حلم الهجرة يتحول إلى فاجعة بسواحل تونس.. انتشال جثت عشرات المهاجرين، وناجٍ يروي تفاصيل ما حدث

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/03 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 16:43 بتوقيت غرينتش
حملات تلقيح في أوروبا تستثني المهاجرين غير الشرعيين/رويترز

تمكنت البحرية التونسية، الأحد 3 يونيو/حزيران 2018، من انتشال 46 جثة لمهاجرين غير شرعيين، وإنقاذ 68 آخرين، إثر غرق قارب كان في طريقه لاجتياز الحدود البحرية للبلاد باتجاه إيطاليا.

وكان بيانٌ صادر عن وزارة الدفاع التونسية قال، إن "الوحدات البحرية العائمة التابعة للحرس الوطني بولاية صفاقس (جنوباً) ووحدات جيش البحر، انتشلت 35 جثة، وأنقذت 68 شخصاً بينهم 7 أجانب".

غير أن وسائل إعلام تونسية أكدت أن الحصيلة ارتفعت إلى 46 جثة إلى حدود الساعة 4 بعد الزوال بتوقيت تونس (3 بتوقيت غرينيتش)، وأضافت ذات المصادر أن وزارة الداخلية ذكرت في بلاغ سابق أنه تم إنقاذ 68 شخصاً، من بينهم 60 تونسياً، و5 من دول إفريقية جنوب الصحراء و2 مغاربة وليبي.

وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن عمليات البحث ما زالت متواصلة من طرف وحدات الحرس الوطني وجيش البحر، بمشاركة طائرة عسكرية وغواصين تابعين للجيش الوطني والحماية المدنية.

وأوضحت وسائل إعلام تونسية، أن تحقيقاً فُتح من أجل معرفة ملابسات "تكوين وفاق بغاية مساعدة الغير على الإبحار خلسة، والناجم عنه الموت"، وذلك على خلفية حادثة غرق مركب المهاجرين غير الشرعيين ليلة السبت-الأحد، في عرض سواحل جزيرة قرقنة، وفق ما صرَّح به الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس لوكالة الأنباء التونسية (وات).

 

 يشار إلى أن الحادث وقع على بعد حوالي 5 أميال بحرية عن جزيرة قرقنة (التابعة لولاية صفاقس)، و16 ميلاً بحرياً عن سواحل مدينة صفاقس. وبحسب مسؤولين أمنيين، فإنَّ سبب غرق المركب الذي كان على متنه ما لا يقل عن 180 شخصاً، بينهم 80 من أصول إفريقية، يتمثل في تسرب المياه.

أحد الناجين يروي تفاصيل الفاجعة

 أحد النّاجين من حادث غرق مركب قرقنة، قال إن المركب أبحر حوالي الساعة التاسعة ليلاً من سواحل سرسينا قرقنة، وعلى متنه 120 مجتازاً، أغلبهم يحملون الجنسية التونسية، وعدد من المهاجرين السريين "الحراقة"، من الجنسية الإفريقية والمغربية والليبية، قدموا إلى تونس منذ فترة قصيرة للعمل.

وأضاف النّاجي من الغرق -رفض الإفصاح عن اسمه- في تصريح لموقع "حقائق أون لاين" التونسي، أن مُنظِّم عملية اجتياز الحدود خلسة تحصَّل على مبلغ قيمته ألف دينار (400 دولار) عن كلِّ مهاجر سري، مؤكداً أن الأخير أحضر مركباً لا يمكنه حمل أكثر من 80 شخصاً على متنه، وتعلَّل بزهد المبلغ الذي تحصَّل عليه، واعداً الجميع بالوصول إلى السواحل الإيطالية دون التّعرض إلى أي خطر، على حدّ قوله.

وقال الناجي من حادث الغرق إن قارباً ثانياً كان على متنه 40 شخصاً (أعمارهم بين 17 و20 سنة) أبحر رفقة مركبهم في الوقت ذاته، ولكنهم كانوا في قارب أكثر أماناً لأنهم دفعوا مبلغ 3 آلاف دينار (1200 دولار) لمنظم العملية، مشيراً إلى أنّه بعد قرابة الساعة من الإبحار ساءت الأحوال الجوية، وارتفعت الأمواج، وبدأت المياه تتسرب إلى القارب.

وأضاف، أن رُبان القارب الذي يُقلّ 40 شخصاً قرَّر العودة إلى سواحل قرقنة وتأجيل "الحرقة"، فيما أكمل الثاني الإبحار، وقد بدأت المياه تتسرب بكميات كبيرة، ومع ذعر "الحراقة" الذين تجمَّعوا في جهة واحدة من المركب انقلب بعرض البحر، على مقربة من المحطة العامة سيرسينا، التابعة لشركة بيتروفاك قرقنة.

وأشار  إلى أن 4 مجموعات أخرى "للحراقة" كانوا سيُبحرون في نفس الليلة إلى السواحل الإيطالية.

وكانت السلطات الإيطاليّة قد أعلنت أن معدلات وصول المهاجرين إلى البلاد عبر البحر من تونس والجزائر، ارتفعت بشكل حاد، وأن عدد القادمين بالقوارب من تونس إلى جزيرة لامبيدوزا، وصقلية الغربية زاد منذ العام الماضي 2017، 3 أضعاف.

علامات:
تحميل المزيد