باريس المحايدة “تقف سرّاً” مع الجنرال الطامح للحكم.. ماكرون وحفتر سيقلبان موازين معركة درنة الشاقة بطائرات تجسس فرنسية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 19:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش

تلقَّى الجنرال خليفة حفتر مساعدةً من فرنسا من شأنها أن تقلب الموازين بمعركته التي يخوضها للسيطرة على مدينة درنة، والمساعدة عبارة عن طائرة استطلاع تشغلها شركة CAE للطيران، التي تعمل أيضاً لصالح جهاز المخابرات الخارجية الفرنسي DGSE.

يقول تقرير لموقع Intelligence Online إن الجنرال حفتر عالق منذ 3 سنوات في مستنقع حصاره لمدينة درنة الساحلية، التي تخضع لسيطرة ائتلاف من الفصائل المناوئة له، إلا أنه  توعد في 10 مايو/أيار  2018، بشن حملة عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة.

حديثه حفتر جاء في اليوم نفسه الذي قامت فيه طائرة Beechcraft 350، التابعة لشركة CAE للطيران، والتي كانت قد وصلت إلى ليبيا قادمةً من مصر، بجولتها الاستطلاعية الأولى فوق المدينة.

ومنذ ذلك الحين وتلك الطائرة مستقرة في قاعدة الخديم العسكرية الجوية إلى جانب طائرة Air Tractor للهجمات الأرضية التي تشغلها القوات الخاصة الإماراتية التي تقدم الدعم للقوات المسلحة الوطنية الليبية التابعة لحفتر (LNA, MC 1233). وانطلقت من هذه القاعدة الجوية لتنفذ عدة جولات استطلاعية فوق درنة، أبرزها في 16 مايو/أيار 2018، وهو اليوم الذي حمى فيه وطيس القتال عقب وصول قوات حفتر إلى الضواحي الجنوبية للمدينة.

تذهب حيثما يبحث حفتر عن موطئ قدم

يضيف تقرير Intelligence Online أن الطائرة قامت أيضاً بعدة جولات أكثر سرّية في منطقة فزان جنوب ليبيا، حيث يحاول حفتر أن يجد لنفسه موطئ قدمٍ عسكرياً، وتظهر محاولاته جليةً في استخدامه الغارات الجوية. وتلعب طائرة CAE Aviation على هاتين الجبهتين دوراً محورياً، بما تقوم به من جمع للمعلومات الاستخباراتية، وربما في بعض الأحيان تحديد الأهداف المحتملة.

مزوّدة بأدوات تجسس وتحدد الأماكن

الطائرة -حسب Intelligence Online- مزودةٌ بكاميرا نهارية وأخرى ليلية، كما أنها مزودةٌ بنطاق كامل من ترددات UFH وVHF وGSM، وكذلك بمعدات اعتراض الاتصالات بالأقمار الاصطناعية ومعدات تحديد الموقع الجغرافي. وتؤكِّد مصادر محلية أن العمليات التي تقوم بها قوات حفتر باتت أكثر دقة في الآونة الأخيرة.

ولا يمكن بأي حال من الأحوال، اعتبار CAE للطيران المشغل الوحيد العامل في المجال الجوي الليبي؛ إذ تستعين أجهزة المخابرات الأميركية بخدمات 6 مقاولين من الباطن في المنطقة، من بينهم L-3 Communications وSierra Nevada Corp (MC 1272)، في حين استدعى الجيش البريطاني DO Systems (MC 1222). وقامت CAE للطيران نفسها بتنفيذ عمليات في ليبيا نيابة عن فرنسا. غير أن نشر طائرة استطلاع بشكل دائم لتقديم الدعم إلى الجنرال حفتر يُظهر أن فرنسا قررت بوضوح، أن تُواصل دعمها للرجل في المنطقة الشرقية.

