يوم الأحد 3 يونيو/حزيران.

وأوضحت الهيئة في بيان، أن قرار الحظر جاء بناءً على تقارير منظمة الصحة العالمية التي أوضحت أن حالات إصابة بفيروس "نيباه" (NIPAH) سُجّلت في ولاية كيرالا.

وقالت إن المعلومات الأولية تُشير أن العائل الرئيسي لهذا المرض هو خفاش الفاكهة، إذ ينتقل الفيروس من الخفاش إلى الفاكهة التي يتغذى عليها أو يلامسها من خلال الإفرازات المختلفة.

كما تم تسجيل حالات انتقال لهذا المرض بين البشر، وفقاً للمصدر ذاته.

لكن ما هو هذا الفيروس؟

لقي ما لا يقل عن 14 شخصاً مصرعهم بسبب فيروس نيباه مؤخراً في ولاية كيرالا بجنوب الهند، وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية،  ولا تزال العدوى متفشية في ولاية كيرالا، وهناك 16 حالة مؤكدة، و 12 حالة مشتبهاً فيها، و 14 حالة وفاة، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.

تعتبر نيباه مرضاً حيوانياً، بمعنى أنه ينتقل عادةً من الحيوانات إلى البشر، عادةً عند ملامسة البشر للسوائل الجسدية للحيوانات.

ينتقل فيروس نيباه عموماً عن طريق الخفافيش (خاصة الخفافيش الكبيرة)، وفقاً لما قاله ستيفن لوبي، دكتور الأمراض المعدية وأستاذ الطب الجغرافي بجامعة ستانفورد. من غير المألوف رؤية هذا النوع من العدوى في غير الخفافيش، ولا يسبب لها الفيروس المرض.

ومع ذلك، فإن معظم الثدييات الأخرى تعاني من الأعراض إذا كانت مصابة. في البشر، تظهر عدوى نيباه مع أعراض تشمل الحمى، ومشاكل في الجهاز التنفسي، والصداع الشديد، ويمكن أن تؤدي العدوى إلى تلف الدماغ والموت.

هذه أعراض الفيروس

على سبيل المثال، أصيب الناس بفيروس نيباه في بنغلاديش في عام 2004 بعد تناول عصارة نخيل التمر الملوثة بخفافيش الفاكهة المصابة؛ يشرح الدكتور لوبي الأمر قائلاً إن لعاب الخفاش قد وصل إلى العصارة التي استُخرجت من الأشجار، ثم شربها الناس.

ومع ذلك، تم الإبلاغ عن أكثر من 600 حالة انتقال للفيروس من إنسان لآخر بين عامي 1998 و 2015، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وحقيقة انتقال نيباه بين البشر في بعض الحالات الأخيرة تعد أمراً مثيراً للقلق.

يقول خبير الأمراض المعدية، آميش أدالجا، وهو باحث كبير في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، "هذا مثال آخر على تفشي الأمراض المعدية التي ينبغي الانتباه لها". ولكن من المهم أن نشير إلى أن نيباه "لا يمكنه الانتقال بكفاءة" من إنسان إلى آخر. ويؤكد د. كسايزك، وهو أستاذ في أقسام علم الأمراض وعلم الأحياء المجهرية، والمناعة في فرع جامعة تكساس الطبي، لموقع SELF  "إنه ليس معدياً بنفس كيفية حدوث عدوى الأنفلونزا".

لكن حقيقة أن هذا يحدث على الإطلاق تثير القلق بشكل خاص لأن "معظم الأمراض المعدية المدمرة في التاريخ البشري بدأت كعدوى من الحيوانات إلى البشر، ثم اكتسبت القدرة على الانتقال الفعال من شخص لآخر"، وفقاً لما قاله د. يقول لوبي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والحصبة، والسل.

فيروس نيباه مثير للقلق أيضاً لأنه قد يكون مميتاً، وحتى أولئك الذين نجوا من العدوى قد ينتهي بهم المطاف إلى التعامل مع مشكلات صحية طويلة الأمد.

بعد تعرض الشخص لفيروس نيباه، قد يستغرق الأمر ما بين خمسة إلى أربعة عشر يوماً قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). بعد ذلك، قد يصاب الشخص بالحمى والصداع أو أحياناً بمرض تنفسي في الفترة ما بين ثلاثة إلى 14 يوماً، يتبعه النعاس، والارتباك، والارتباك العقلي. يمكن أن تتطور الأعراض إلى غيبوبة وتؤدي إلى التهاب الدماغ.على الرغم من عدم وجود إحصائيات واضحة حول مدى انتشار عدوى فيروس نيباه القاتل، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض يشير إلى أنه خلال تفشي فيروس نيباه بين عامي 1998 و 1999، توفي حوالي 40 بالمائة من الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب الإصابة بعدوى نيباه. يقول وليام شافنر، الحاصل على دكتوراه في الطب، وهو متخصص في الأمراض المعدية وأستاذ في كلية الطب جامعة فاندربيلت، "هذا مرض خطير للغاية. حتى الذين يتمكنون من النجاة من هذا المرض يمكن أن يصابوا بإعاقة طويلة الأمد. إنها عدوى سيئة حقاً".

يعاني بعض المرضى من التشنجات المستمرة وتغيرات الشخصية، كما تقول مراكز السيطرة على الأمراض، وقد عانى بعض المرضى من إعادة تنشيط الفيروس بعد أشهر وحتى سنوات من إصابتهم به.

لا يوجد علاج معروف لهذا الفيروس. يقول الدكتور لوبي، "بمجرد أن يصاب الشخص بالعدوى والأعراض، لا يوجد علاج فعال مثبت". وبالتالي، فإن العلاج الوحيد المتاح هو الرعاية الداعمة، بما في ذلك إعطاء السوائل الوريدية لمنع الجفاف وأدوية مضادة للنوبات الصرعية، كما يقول الدكتور أدالجا.وأضافت منظمة الصحة العالمية فيروس نيباه إلى قائمة "الأمراض ذات الأولوية" في وقت سابق من هذا العام، إلى جانب حالات أكثر شهرة مثل إيبولا وزيكا وسارس. ومع ذلك، لم يكن هناك أي عدوى نيباه في الولايات المتحدة، أو حتى في نصف الكرة الأرضية التي تقع فيها، كما يشير الدكتور شافنر. لذا فإن الخطر الرئيسي الآن على الناس في منطقة كيرالا في الهند أو أولئك الذين يسافرون إلى هناك. إذا كنت مسافراً في المنطقة، ينصح د. كسيازك بالابتعاد عن العصارة التي ارتبطت بفيروس نيباه في الماضي، عدا ذلك لا داعي للقلق.

في نهاية المطاف، يقول الدكتور أدالجا، "هذا الأمر ليس من شأنه أن يثير قلق المواطن الأميركي العادي".

علامات:
تحميل المزيد