كشفت النائبة البرلمانية، إيزابيل سالود، عن تجمُّع اليسار الإسباني، معطيات صادمة بخصوص وضعيات العاملات المغربيات في حقول الفراولة بمنطقة هويلفا جنوب إسبانيا، ووجَّهت النائبة رسالة عاجلة إلى الحكومة الإسبانية بشأن فتح تحقيق في الوضع المأساوي الذي تعيشه العاملات.
وذكر موقع contrainformacion الإسباني الخميس 31 مايو/أيار 2018، أن الرسالة التي وجهتها النائبة لحكومة ماريانو راخوي، كشفت عن ارتفاع "خطير" في عدد النساء اللاتي تعرضن للإجهاض بصفوف العاملات المغربيات في حقول الفراولة، وأوضحت أنه سُجِّل سنة 2016، 185 حالة إجهاض بمنطقة هويلفا، "90 في المائة من الحالات تعود لنساء يعملن بشكل مؤقت في حقول الفراولة".
إجهاض نتيجة الاستغلال الجنسي
وأشارت إيزابيل سالود إلى الاستغلال الجنسي الذي تتعرض له العاملات في تلك الحقول الإسبانية، وهو ما تنجم عنه حالات حمل تضطر عاملات الحقول الموسميات إلى اللجوء إلى الإجهاض. وهي الاتهامات التي سبق أن كشفتها وسائل إعلام إسبانية الأسبوع الماضي، بناء على شهادات لـ4 عاملات مغربيات، أكدن أن الاعتداء الذي يتعرضن له وصل لحد القتل.
?@Saludisabel pregunta al Gobierno en el Congreso si investiga ya la "explotación laboral y sexual de trabajadoras inmigrantes en el campo onubense"https://t.co/m8otUdW8Bc pic.twitter.com/H1yG1xI3jd
— Ezker Anitza-IU? (@EzkerAnitzaIU) May 30, 2018
وأوقفت الشرطة الإسبانية مواطناً إسبانيّاً، يعمل مشرفاً على أحد الحقول، قبل أن تقرر النيابة العامة الإسبانية متابعته في حالة سراح، وأشارت صحيفة elperiodico الإسبانية إلى أن الأمر يتعلق بالشخص الذي ورد اسمه على لسان المغربيات الأربع اللاتي كشفت ما تتعرض له العاملات المغربيات بحقول الفراولة بإسبانيا.
وكانت وسائل إعلام إسبانية قد كشفت الأسبوع الماضي عن فتح المدعي العام بإسبانيا تحقيقاً عاجلاً بخصوص مزاعم عن استغلال جنسي لمغربيات، يعملن بشكل مؤقت في حقول الفراولة، من طرف شخص إسباني، يعمل مديراً لإحدى الضيعات بمدينة هويلفا جنوب إسبانيا.
وحسب صحيفة El espanol الإسبانية، التي نشرت تحقيقاً حول الموضوع بداية الأسبوع الحالي، فإن السلطات الإسبانية باشرت إجراءات التحقيق ضد الاستغلال الجنسي للعمال الموسميين المغاربة، بعد تلقِّي مكتب المدعي العام شكوى من المديرية العامة لسياسات الهجرة التابعة لمجلس الأندلس، وزادت أن "القضاء توصل بمعطيات وبيانات في الملف، تسلَّمها من المنظمات غير الحكومية التي تشتغل على قضايا المهاجرين".
المغرب يفتح تحقيقاً بعد أن كذَّب
من جهتها، أعلنت الحكومة المغربية، الخميس 31 مايو/أيار 2018، أنها تتابع باهتمامٍ تحقيقات فتحها القضاء الإسباني بخصوص الاشتباه في الاستغلال الجنسي لعاملات مغربيات بحقول الفراولة جنوب إسبانيا.
وقال مصطفى الخلفي، الناطق باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي عقده بالرباط: "بخصوص ما أثير حول العاملات المغربيات في إسبانيا، هنالك متابعة دقيقة للموضوع من الحكومة، بما يحقق الإنصاف وصيانة الكرامة، ويضمن الوفاء بالحقوق المنصوص عليها في القوانين الدولية".
وأضاف الخلفي أن "كرامة المرأة المغربية خط أحمر، وأي شكل من أشكال الاستغلال لهؤلاء النسوة لا يمكن القبول به أو التسامح معه". وشدد على أن الدفاع عنهن مسؤولية الحكومة. وأشار إلى أن الحكومة المغربية وقبل أن يتم فتح تحقيق قضائي في الموضوع من القضاء الإسباني، "تفاعلت مع القضية ودعت إلى القيام بتحقيق حولها بمشاركة البرلمان".
وأوضح أن الحكومة تقوم بتواصل مكثف مع الطرف الإسباني حول القضية؛ لأنها "تهم الرأي العام وليست بسيطة".
وبحسب وزارة الشغل المغربية، فإن "عدد العاملات المغربيات الموسميات في الحقول الزراعية بإسبانيا ارتفع لما يزيد على 15 ألف عاملة، وهو رقم مرشح للتزايد في السنوات المقبلة بضمانات وشروط النجاح كافة، وحرص الطرف الإسباني كذلك على ما أبرزته العاملات المغربيات من جدية في العمل".