العصا للأسد والجزرة لروسيا.. أنباء عن طرد السوريين للميليشيات الإيرانية من مطاراتهم.. يبدو أن خطة الوقيعة الإسرائيلية تتقدم!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/29 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/29 الساعة 19:18 بتوقيت غرينتش

فيما تحاول إسرائيل إقناع روسيا بأن وجود الإيرانيين في سوريا في غير صالحها، يبدو أنها لم تنجح في ذلك فقط، بل حتى النظام السوري بدأ يستجيب لضغوطها وينأى بنفسه عن حلفائه الإيرانيين.

وذكر أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، الإثنين 28 مايو/أيار 2018، أن تفاؤل إسرائيل يتزايد بقدرتها على طرد إيران من سوريا، بينما تجد روسيا أن وجود إيران قد يهدد مصالحها، حسبما نقل عنه تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية.

 وقال شجاي تسوريل، مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، إنه يعتقد أن روسيا قد أدركت أن القتال بين إيران وإسرائيل قد يقوّض المكاسب التي حققتها موسكو خلال الحرب الأهلية السورية.

 وأضاف تسوريل: "أرى أن الروس يهتمون بترسيخ إنجازاتهم في سوريا. وأعتقد أنهم يتفهّمون أنه في حالة استمرار المسار الحالي للإيرانيين، فإن ذلك سيؤدي إلى التصعيد ويفسد خططهم نهائياً".

الأمر لم يحدث طواعية.. اليد الإسرائيلية والأميركية خلقت هذا التوتر بين الحلفاء

وكثيراً ما ذكرت إسرائيل أنها لن تسمح لإيران بتوطيد وجودها العسكري الدائم في سوريا، وترى أن حليف إيران، روسيا هي التي تستطيع منع ذلك.

وقامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ ضربات جوية مكثفة ضد أهداف إيرانية في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، وألحقت خلال ذلك خسائر فادحة بالدفاعات الجوية لنظام الأسد.

وذكر تسوريل أنه يعتقد أن الضربات الجوية -بالإضافة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني وعدم التوافق الاقتصادي مع إيران- أثارت التوتر بين إيران وحليفيها الروسي والسوري.

وقال: "أعتقد أنها لحظة مفعمة بالفرص، حسب تعبيره، وأرى أن الموقف الذي نواجهه حالياً يعد لحظة مناسبة لمحاولة تغيير الوضع الاستراتيجي".

لماذا تريد القوات الجوية السورية طرد الإيرانيين؟.. فتِّش عن إسرائيل أيضاً

وفِي حين يسعى الإسرائيليون لإقناع الروس بإخراج الإيرانيين، فيبدو أنهم يستخدمون العصا الغليظة لتوصيل الرسالة ذاتها للرئيس السوري بشار الأسد.

وفي أعقاب التصعيد الصاروخي بين إسرائيل وإيران في سوريا، في مطلع هذا الشهر، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الرئيس السوري بشار الأسد إلى إبعاد القوات الإيرانية عن سوريا، وتحديداً فيلق القدس وقائده قاسم سليماني.

ويتزامن تفاؤل المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي بشأن نجاح الخطط الإسرائيلية للوقيعة بين الإيرانيين وحلفائهم السوريين والروس، مع ظهور تقارير غير مؤكدة حول قيام القوات الجوية للنظام السوري بمحاولة طرد القوات الإيرانية من قواعدها الجوية، نظراً لكونها هدفاً دائماً للهجمات الإسرائيلية.

وذكرت قناة زمان الوصل السورية المعارضة، أن قادة القوات الجوية السورية كانوا يحاولون طرد القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله من قواعدها الجوية، من أجل محاولة حماية المواقع من الضربات الجوية الإسرائيلية.

وفِي كل الأحوال لقد أصبح التصدع المحتمل في العلاقات الروسية الإيرانية واضحاً خلال الأسابيع الأخيرة.

ماذا كان يقصد بوتين عندما قال على الجميع مغادرة سوريا؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد قال في منتصف مايو/أيار 2018، إن جميع القوات الأجنبية سوف تغادر سوريا بمجرد سيطرة نظام الأسد بالكامل على أرجاء البلاد.

ويبدو أن هذا التصريح أغضب إيران. ورداً على ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "لا أحد يستطيع أن يفرض رأياً على إيران، لأن لها سياساتها المستقلة".

