أرادت جذب قلوب النساء العرب وعقولهن وأموالهن في 22 دولة.. مجلة Vogue Arabia: سنتان من العمر والكثير من الجدل

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/03 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش

تستعد مجلة Vogue Arabia لإكمال سنتين من الإصدار، بعد أن كانت قد أُطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 من مقرها الرئيسي في دبي بعدد موظفين لا يتجاوز 25 شخصاً. غير أن هذه المجلة التي لم تكمل عامها الثاني، خلقت الكثير من الجدل.

وحسب صحيفة The New York Times الأميركية، كانت المجلة واحدةً من سلسلة الترويج للأسواق الأجنبية الجديدة والمربحة، تلك السلسلة التي تطلقها دار نشر Condé Nast، وطرح العنوان الجديد كمجهود ثنائي اللغة، ورقمي في المقام الأول، لجذب قلوب النساء وعقولهن وأموالهن في 22 دولة من الدول المشتركة في منظمة جامعة الدول العربية. وتحظى السعودية بأكبر قاعدة من القراء، حسبما صرَّحَت مجلة Vogue Arabia.

إقالة أميرة وإثارة غضب بسبب صورة

وأوضحت الصحيفة أن محتوى المجلة يتنوع من صور لمصممي الأزياء البسطاء ومقالات حول كيفية تسريح الشعر تحت الحجاب، إلى مقالات جديدة تدور حول الأحداث المحلية مثل أسبوع الموضة الأول في المملكة العربية السعودية، وقد بذلت المجلة مجهوداً من أجل ربط ساحة الموضة الإسلامية المزدهرة وتعزيزها، فضلاً عن ساحة الموضة الغربية.

منذ فترة والمجلات الرائدة بأميركا الشمالية وأوروبا تخلط بين محتوى الموضة ونمط الحياة، مع محادثات شاملة حول القضايا الاجتماعية والسياسية. وكان العدد الذي أصدرته Vogue Arabia، في يونيو/حزيران، بمثابة أولى خطواتها في مثل ذلك الميدان.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه بعد إصدار عددين مطبوعين تحت إشراف رئيسة التحرير الأميرة السعودية دينا الجهني عبد العزيز، أُقيلت الأميرة، وتولى منصبها بشكل مفاجئ أحد الموظفين الرجال ذوي الخبرة بدار Condé Nast، وهو مانويل أرنو.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، اشتعلت موجةٌ من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما اختيرت عارضتا الأزياء جيجي وبيلا حديد كنجمتين على الغلاف لعدد شهر سبتمبر/أيلول الافتتاحي (وهو الأهم في التقويم السنوي للمجلة)، بدلاً من المشاهير في العالم العربي.

 

 

صورة أميرة على الغلاف تثير الجدل

عادت المجلة، من خلال غلافها لعدد شهر يونيو/حزيران 2018، لإثارة الجدل مرة أخرى، حيث عرض الغلاف صورة أميرة سعودية في مقعد قيادة سيارة متوقفة بالصحراء.

وبالنسبة لصحيفة The New York Times الأميركية، تكمن المشكلة بالنسبة للبعض في المرأة التي قرَّرَت المجلة وضعها بمقعد القيادة في العدد "الذي يحتفل بنساء المملكة وإنجازاتهن واسعة النطاق".

وتجلس الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود، إحدى بنات الملك عبد الله العشرين، خلف عجلة القيادة، بينما تقول الصحيفة الأميركية: "تقبع خلف القضبان بعض الناشطات البارزات اللاتي ناضلن من أجل حقوق المرأة السعودية في القيادة".

إذ أُلقي القبض في منتصف شهر مايو/أيار 2018، على 11 ناشطة على الأقل، صنَّفَتهن الحكومة السعودية على أنهن "خونة"، وفوجئ الكثيرون بتلك الخطوة؛ لأنها جاءت قبل أسابيع فقط من التنفيذ الفعلي لقرار السماح للنساء بالقيادة. وأُطلِقَ سراح البعض، ولكن لا تزال أخريات معتقلات.

وكان وليُّ العهد، محمد بن سلمان، قد أعلن في سبتمبر/أيلول 2017، أن الأمة المعروفة بتحفُّظها كانت ترفع الحظر عن السائقات كجزءٍ من جهود الإصلاح. ولطالما عانت النساء السعوديات التقييد في معظم جوانب الحياة العامة، بدءاً مما يمكن ارتداؤه وصولاً إلى أين يمكن أن يسافرن، ويعود السبب جزئياً إلى قوانين الوصاية الصارمة في البلاد.

