أولتراس الزمالك يلتحق بالأهلاوي ويقرر حل الرابطة.. انقسام داخلي بين من يعتبر القرار لمصلحة المعتقلين ومن يراه انبطاحاً للنظام

في الـ8 من أبريل/نيسان 2018 وعقب قرار أصدرته مجموعة أولتراس أهلاوي قضى بحل الرابطة الخاصة بهم، أصدر أولتراس الزمالك (وايت نايتس) بياناً رافضاً لفكرة حلِّه، مؤكداً تمسُّكه بموقفه واستمراره في مواجه السلطة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 22:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/29 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش

في الـ8 من أبريل/نيسان 2018 وعقب قرار أصدرته مجموعة أولتراس أهلاوي قضى بحل الرابطة الخاصة بهم، أصدر أولتراس الزمالك (وايت نايتس) بياناً رافضاً لفكرة حلِّه، مؤكداً تمسُّكه بموقفه واستمراره في مواجه السلطة.

الضغط الذي تتعرض له المجموعة أشد من أن تعبِّر عنه الكلمات، يورد بيان "الوايت نايتس"، ويضيف أن عاصفة جارفة تطيح بكل من يقف أمامها ولا حاجة لمزيد من التوضيح، "عذراً يا سادة، طواحين المبادئ داخل الوايت نايتس غير قابلة للدوران إلا في اتجاه واحد مهما اشتد التيار، وعليه نؤكد أننا ما زلنا واقفين عند تلك النقطة لم نتزحزح عنها".

لكن، لم يمضِ كثير من الوقت حتى كان أولتراس الزمالك ينضم إلى رَكب المصالحة هو الآخر، مصدِراً بياناً، معلناً فيه أن الرابطة وأعضاءها جزء من الدولة المصرية، يكنُّون لأجهزة الدولة كافة كل الاحترام، "في ضوء ما سبق، فقد قررنا حل رابطه أولتراس وايت نايتس نهائياً؛ احتراماً لسيادة القانون".

وما بين "ما زلنا واقفين" و"قررنا حل الرابطة"، جرت مياه كثيرة في نهر نادي الزمالك، لتضع حداً لآخر نقطة تجمُّعية شبابية كانت تمثل صداعاً لأجهزة الأمن المصري.

لماذا الآن؟

"هوَّ أصلاً في تشجيع عشان يبقى في أولتراس؟!"، هكذا يبدأ جيمي هود، القيادي السابق في "وايت نايتس" ومؤلف كتاب "الأولتراس"، حديثه مع "عربي بوست"، مضيفاً أن الأولتراس هي مجموعات تشجيع بالمدرجات، وبما أن التشجيع متوقف من 4 سنوات، فإذن عملياً لا يوجد أولتراس أصلاً، قرار الحل هذا هو تحصيل حاصل، يضيف القيادي السابق بـ"الوايت نايتس"، متسائلاً: "الموضوع انتهى، فما المعنى من الإبقاء على المجموعة نظرياً؟ والصدام مع السلطة بلا طائل أو معنى!".

القرار الأخير بالحل أتى ليُنهي (نظرياً) صداماً طويلاً مع أجهزة الأمن المصرية، ويصعِّد (عملياً) صراعاً آخر داخل المجموعة، بين من كان يرى أن الاستمرار هو الاختيار الصحيح، ومن يضع في الأولوية إطلاق سراح المعتلقين من شباب الأولتراس ومحاولة الدفع بعودة الجماهير إلى المدرجات.

سمير، أحد شباب الأولتراس، يشرح أن المجموعة كانت مؤخراً منقسمة على نفسها؛ فهناك فريق سيد مشاغب (القيادي المحبوس)، الذي يرى أن الاستمرار والنضال هما الحل؛ وفريق ثانٍ بقيادة محمد محيي (وهو قيادي أولتراساوي يتسم بالهدوء)، يرى أنه لا معنى أو مبرر لاستمرار كيان هلامي في ظل عدم قيامه بدوره، فالمجموعة في نظرهم مرتبطة بالمدرجات، وبما أن التشجيع توقَّف فلماذا لا يتفاهمون مع الأمن ويصلون إلى حل مقبول يُخرجون به المعتقلين؟، كما يتساءل سمير.

