5 أيّام فقط أمام الأوروبيين لإصلاح ما دمّره ترمب.. طهران ستُعلن موقفها بشكل صريح من الاتفاق النووي

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/25 الساعة 20:27 بتوقيت غرينتش
كثير من حلفاء أمريكا يرفضون نهج ترامب مع إيران/رويترز

قال مسؤول إيراني كبير، الجمعة 25 مايو/أيار 2018، إن لدى الدول الأوروبية حتى أواخر مايو/أيار 2018، لاقتراح حلول من شأنها التخفيف من تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي بين القوى العالمية وطهران.

وتأتي هذه التصريحات قبل أول اجتماع في فيينا بين الموقِّعين الآخرين على الاتفاق، الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيران، منذ إعلان واشنطن، في الثامن من مايو/أيار 2018، انسحابها من الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة"، وإعادة العمل بالعقوبات على طهران.

وقال المسؤول الإيراني، الذي تحدث مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن هذه الخطوة وضعت الاتفاق في "العناية المركزة".

المطلوب.. ضمانات عملية

وبعد الاجتماع، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عرقجي: "نحن نفاوض… لنرى ما إذا كان باستطاعتهم تقديم اتفاق يمكن أن يمنح إيران فوائد رفع العقوبات"، مضيفاً أن "الحلول العملية" مطلوبة لتذليل مخاوف إيران بشأن صادراتها النفطية، والسيولة المصرفية، والاستثمارات الأجنبية في البلاد.

وتابع عرقجي أن "الخطوة التالية هي إيجاد ضمانات لهذا الاتفاق". وقال إن المحادثات ستتواصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، "خصوصاً على مستوى الخبراء"، وبعدها ستتخذ إيران قرارها بالخروج أو البقاء في الاتفاق النووي. وأضاف عرقجي: "شعرنا بأن الأوروبيين وروسيا والصين… جدّيون ويقرُّون بأن الإبقاء على الاتفاق النووي متوقِّف على احترام مصالح إيران".

حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف

وفي غضون ذلك، قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي بعد الاجتماع، إن التكتل لا يمكنه "تقديم ضمانات، لكن يمكننا تهيئة الظروف الضرورية للإيرانيين للاستفادة من رفع العقوبات بموجب (خطة العمل المشتركة الشاملة)، وحماية مصالحنا، ومواصلة تطوير الأعمال المشروعة مع إيران".

وأضاف طالباً عدم الكشف عن اسمه: "نحن نعمل على مجموعة من الإجراءات للتخفيف من عواقب الانسحاب الأميركي"، لكنه حذَّر من أن "بعض الأمور ستحتاج إلى مزيد من الوقت".

وأبدى المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، تفاؤلاً بعد الاجتماع، قائلاً: "لدينا كل الفرص للنجاح شرط أن تكون لدينا الإرادة السياسية". وأضاف: "يجب أن أقول إن خطة العمل الشاملة المشتركة مكسب دولي كبير. ليست ملكاً للولايات المتحدة؛ بل ملك المجتمع الدولي كله". وأضاف أن احتمال إعادة الملف إلى الأمم المتحدة "لم يناقَش خلال هذا الاجتماع".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 25 مايو/أيار 2018، إن "الوقت لم يفُت" بعدُ لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، ورأى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لا يزال منفتحاً على المفاوضات رغم انسحابه من الاتفاق.

وأضاف بوتين، خلال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، أن "الرئيس الأميركي لا يغلق الباب أمام المفاوضات، إنه يقول إن هناك أموراً كثيرة لا تروق له في هذه الوثيقة، ولكنه لا يستبعد التوصل إلى اتفاق مع إيران (…)، يبدو لي أن الفرصة لا تزال قائمة".

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، تقوم الدول الموقِّعة الأخرى بحملة دبلوماسية لإنقاذه. وفي تقرير اطلعت عليه وكالة فرانس برس الخميس 24 مايو/أيار 2018، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً، أن إيران ما زالت تنفِّذ التزاماتها مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المنهِكة.

لكن الوكالة قالت إنها "تشجع" طهران على "الذهاب أبعد من الالتزامات" الواردة في الاتفاق؛ من أجل تعزيز الثقة، بحسب دبلوماسي كبير في فيينا، مقر الوكالة. ويُعقد الاجتماع بحضور ممثلين عن الدول الخمس والاتحاد الأوروبي على مستوى مديرين سياسيين أو مساعدين لوزراء الخارجية.

اتفاق في "العناية المركزة"

وفي خطوة غير عادية، دُعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، إلى الاجتماع؛ لإطلاع المشاركين على عمل الوكالة في إيران. وقالت إيران إنها تنتظر إجراءات عملية من جانب الأوروبيين لتقرر ما إذا كان يمكن إنقاذ الاتفاق، وإلا فستُطلق مجدداً برنامجها لتخصيب اليورانيوم "على مستوى صناعي".

وقبل الاجتماع في فيينا، رفض مسؤول إيراني بارز أيَّ محاولة لربط الاتفاق، المعروف باسم "خطة العمل المشتركة الشاملة"، بقضايا أخرى، قائلاً إن ذلك يعني "خسارة (خطة العمل المشتركة الشاملة)، ويمكن أن يجعل القضايا الأخرى أكثر تعقيداً"، مضيفاً أنه من غير المجدي للأوروبيين السعي لـ"استرضاء" ترمب.

حماس تطالب بتحقيق دولي في إنشاء الاحتلال "مناطق إعدام" بغزة: جريمة حرب وحشية وانتهاك لكافة الأعراف

وقال: "لدينا الآن اتفاق في غرفة العناية المركزة، إنه يحتضر". وأضاف أن الأوروبيين وعدوا إيران بـ"صفقة اقتصادية" للحفاظ على مزايا الاتفاق بالنسبة لإيران رغم إعادة تطبيق العقوبات الأميركية.

وما زالت الدول الخمس الموقِّعة على الاتفاق ملتزمة به، وقالت الدول الأوروبية إنها لا تستبعد المزيد من المحادثات مع الجمهورية الإسلامية حول نص موسع. غير أن العديد من المسؤولين الإيرانيين شددوا، في وقت سابق، على أن اجتماع فيينا سيكون مكرَّساً للاتفاق الحالي فقط.

ويَعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن الاتفاق مع إيران الذي أُبرم في عهد سلفه باراك أوباما، ليس متشدداً بما فيه الكفاية لكبح تطلُّعات إيران النووية. بينما هددت طهران باستئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم "على المستوى الصناعي" إذا انهار الاتفاق الموقع عام 2015.

تحميل المزيد