كل ذلك -وفق الموقع- يتم في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعب دور الوسيط المحايد بتوجيه الدعوة لجميع أطراف الصراع في ليبيا للحضور إلى باريس في 29 من مايو/أيار 2018؛ لمحاولة الوصول إلى استراتيجية للخروج من الأزمة.

 تزايُد الطلب على CAE بشكل غير مسبوق في منطقتي المغرب والساحل

عزَّزَ نشر الطائرة في قاعدة الخادم العسكرية الجوية بليبيا الدور الذي تلعبه CAE للطيران في منطقة شمال إفريقيا، حيث نشرت طائرة أخرى من طائرات الشركة بشكل دائم في تونس لمساعدة الجيش التونسي على تحديد مواقع المجموعات المسلحة السرية في أنحاء البلاد كافة وطردها من البلاد.

وتسدد فرنسا تكاليف هذه المهمة بشكل مباشر، في الوقت الذي تنتظر فيه تونس للحصول على طائرات التجسس الخاصة بها. وتشارك CAE للطيران أيضاً في عمليات الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) على الساحل الليبي. وتنفذ بجانب مشغلين آخرين من القطاع الخاص، دوريات جوية هدفها التعرف على القوارب المحملة بالمهاجرين التي تغادر ليبيا متجهة إلى أوروبا. وتنشط الشركة، التي لها باعٌ طويل في العمل لصالح وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية ووكالة الاستخبارات العسكرية الفرنسية DRM، في شريط الساحل والصحراء، حيث تقدم الدعم لعملية برخان العسكرية.

حفتر وحصار درنة

والخميس 31 مايو/أيار 2018، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن القتال في مدينة درنة الليبية تصاعد وبلغ مستويات لم يسبق لها مثيل، مع غارات جوية وقصف لمناطق سكنية واشتباكات ضارية على الأرض.

وأضاف المكتب في تقرير أن هناك نقصا حادا في المياه والطعام والدواء، وأن الكهرباء والمياه مقطوعتان بالكامل عن سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 125 ألفا.

وتحاصر قوات حفتر مدينة درنة الواقعة في الشرق منذ يوليو تموز 2017. ويعارض القائد حفتر الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها في غرب البلاد.

وتحاول قوات حفتر انتزاع المدينة من تحالف يضم مقاتلين محليين يطلق عليهم قوة حماية درنة.

وألقى هجوم قوات حفتر خلال الأيام القليلة الماضية بظلاله على محادثات رفيعة المستوى جرت في باريس يوم الثلاثاء سعت للخروج بخطة لانتشال ليبيا من الاضطرابات وحددت هدفا لإجراء الانتخابات في ديسمبر كانون الأول.

 ويقول أتباع حفتر إنهم يستهدفون متشددين بينهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة. ويتهمه منتقدون بوصف كل معارضيه بأنهم "إرهابيون" في إطار سعيه للسيطرة على المدينة الوحيدة في شرق ليبياخارج سيطرة الجيش الوطني الليبي.

واقتصرت حملة حفتر إلى حد كبير على ضربات جوية وقصف متفرق حتى الشهر الجاري. وقالت الأمم المتحدة إن قصفا عشوائيا أدى لمقتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم طفلان منذ 22 من مايو أيار.

وقالت الأمم المتحدة إن درنة لم تشهد دخول أي مساعدات منذ منتصف مارس آذار، فيما عدا مواد تستخدم في الغسيل الكلوي وأدوية دخلت في وقت سابق هذا الأسبوع.

ونفذت مصر، التي تدعم حفتر أيضا ضربات جوية في درنة مستهدفة ما قالت إنه معسكرات تدريب ترسل متشددين إلى مصر لشن هجمات.

وبشكل منفصل، قالت كتيبة لحفتر إنها صدت هجوما في ساعة مبكرة من صباح الخميس على مواقعها في قاعدة تمنهنت الجوية بصحراء وسط ليبيا. وتسيطر الكتيبة على القاعدة منذ مايو أيار من العام الماضي.

علامات:
تحميل المزيد