هل هي النهاية هذه المرة؟ هيئة الأمر بالمعروف تنتظر الإلغاء وهذه هي محطات تهميشها وسحب صلاحياتها

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/14 الساعة 14:17 بتوقيت غرينتش

بعد ما شهدته المملكة العربية السعودية من تغييرات جذرية في بعض القوانين، التي كان من شأنها التخلِّي عن بعض الأعراف الاجتماعية في المملكة، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتشغيل دور السينما، وإقامة عدد من الحفلات الغنائية، وكذلك قرار استضافة أسبوع الموضة العربي في الأسبوع الأخير من مارس/آذار الجاري، فهل ستكون هناك تغييرات جذرية تجاههيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

 

لماذا وصلت الهيئة إلى هنا؟

 

كان من الطبيعي أن تُسحب من الهيئة بعض الصلاحيات، نظراً للانتقادات الكثيرة التي تعرَّضت لها على مدار السنوات الماضية.

ففي عام 2002، اتُّهمت الهيئة بزيادة عدد ضحايا اشتعال النيران في مدرسة للبنات في مكة، بسبب رفض أعضاء من الهيئة دخول أولياء أمور العديد من الفتيات إلى المدرسة، مبرِّرين ذلك بعدم ارتداء الفتيات للحجاب، وهو ما يمنع انكشافهن أمام رجال ليسوا بمحارمهن، وكذلك تأخير دخول أجهزة المطافئ لنفس السبب.

وأثار كذلك مقطع فيديو ضجةً على الشبكات الاجتماعية عام 2016 بمدينة الرياض، يُظهر عدداً من أعضاء الهيئة يقومون بضرب فتاة وسحلها خارج مول النخيل، وجاءت شهادة أحد رجال أمن المول مؤكدة لهذه الأقاويل، بالإضافة لذلك ذكر أن أحد رجال الهيئة كشف ملابس الفتاة بدلاً من تغطيتها.

 

بداية النهاية

 

حظر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 2012 مطاردة أعضاء الهيئة سيارات المشتبه بهم، بعد تورط الهيئة في عدد من مطاردات السيارات، التي أسفرت عن وقوع حوادث تسبَّبت في مقتل بعض الأشخاص.

كذلك أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بدايات العام نفسه إعفاء رئيس الهيئة آنذاك، الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين من منصبه، على الرغم من تعيينه في عام 2009. وعين الملك الشيخ "عبداللطيف آل الشيخ" بديلاً عن الحمين.

 

سحب بعض الصلاحيات

 

وقلَّصت الحكومة السعودية، في أبريل/نيسان 2016، صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم يعد بمقدور أعضاء الهيئة القبض على الأفراد، أو مطاردتهم، أو طلب هويتهم الشخصية، أو التحفظ عليهم، وإنما اقتصر دورهم بموجب القانون الجديد على إبلاغ الشرطة بالاشتباه بأحد الأشخاص فقط. مثلما ألزمت هذه الإصلاحات أعضاء الهيئة بتقديم ما يثبت شخصيتهم، وساعات العمل الرسمية لهم، ويحظر عليهم إيقاف الأفراد خارج أوقات العمل الرسمية.

توصيات بضمِّ الهيئة إلى وزارة الشؤون الإسلامية

 

هناك توصيات بضمِّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى وزارة الشؤون الإسلامية، منذ سبتمبر/أيلول لعام 2017، بعد مطالبة 3 أعضاء من مجلس الشورى السعودي (عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان، واللواء علي التميمي) بالتصويت على تطوير مهام عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون المساس بكيانها أو تنظيمها، وذلك لأن الدولة بأكملها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وفقاً لنظام الحكم الأساسي في المملكة، مستنكرين اقتصار القيام بهذا الشأن على جهاز واحد.

وأوضحوا أن هذا الضم من شأنه أن يخفف عجز الميزانية في المملكة، وأشاروا أيضاً إلى أن قرار الدمج يتماشى مع رؤية المملكة 2030، بينما يرى معارضو التوصية أنها تخالف نظام الحكم في المملكة.