وبعد ذلك بأيام، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم الإثنين 28 مايو/أيار، أيضاً، إن قوات النظام السوري وحدها هي التي يتعين أن تتمركز على الحدود الجنوبية لسوريا، ما يعني أنه ينبغي عدم السماح لإيران أو حزب الله بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية.

خطة إسرائيل لطرد الإيرانيين تعتمد على الإقناع والتهديد بالنزاع

ويبدو أن هذا التعليق يمثل انتصاراً صغيراً آخر لإسرائيل، التي طالما ما طالبت روسيا بالحد من الوجود الإيراني في أنحاء سوريا، وخاصةً في الجنوب بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

 وذكر مايكل هوروفيتز، كبير المحللين بشركة لوبيك الاستشارية، أن إسرائيل كانت تحاول منذ وقت طويل تحذير روسيا من مخاطر الوجود الإيراني في سوريا، ولكنها اكتسبت زخماً خلال الفترة الأخيرة فقط.

وقال هوروفيتز: "تمثلت استراتيجية إسرائيل دائماً في إقناع روسيا أنها ستخسر الكثير ما لم تفعل شيئاً حيال إيران. وكنت سأخبركم منذ أسابيع قليلة أنهم يفعلون ذلك عبثاً ودون جدوى، وأن روسيا لم تتفهم أو تبالي. ومع ذلك، تغير الحال نظراً لأن الاستراتيجية التصعيدية للضربات الإسرائيلية في سوريا تهدد بالفعل بإثارة النزاع".

ولكن على إسرائيل ألا تتحمس كثيراً، فالروس والسوريون ما زالوا يحتاجون للقوات الإيرانية وهم أيضاً لا يعلمون كيف يطردونها؟

لكن التحول الأخير لا يعني أن إسرائيل تحقق بالضرورة هدفها المتمثل في طرد إيران من سوريا، حسب هوروفيتز.

الذي يقول "لا يعني ذلك أن إسرائيل قد انتصرت، ولكنه يعني أن الديناميكيات قد تغيرت للمرة الأولى".

وحتى إذا ما اعتقدت روسيا والنظام السوري أن الوجود الإيراني يكلف ثمناً باهظاً، فليس واضحاً كيف يمكن طرد القوات الإيرانية وحلفائها من الميليشيات الشيعية من سوريا.

 واستثمرت إيران بشدة في دعم نظام الأسد، خلال سنوات القتال، ومن غير المحتمل أن تتخلَّى عن وجودها بسهولة. ولا تزال قوات الأسد المتهالكة تعتمد اعتماداً كبيراً على الميليشيات الخاضعة لسيطرة إيران، خلال محاولتها السيطرة على الأراضي المتبقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا.

وقال تسوريل: "لا يزال يحتاج الأسد والروس إلى الميليشيات الشيعية لمساعدتهم على إنهاء ما بدأوه في سوريا. وينبغي أن يوضع ذلك في الاعتبار، كما توجد قضية التوقيت هنا. ومع ذلك، لا يتغيّر رأيي في أن الفرصة سانحة في الوقت الحالي".

الولايات المتحدة منزعجة بشدة هذه المرة

الولايات المتحدة من جانبها أعربت عن انزعاجها خلال عطلة نهاية الأسبوع من حشد قوات النظام السوري للهجوم على منطقة خاضعة للمعارضة جنوب غربي البلاد، بالقرب من الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وتعد المنطقة جزءاً من منطقة "التهدئة" حيث يُفترض أن تلتزم قوات الأسد ومقاتلو المعارضة بوقف إطلاق النار. وقد تم الاتفاق على مناطق التهدئة في العام الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن.

ورغم قوات النظام واجهت احتجاجات ضئيلة من جانب الولايات المتحدة في معظم الهجمات التي شنتها على مناطق التهدئة في أجزاء أخرى من سوريا. فإن الأمر مختلف هذه المرة.

إذ تعد المنطقة الجنوبية الغربية حساسة للغاية، بسبب قربها من الأردن وإسرائيل، وكلاهما من حلفاء الولايات المتحدة.

 وحذرت الولايات المتحدة بأنها ستتخذ "تدابير صارمة ومناسبة"، إذا ما تقدَّمت قوات الأسد وواصلت اعتداءاتها. وقد أشار النظام السوري إلى عزمه تنفيذ الهجمات رغم التحذيرات الأميركية.

تحميل المزيد