نعم انبطح عناصر من قوات الأسد تحت أقدام الروس في دمشق.. لكن مهلاً هذه ليست المرة الأولى!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/29 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/29 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش

انتشرت صور الشرطة الروسية وهي تُلقي القبض على عناصر من قوات النظام السوري، على الشبكات الاجتماعية، ولفت ناشطون سوريون إلى أن ما حدث ليس هو المرة الأولى التي يتم فيها إمساك قوات تابعة للجيش السوري وهي تقوم بعمليات "التعفيش"، بل حصلت العام الماضي في حلب أيضاً.

وبدأت القصة، عندما أمسكت الشرطة العسكرية الروسية  بمجموعة من قوات النظام في حي "ببيلا" جنوبي العاصمة دمشق، يوم السبت الماضي، بعد خروج المعارضة السورية منه، نتيجة الاتفاق الموقَّع مع موسكو حول ذلك.

وأظهرت الصور، قيام العناصر الروسية بإجبار قوات النظام على الانبطاح أرضاً.

ووفق شهود عيان من المنطقة لـ "عربي بوست"، فإن عناصر الجيش السوري كانوا يستقلون سيارتين، أحدهما محملة بأدوات كهربائية، والثانية محملة بمادتي الحديد والألومنيوم.

وفي أول رد على الحادثة رفض ضباط النظام الاعتراف بانتماء العناصر إلى قواتهم. وقال مصدر عسكري لوكالة "سانا" الموالية للنظام، إن "الأشخاص الذين ظهروا في صور وفيديوهات أثناء إلقاء القبض عليهم، لقيامهم بالسرقة في إحدى المناطق المحررة، ليسوا جنوداً في الجيش العربي السوري، وهم مطلوبون للأجهزة الأمنية".

ولكن هذا ما نفاه ناشطون ممن تعرفوا على صور بعض هؤلاء الشباب، وهم بالفعل مقاتلون في صفوف الجيش، وتحديداً من كتيبة تابعة لشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، التي بسطت سيطرتها على تلك المنطقة بعد خروج مسلحي المعارضة منها.

إضافة إلى أنهم يرتدون ملابس عسكرية.

ونشرت في وقت لاحق صفحة  حميميم العسكرية المعروفة بمتابعة أخبار القوات الروسية في سوريا، ويديرها روس في الداخل السوري، نشرت تعليقاً عم حصل تؤكد هي الأخرى انتهاك قوات تابعة للنظام الاتفاق 

قالت فيه "بكل تأكيد القوات الروسية لا تسمح بحدوث انتهاكات في المناطق التي تم تحريرها بمشاركتنا، وقد تم إلقاء القبض على عناصر تتبع لإحدى الفرق القتالية البرية تنتهك القانون في مناطق جنوب العاصمة دمشق."

ليست المرة الأولى

ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تُلقي فيها الشرطة الروسية القبض على قوات للنظام، بعد قيامهم بعمليات "التعفيش"، حيث كانت قد أمسكت بثلاثة عناصر آخرين وهم يسرقون محتويات البيوت في أحياء حلب القديمة، بعد خروج قوات المعارضة السورية منها، في شهر فبراير/شباط من عام 2017، ولم تورد وقتها "شبكة أخبار حي الزهراء" بحلب، الموالية للنظام، أيَّ تفاصيل إضافية عن الحادثة.

وقال فارس الشيخ، وهو أحد الجنود المنشقِّين عن النظام، إن ما حدث "يُظهر كيف تحوَّل الجيش العربي السوري إلى ميليشيات مهمّتها السرقة وارتكاب الجرائم"، وأضاف أن هذا يحدث في جميع المناطق التي يستعيدها النظام من معارضيه.

مقابل معاشاتهم

وأشار الشيخ إلى أن النظام السوري عمل على تشكيل مجموعات رديفة للجيش السوري، بعد انشقاق عشرات الآلاف عنه، تحت اسم "قوات الدفاع الوطني"، وأضاف أن العناصر المنتمين إلى تلك المجموعات لا تأخذ أي معاش أو مقابل شهري، وبيَّن أن هناك اتفاقاً بين الطرفين، أنه يحق لتلك العناصر سرقة كافة المناطق التي تتم استعادتها من قوات المعارضة السورية، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لكسب رواتبهم هي "التعفيش".

ولفت إلى أن النظام بحاجة لتلك القوات الرديفة للأعمال القتالية، ولا يستطيع التخلي عنها، على الرغم من السخط الكبير ضدها.

ونقل ناشطون من مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق، صوراً توضح عمليات "التعفيش" التي تحدث هناك، ومنعت قوات النظام الموجودة على أطراف المخيم، الإثنين، دخول السكان إلى المخيم لتفقد أملاكهم.

 

توزيع المسروقات

فيما بيّن خالد، وهو أحد سكان مدينة دمشق، أن عمليات "التعفيش" أمر ليس مخفياً، وهو يحدث بشكل علني، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأسواق لبيع المسروقات المنتشرة داخل المدن التي يسيطر عليها النظام بشكل كامل.

وأضاف أن "عناصر الدفاع الوطني" مقسمون، وكل قسم منهم مختص بسرقة أمر معين، ومنها (مفروشات، أدوات كهربائية، أدوات منزلية)، منوّهاً إلى أن هناك مجموعة مختصة بسرقة النحاس من أشرطة الكهرباء الموجودة داخل الأرض أو في حوائط المنازل والأبنية، ليتم نقلها إلى حلب وبيعها للمعامل هناك.

تحميل المزيد