مواجهة سياسية بين المغرب والولايات المتحدة لاستضافة مونديال 2026.. القصر الملكي يدخل على الخط لمواجهة تهديدات ترمب

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/25 الساعة 20:20 بتوقيت غرينتش

تجاوَز الصراع لضمان أكبر عدد من أصوات أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم في السباق نحو تنظيم كأس العالم 2026 بين المغرب من جهة والثلاثي الأميركي (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) من جهة أخرى، ما هو رياضي إلى صراع سياسي بعد أن دخلت أعلى سلطة بالمغرب، ممثلة في القصر الملكي، بالملف، بعد الضغوطات التي مارسها الرئيس الأميركي على بعض البلدان؛ لضمان أصواتها يوم 13 يونيو/حزيران 2018، موعد التصويت على البلد الذي سيستضيف المونديال.

وبدأت اللجنة المكلفة ملف ترشُّح المغرب لاستضافة مونديال 2026 بالتعبير عن مخاوفها من أن تتحول تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى واقع قد يعصف بحظوظ المملكة في استضافة المونديال، وهو ما تأكَّد بعد أن أعلنت ليبيريا، الجمعة 25 مايو/أيار 2018، تراجعها عن دعم الملف المغربي، وهو القرار الذي اتخذه "صديق المغرب" الرئيس جورج وياه، الذي سبق أن عبَّر عن مساندته المطلقة لقضايا المملكة، عند تنصيبه رئيساً لليبيريا واستضافته بالبرلمان المغربي.

وذكر موقع هسبريس المغربي أن درجة القلق لضياع تنظيم كأس العالم 2026 ارتفعت لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تجاوز لغة التهديد وأمر كبيرُ مستشاريه وزوج ابنته، غاريد كوشنر، بإبلاغ سفراء الولايات المتحدة الأميركية لدى مختلف الدول، بالتواصل مباشرة مع الحكومات بلغة الصرامة، وإخبارهم بقطع المساعدات المالية والعسكرية والدعم بالمنظمات الأممية، وذلك في حال امتنعوا عن التصويت لصالح الملف الثلاثي على حساب المغربي.

تهديدات ترمب تزعج المغرب

وحسب الموقع المغربي، فإن العديد من مسؤولي الدول الإفريقية تواصلوا مع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، فوزي لقجع، أو عبر رئيس لجنة "موركو 2026″، مولاي حفيظ العلمي، أو من خلال القنوات الدبلوماسية، ليعبروا عن أسفهم لتعذر إمكانية تصويتهم على الملف المغربي، لأسباب سياسية واقتصادية، نتجت عن ضغوط أميركية مباشرة، خصوصاً أن ميزانية بعض الدول الإفريقية تحديداً مبنيَّة على المساعدات الولايات المتحدة الأميركية.

تأثير ضغوطات ترمب على قرارات بعض الدول الإفريقية وتراجعها عن دعم الملف المغربي، حتَّما على أعلى سلطة بالمملكة، ممثلة في القصر الملكي، التدخل أيضاً وأخْذ المبادرة، "ليُحدث توازناً في الموضوع" وفق ما أورده موقع "هسبريس".

وكانت اللجنة المكلفة ملف ترشُّح المغرب لاستضافة مونديال 2026 قد طالبت الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، بمنع 4 دول من التصويت على البلد الذي سيستضيف المونديال؛ بسبب تبعيتها السياسية للولايات المتحدة الأميركية.

وقالت وسائل إعلام أميركية، الخميس 10 مايو/أيار 2018، إن لجنة ترشُّح الملف المغربي أرسلت خطاباً، الأسبوع الماضي، إلى "الفيفا"؛ من أجل منع بورتوريكو وجمهورية غوام والجزر العذراء وجزر الساموا، من حق التصويت على البلد مستضيف مونديال 2026.

وأضافت وسائل الإعلام أن اللجنة المغربية أشارت في خطابها، إلى أن الدول الأربع، التي تملك اتحادات كروية مستقلة، تتبع سياسياً للولايات المتحدة الأميركية.

وأكدت التقارير الإعلامية أن المغرب طالب، في رسالة ثانية وجهها الخميس 24 مايو/أيار 2018، مجلس "الفيفا" أيضاً، بعدم مناقشة أية مواضيع تتعلق بالتنافس على استضافة نهائيات مونديال 2026، داخل المجلس؛ لوجود عضوين أميركيَّين، هما ساندرا فوين وسونيل غولاتي، إضافة إلى الكندي فيكتور مونتاغلياني؛ وذلك من أجل تجنُّب أي تحيُّز أو تأثير محتمل، لصالح الملف الثلاثي.

صيغة الفيفا لتفادي الصدام

من جهة أخرى، أوردت تقارير إعلامية مغربية أنه تم وضع مقترحات على طاولة النقاش؛ لتفادي المواجهة "الضارة" بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية، حيث بدأ التفكير جدياً في إيجاد صيغة أو "تخريجة" قانونية لتبادل الأدوار ما بين "مونديالَي" 2026 و2030، وذلك بتوافق مع الدول التي لها الحق في منح صوتها.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، السويسري جياني إنفانتينو، تعرض لاتهامات بالتدخل في عملية اختيار الدولة المنظِّمة لنهائيات البطولة العالمية عام 2026، ومحاولته منع المغرب من الوصول لمرحلة التصويت؛ وذلك لتفضيله ملف التنظيم المشترك للبطولة، الذي تقدَّمت به الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وقال مصدرٌ بارز في الاتحاد الدولي -لم يُفصح عن اسمه- لهيئة الإذاعة البريطانية BBC إنَّ إنفانتينو حثَّ فريق تقييم ملفات الاستضافة على إيجاد أدلة يمكن أن تمنع ترشح المغرب. وزعم المصدر أنَّ "إنفانتينو كان متحفزاً لمنع المغرب؛ لأنَّه يفضل الملف الأميركي الشمالي بالنظر إلى القدرة المالية الهائلة التي يتميز بها على حساب منافسه الإفريقي".

ويراهن الملف الثلاثي الأميركي على البِنْيات التحتية الرياضية والسياحية الكبيرة التي يتوفر عليها، في حين يعول المغرب على الدعم الكبير الذي يحظى به من طرف عدد كبير من الدول الإفريقية والعربية، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية.

ويحتاج المغرب لحصد 104 أصوات من أصل 207، في المرحلة النهائية، من أجل احتضان كأس العالم، للمرة الأولى في تاريخه، بعد 4 محاولات فاشلة.

تحميل المزيد