أثار ضجة في تونس واتهم شخصيات رياضية وفنية وسياسية بالتطبيع مع إسرائيل.. القضاء يوقف سلسلة “شالوم”

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/28 الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش

أصدر القضاء التونسي، الإثنين 28 مايو/أيار 2018، حكماً استعجالياً يقضي بإيقاف بث سلسلة حلقات الكاميرا الخفية "شالوم"، ونقلت وسائل إعلام تونسية عن مسؤول قضائي تونسي، أن قرار إيقاف بث البرنامج "المثير للجدل"، "جاء على خلفية دعوى قضائية تقدَّمت بها الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية".

وكانت الهيئة قد أكدت أن البرنامج، الذي يُعرَض على قناة "تونسنا" (خاصة)، يتضمن تطبيعاً مع الكيان الإسرائيلي، مستنداً في ذلك إلى فقه القضاء بوجود أحكام سابقة من محاكم تونسية رفضت التطبيع مع إسرائيل.

وأثار برنامج تونسي للكاميرا الخفية بعنوان "شالوم" جدلاً واسعاً، بعدما تم عرضه على قناة "تونسنا" الخاصة.

Posted by ‎شبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية‎ on Monday, May 28, 2018

فقد تباينت المواقف بين من يرى أنه محاولة للتطبيع مع إسرائيل، ويمثل عملاً لا يمتُّ إلى الترفيه أو الضحك بِصلة، وآخرون يرون أنه "يعرِّي سياسيين، ويفضح مواقفهم من مسألة التطبيع".

في حين ترى مجموعة ثالثة أن البرنامج موجَّه لاستهداف سياسيين دون غيرهم؛ إذ تم تداول صور تشير إلى أن بعض الشخصيات كانوا على علم مسبق بعملية الاستدراج، التي يحاول فيها مُعد البرنامج، وليد الزريبي، إغراءهم وإيقاعهم مقابل التطبيع مع إسرائيل.

وتتمثل فكرة البرنامج في دعوة رجال أعمال وشخصيات سياسية ورياضية وثقافية بارزة لإجراء حوار مع شبكة تلفزيونية عالمية، ليتضح لاحقاً أن الضيف مدعوٌّ من قِبل شخصيات محسوبة على إسرائيل، وتَعرض عليه العمل معها مقابل دعم مالي وسياسي أو الوصول للحكم.

تورُّط شخصيات بارزة

وكشف مُعد البرنامج وليد الزريبي، أنه تعرَّض لتهديدات لمنع عرض البرنامج، كما مورست عليه ضغوطات لوقف بثه. وقدَّم الزريبي قائمة الضيوف الذين قبِلوا بالتعامل مع إسرائيل، من بينهم السياسي البارز عبد الرؤوف العيادي، ومنذر قفراش المعروف بولائه لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، ومدرب كرة القدم التونسي مختار التليلي، والداعية عادل العلمي، والمسرحي رؤوف بن يغلان.

بينما كان من بين الشخصيات التي رفضت، السياسي عبيد البريكي، ورجل الأعمال سليم شيبوب، والقيادي بحركة "النهضة" محمد بن سالم.

وظهر في إحدى الحلقات المعارض البارز عبد الرؤوف العيادي رئيس لجنة الدفاع عن قضية مهندس الطيران محمد الزواري المغتال سنة 2016، الذي تتهم حركة "حماس" إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله، وقبِل بالتطبيع مقابل مساعدته في الوصول إلى الحكم.

وعن حقيقة تورُّطه في قبول التطبيع، قال العيادي في تصريح لـ"عربي بوست"، إن برنامج "شالوم" الذي تقمَّص دور الموساد الإسرائيلي، ليس عملاً صحفياً؛ بل هو "عمل إجرامي"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه "سمع أحد الأفراد الذي كان مسلحاً، يردد في أثناء عملية الاحتجاز أن اسمه موجود على لائحة الاغتيالات التي ينفذها بتونس في المستقبل".

وأضاف العيادي أنه حاول مغادرة البرنامج، لكنَّ فريق الكاميرا الخفية الذي تقمص دور الموساد منعه من الخروج، مشيراً إلى أن العرض الذي تقدَّم به الفريق الصحفي بمساعدته للوصول إلى الرئاسة، وهو عبارة عن مبالغ مالية خيالية، رفضه؛ لأن "راتبه يكفيه"، على حد قوله.

انتقادات واسعة

وتسبب برنامج "شالوم" في سجال حاد عبر السوشيال ميديا بالبلاد، خاصةً حول أسماء بعض الشخصيات الفاعلة في المشهد السياسي بتونس، التي تدَّعي عداءها لإسرائيل، بعدما سقط بعضها في فخ الخدعة، وقبِل التعاون مع الكيان الصهيوني.

كما اعتبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، من جهتها، أن التمرير اليومي لمَشاهد تتضمن عَلم إسرائيل في برنامج الكاميرا الخفية "شالوم" على قناة "تونسنا"، يعد "تطبيعاً مع هذا الكيان المحتل وتمييعاً للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل الوضع الإقليمي والدولي الذي يتعرض فيه الحق الفلسطيني لهجمة شرسة"، على حد تعبيره.

وأكدت أن البرنامج استند إلى الإثارة دون تقديم أي مضمون أو فكرة تخدم المتلقِّي عدا محاولة تشويه الأشخاص ووضعهم في سياق معين لمحاكمة نواياهم.

وشددت على أن ما تم تقديمه لا يمتُّ بِصلة إلى المنتج الصحفي ولا الاستقصائي، ولا يستجيب لمعايير البرامج الترفيهية المعروفة بالكاميرا الخفية، ويتضمن انتهاكاً صارخاً لأخلاقيات المهنة عبر خلق وضعية وهمية، واستغلالها لإجبار الضيوف على الإدلاء بتصريحات في اتجاه معين، مذكِّرةً بأن أبسط قواعد الإعلام تفرض موافقة المعنيِّين بالأمر قبل بث الحلقات، عبر عقد بين الطرفين.

علامات:
تحميل المزيد