الشاب الأولتراساوي يعتبر أن التخوين أصبح هو السائدة الآن داخل الرابطة، يتهم بعضهم بعضاً بالعمالة والانبطاح، ذلك الانقسام انعكس حتى على التعاطي مع قرار حرق "البانر"، لتجد من يصيح بأن هذا ليس هو "البانر" وأنهم "استولوا على صفحة الفيسبوك وباعوا القضية للأمن.. شيء محزن جداً!"، يقولها الشاب بأسىً.

محمد فتحي، محامي مجموعات من معتقلي الأولتراس، يعلِّق على الموقف قانونياً بالقول إن التهمة الأبرز التي وُجِّهت لكثير من شباب "الوايت نايتس" كانت الانضمام إلى محموعة إرهابية، وعليه فإن قرار حل تلك المجموعة وإعلان ذلك سينعكسان إيجاباً على سير التحقيقات، "لم تعُد هناك مجموعه أولتراس، وسيخرج إن شاء الله كثير من الشباب.. قرار حل الرابطة كان حكيماً ومنطقياً".

"أولتراس أهلاوي" يطالب بالحرية

وكانت مواجهات قد اندلعت بين "أولتراس أهلاوي" وقوات الشرطة بمدرجات استاد القاهرة، في أثناء مباراة فريق الأهلي مع نظيره الجابوني مونانا، مساء الثلاثاء 6 مارس/آذار 2018، في دوري أبطال إفريقيا، وأدت إلى وقوع إصابات وخسائر في تجهيزات الملعب.

وردَّد جمهور الأهلي، خلال المباراة، هتافات مسيئة إلى النظام. وفي صبيحة اليوم الثاني، ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على عدد من مشجعي النادي الأهلي من رابطة "أولتراس أهلاوي"، المحظورة بحكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، الصادر في مايو/أيار 2015، والخاص بحظر جميع روابط مشجعي الفرق الرياضية المصرية المعروفة بـ"الأولتراس".

وصرح عضو رابطة "أولتراس أهلاوي" بأن "ما حدث ليلة الثلاثاء لم يكن مرتَّباً أو محضَّراً له على الإطلاق، بالعكس النيةُ كانت الحفاظ على التشجيع فقط، وعدم التورط في أي مشهد سياسي قد يُستغل من طيفٍ ما للزج بنا في أتون معركة أخرى".

وأضاف أنه "في أثناء المباراة، توجَّه 4 أمناء شرطة، بملابسهم الميري الرسمية، إلى شابين من الجماهير، كانا يحملان (لافتة 74)، وهي الخاصة بشهداء مذبحة بورسعيد، وأمروهما بإنزالها"، حسب قوله.

احتجاجات عفوية

وأشار عضو الرابطة إلى أنه "سرعان ما اعتدى رجال الشرطة بالضرب بطريقة مستفزة على الشابين"، على حد قوله. هنا ثار هرج ومرج وسط المدرج، وبحركةٍ وصفها بأنها "لا إرادية وعفوية تماماً"، بدأ المحيطون يهتفون بالأغنية الشهيرة "حرية.. حرية"، حسب قوله.

كما أوضح أنه بحسب مقطع الفيديو الذي انتشر على الشبكات الاجتماعية، استمر الهتاف دقائق معدودة ثم توقف، "أي إنه كان عفوياً وغير مرتَّب، وإلا لكان استمر طويلاً"، على حد تعبير عضو الأولتراس، مضيفاً أن "الأمن تعامل بعنف مع الموقف، وحدثت مشاجرات، وكان ما رأيته على التلفزيون".

من جانب آخر، تبرَّأت إدارة النادي الأهلي من الموقف تماماً، فصرح العميد محمد مرجان، المدير التنفيذي للنادي الأهلي، بأنه ستتم محاسبة كل من قام بالشغب خلال مباراة مونانا الجابوني، موضحاً أن الأهلي لديه بيانات المشجعين كافة الذين حضروا المباراة.

والشيء نفسه فعلته مجموعة أولتراس أهلاوي على "فيسبوك"، والتي أصدرت بياناً اعتذرت وتبرأت فيه مما حدث.

وكان النائب العام، المستشار نبيل صادق، قد أمر بتكليف نيابة أمن الدولة العليا، يوم الخميس 8 مارس/ آذار، بالتحقيق في أحداث الشغب التي حدثت في أثناء مباراة النادي "الأهلي ونادي مونانا الجابوني" باستاد القاهرة.