بعد أن أُقصيت التوصية عدة مرات، تَقرَّر في النهاية مناقشة مجلس الشورى لهذا القرار، الإثنين 19 مارس/آذار 2018. وترى وسائل الإعلام السعودية أن هذا المقترح سيؤدي لتقلُّص سلطات الهيئة على أرض الواقع.

 

متى تأسَّست الهيئة، وما المهام الموكلة إليها؟

 

كانت بداية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1940، وتضم 8 آلاف وظيفة، وبلغت ميزانيتها في 2016 حوالي مليار و164 مليون ريال سعودي.

ومن أهم مهام أعضاء الهيئة الدعوة إلى الصلاة، والتأكد من إغلاق المحال التجارية وقت الصلاة، وكذلك مراقبة الشوارع للتأكد من تطبيق النساء قواعد الحجاب الشرعي. كان يحق لأفراد الهيئة اعتقال شاربي الخمر، والمخالفات للزي الإسلامي، وأي فرد ينتهك القيم الإسلامية، لكن تقلَّصت الصلاحيات بعد إصلاحات عام 2016.

 

كيف تغيَّرت المسمَّيات؟

 

بعدما فتح الملك عبدالعزيز آل سعود مدينة الرياض في 1901، كان هناك عدد من الرجال يقومون بالحسبة بشكل فردي، وكانوا يُدعَون "المحتسبين". بعد ذلك عهد الملك عبدالعزيز إلى الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف وعدد من المساعدين مهام القيام بأمور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على نطاق أوسع.

انتشر عدد من مقرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية والشمالية بالمملكة، إلا أنه في عهد الملك خالد آل سعود انضمَّت جميع الفروع في هيئة واحدة، تحت اسم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأصبحت الهيئة جهازاً حكومياً تابعاً لمجلس الوزراء.

يُطلق بعض الإعلاميين عليها الشرطة الدينية، ومن الممكن أن يقال عنها "الهيئة" فقط، مثلما يعرف أعضاء الهيئة بالمطاوعة.

 

رؤساء الهيئة من هم؟

 

حتى هذه اللحظة تولَّى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ نشأتها عام 1940 إلى الآن، عدد من الشيوخ، وأشهرهم:

1- الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وتولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برتبة وزير في عام 1379هـ 1959م، لكن طُلب منه ترك المنصب في عام 1410هـ 1989م.

2- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد، عُين رئيساً للهيئة في عام 1411هـ 1990م. درس في كلية الشريعة في الرياض، وحصل على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى. شغل منصب مدرس بالكلية لمدة عامين، ثم عمل عميداً للجامعة. أشار في أحد اللقاءات الصحفية التي أجريت معه في السابق، أن هناك العديد ممن كانوا يعملون في الهيئة في فترة رئاسته بلا تأهيل علمي أو شرعي، وهذا ما تسبَّب في حدوث تجاوزات كثيرة.

3- الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث، عُين رئيساً للهيئة برتبة وزير في عام 1423هـ 2002م، بعدما كان وكيلاً للرئيس في 1412هـ. تخرج الشيخ إبراهيم في كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

4- الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين، عينه الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" في عام 2009 بهدف إصلاح الهيئة. تخرج الحمين في كلية الشريعة بالرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. عمل مستشاراً بالديوان الملكي قبل رئاسته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

5- عبداللطيف آل الشيخ، عينه الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" في عام 2012. تخرج آل الشيخ في كلية الشريعة في الرياض، كما حصل على ماجستير الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء. يبيح آل الشيخ الاختلاط وفقاً لضوابط شرعية محددة، كما أنه كان موافقاً لرأي رئيس الهيئة السابق في مكة "أحمد الغامدي"، الذي أباح الاختلاط، ما تسبَّب في طرده من الهيئة.