اجتماع وزراء خارجية ومديري مخابرات مصر والأردن وفلسطين لا يتعلَّق فقط بغزة.. بديل أبو مازن على أجندة المجتمعين بالقاهرة

استطاعت "عربي بوست" من خلال مصادر مطلعة الحصول على أجندة الاجتماع السداسي المزمع عقده اليوم، والتي تتمحور حول نقطتين أساسيتين؛ غزة وبديل أبو مازن

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/31 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/31 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش

يلتقي عصر الخميس 31 مايو/أيار، بقصر التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة، وزراء خارجية، ورؤساء مخابرات كل من مصر والأردن وفلسطين.

الظاهر في الموضوع أن الاجتماع يأتي لمناقشة التطورات الأخيرة الخاصة بالتصعيد بين كل من إسرائيل وقطاع غزة، لكن يبدو أن هذا ليس هو أهم ما سيتم تداوله على طاولة الاجتماع.

مصادر مطلعة قالت لـ"عربي بوست" إن أجندة الاجتماع السداسي المزمع عقده اليوم، تتمحور حول نقطتين أساسيتين؛ غزة وبديل أبو مازن.

اجتماع اليوم الساعي للوصول إلى اتفاق مبدئي على بديل أبومازن، يتم برعاية سعودية، على حد تعبير المصدر الذي تحفظ على ذكر إسمه، والذي قال إن مندوبين للرياض وأبو ظبي ربما ينضمان لاحقاً إلى الإجتماع الذي لن يكون الأخير

ماذا بعد رحيل أبو مازن

النقطة الأساسية في جدول أعمال الاجتماع هي مناقشة ترتيبات الوضع في فلسطين حال رحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.

وغادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ظهر الإثنين 28 مايو/أيار 2018، المستشفى في رام الله، بعد ثمانية أيام من إدخاله إليه، ما أثار تكهنات حول مستقبله وخلافته. وخرج عباس (83 عاماً) ماشياً من المستشفى، حيث كان يعالج من التهاب في الرئة، حسب الرئاسة الفلسطينية.

ومع تدهور الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني، محمود عباس (82 عاماً)، في الآونة الأخيرة، بدأ الحديث خاصة في الأوساط العربية والإسرائيلية يزداد بشأن من سيكون خلفاً له، وعن تدخلات دول بالمنطقة وخارجها، وخصوصاً إسرائيل ومصر والولايات المتحدة، في رسم ملامح المرحلة المقبلة، والتحرك سريعاً للبحث عن خليفة تنتقل له السلطة بسلاسة.

وطبقاً للمصدر المطلع، فإن هناك اسمين مطروحين سيتم التشاور حولهما في القاهرة خلال الاجتماع؛ محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح والذي يحظى بتأييد قوي من الإمارات، وماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية الحالي والذي يحظى بدعم أميركي.

مشكلة دحلان

الإشكالية التي تواجه المجتمعين هي أن دحلان مقبول خارجياً، بل ومدعوم سياسياً من السعودية والإمارات ومصر، لكنه مرفوض داخلياً، وتصدره للمشهد سيسبب انقسامات داخلية سوف تنعكس سلباً على الوضع في غزة.

محمد دحلان هو القيادي المفصول من حركة فتح، الذي تصدّر اسمه عناوين العديد من الصحف العربية والعالمية لعدة أشهر، حول علاقاته وأدواره الإقليمية الواسعة، وخلافاته الحادة مع عبّاس، ووجود رغبة لدى مصر والإمارات في استبدال الأخير به.

إلا أن لدحلان في أروقة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العديد من الخصوم والمناهضين لفكرة توليه الرئاسة، خصوصاً من قبل عباس شخصياً، وقيادات أخرى تنافس أيضاً على المنصب، علاوة على رفضه شعبياً في الضفة الغربية خصوصاً، بحسب إحصاء أجري نهاية العام الماضي.

وبرز دحلان مؤخراً في مشهد الخلاف الحاد بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في غزة، إذ تواردت أنباء بسعيه لعقد اتفاق مع الحركة في إطار إقليمي، وهو ما حرك المياه الراكدة بين عبّاس وحماس، وسرع خطوات إجراء مصالحة، سعياً من الرئيس، بحسب مراقبين، لتفويت هذه الفرصة على دحلان.

فرج المقرب من أميركا

وعلى الجانب الآخر، فإن ماجد فرج مقبول، بل مدعوم من الولايات المتحدة التي تعتبره سبب نجاح "التنسيق الأمني بين المخابرات الفلسطينية والموساد الإسرائيلي". وقد اعترف الرجل صراحه بذلك في حديثه مع مجلة "ديفنس نيوز" الأميركية، قائلاً إن جهازه الاستخباراتي نجح في إحباط 200 عملية خلال "انتفاضة القدس"، التي انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

ورغم الدعم الأميركي فإن إشكالية فرج تكمن في أنه بالنسبة للكثيرين في الداخل هو رجل الظل. نعم هو ابن شهيد، ونعم أمضى فترة في سجون إسرائيل، إلا أنه وجه غير معروف. وحين بدأ يلمع، ارتبط بالتنسيق الأمني مع إسرائيل.

تل أبيب تؤيد تسمية فرج، وتحظى في ذلك بدعم أميركي، بالرغم من المؤشرات إلى ميل الداخل الفتحاوي إلى نائب عباس في قيادة الحركة، محمود العالول.

ويستشهد تقرير إسرائيلي بعلاقات فرج القوية مع السلطات الإسرائيلية في الضفة، والتنسيق شبه الدائم والمباشر بين الجانبين، خصوصاً مع العلم أنه يتقن اللغة العبرية بشكل جيد. كما يتمتع الرجل بسجل جيد لدى واشنطن، خصوصاً لدوره في إلقاء القبض على "أبو أنس الليبي"، عام 2013، المتهم بتفجير السفارة الأميركية لدى ليبيا عام 1998.

تحميل المزيد