في 24 يونيو/حزيران 2018، سيُسمَح للمرأة السعودية بالقيادة لأول مرة. لكن، يقول النقاد إن غلاف مجلة Vogue فشل في تسليط الضوء على النساء السعوديات اللاتي أسهمت فعاليتهن في جذب الانتباه الدولي إلى تلك القضية ويتعرَّضن للاضطهاد حالياً.

كما أبرز العدد منال الشريف، إحدى الناشطات السعوديات اللاتي شاركن في احتجاجات عام 2011 ضد القيود المفروضة واعتُقِلَت فيما بعد بسبب ذلك، ولكن العدد لم يشر إلى حملة الاعتقالات الأخيرة.

كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الغلاف؟

جاء رد فعل مستخدمي تويتر سريعاً؛ إذ دعوا مجلة Vogue Arabia إلى ما اعتبره البعض إغفالاً. وكتبت إحدى السيدات على تويتر: "مهلاً Vogue Arabia، أتعلمون من يجب الاحتفال بهم؟ إنهن الناشطات المعتقلات من أجل الدفاع عن حقوقهن بالسعودية، بما في ذلك حق القيادة".

 

وكتبت أخرى على حسابها: "نأمل أن تتحلى Vogue Arabiya بالجرأة على كتابة عنوان ونشر صورة للناشطات على غلافها، اللاتي اعتُقِلن بسبب المطالبة بقيادة السيارات وكذلك لمطالباتهن الأخرى بخصوص حقوق المرأة أيضاً.

وأعرب آخرون عن دعمهم مجلة Vogue Arabia، ومن ضمنهم منال الشريف التي ظهرت فيها. وأعربت عن سعادتها بـ"الاحتفال بنساء بلادها"، لكنها حثَّت القراء على عدم نسيان الناشطات المعتقلات.

كتبت منال الشريف على حسابها في تويتر: "إن عدد Voague Arabia لشهر يونيو/حزيران 2018 مكرَّس للمرأة السعودية.. لم أنفِّذ مهمتي بعد، ولكنني سعيدة بأن المرأة تتوَّج في بلادي. ولكن دعونا لا ننس الأبطال الحقيقيين @azizayousef @Saudiwoman @LoujainHathloul".

بعض المتحفِّظين يخشون التغيير

وفي مقابلةٍ أجراها أرنو مع الأميرة هيفاء، تستَّرَت الأميرة على الروايات المتضاربة في البلاد وتجنَّبت الحديث عن أي شيءٍ يمكن اعتباره انتقادياً للحكومة. فقد حكم والدها البلاد منذ عام 2005 حتى وفاته عام 2015.

وصرَّحَت للمجلة: "يوجد في بلادنا بعض المُتحفِّظين الذين يخشون التغيير. وبالنسبة للكثيرين، فإن هذا هو كل ما يمكن أن يعرفوه. ولكنني أدعم تلك التغييرات شخصياً بكل حماسة".

وكان أفرادٌ من عائلة الأميرة قد احتُجِزوا بقرارٍ من وليِّ العهد؛ إذ احتُجِزَ 14 أخاً لها من والدها عام 2017 في فندق ريتز كارلتون بالرياض فيما أطلقت عليه الحكومة حملةً لمكافحة الفساد. واستنكر النقاد تلك الخطوة واعتبروها انتزاعاً للأموال، وقال شركاء أبناء الملك عبد الله إن الحكومة تسعى للاستيلاء على الثروة التي تعتبرها ميراثاً لها.

وفي خطاب رئيس التحرير، أشاد أرنو بـ"التغييرات المثيرة والتقدُّمية التي من شأنها تغيير حال المملكة ومنطقتنا عن طريق انتقال التأثير وانتشاره"، ولكنه لم يذكر الناشطات المعتقلات للمطالبة بحق القيادة.

وفي بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، قال: "إن المبادرة بنقاشاتٍ صحية حول موضوعات ذات مغزى هي أولوية بالنسبة لنا؛ ومن ثم قرَّرَنا تأكيد ذلك من خلال صورة رمزية وقوية تحقق الغرض منها تماماً: توجيه الأنظار إلى المنطقة ودور المرأة في المجتمع السعودي". وقال أرنو إن المنشور شهد "تدفُّق موجة من الشعور الإيجابي" من المنطقة.

وأضاف: "بوجه عام، أعتقد جازماً أننا أنجزنا مهمتنا: أصبحت المملكة العربية السعودية ونساؤها وقضاياها تُناقش على نطاقٍ واسعٍ في العالم. إنها لحظةٌ لا تُصدَّق بالنسبة للمنطقة، التي طرأت عليها تغييرات وتعديلات جذرية، وأنا فخورٌ بأن Vogue Arabia تتمتَّع بصوتٍ مؤثر في تلك المناقشة".

علامات:
تحميل المزيد