سقطرى”الجزيرة المنكوبة”.. ما إن بدأت تهدأ بعد صراع على من يتحكم فيها حتى ضربها إعصار

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/24 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش

ما إن بدأت جزيرة سقطرى تهدأ بعد تدخُّل السعودية لحلِّ خلاف بلغ ذروته بين الإمارات وحكومة اليمن، حتى ضرب إعصارٌ الجزيرة اليمنية، فتسبب في فيضانات حاصرت أحياءها.

وتسبَّب إعصار في جزيرة سقطرى اليمنية، مساء الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، في فقدان 7 أشخاص بعدما أدى إلى فيضانات حاصرت منازل وغمرت قرى وأحياء بالجزيرة الواقعة في بحر العرب، ما اضطر السلطات إلى إجلاء أُسر إلى مراكز حكومية.

وقال فهد كافين وزير الثروة السمكية اليمني، إن الإعصار "ماكونو" تسبَّب في غرق سفينة بميناء جزيرة سقطرى نتيجة الرياح الشديدة السرعة وحدوث منخفض جوي أدى إلى ستساقط الأمطار بغزارة.

وأوضح في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن 4 أفراد من طاقم السفينة "فُقدوا، وتم إنقاذ 4 آخرين، في حين فُقد 3 أشخاص نتيجة جرف السيول سيارتهم".

وأضاف أنه تم إجلاء 150 أسرة من منطقتين في الجزيرة، وإيواء أفرادها في مدارس ومنشآت حكومية. لكنه قال إن الاتصال انقطع مع المناطق الواقعة في الجهة الجنوبية والشرقية من الجزيرة، موضحاً أن هذه المناطق تقع بقلب العاصفة.

وتابع كافين أن محافظ سقطرى وجَّه رسالة استغاثة إلى قيادة "تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بالتدخل "لإنقاذ الجزيرة وسكانها، وذلك نتيجة ضعف إمكانات السلطة المحلية، وعدم قدرتها على مواجهة النتائج المحتملة للإعصار".

وأعلنت الحكومة اليمنية، المدعومة من الأسرة الدولية، فجر الخميس 23 مايو/أيار 2018، الجزيرة "محافظةً منكوبةً"، نتيجة للأضرار الكبيرة الناتجة عن الإعصار الاستوائي، بحسب ما أعلنته وكالة سبأ اليمنية الحكومية.

ونقلت "سبأ" عن المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، قوله إن "أرخبيل سقطرى محافظة منكوبة؛ بما لحق بها من أضرار بشرية ومادية وعلى كل المستويات، وتحتاج إلى مساعدات عاجلة.. لإسعاف المواطنين المحاصَرين في قراهم أو المواطنين الذين يسكنون أعالي الجبال".

ووضع  الصراع الدائر في اليمن منذ سنوات، جزيرة سقطرى في قلب صراع جديد بين حكومة هادي "الضعيفة"، والطموح الجيوسياسي لحليفتها الإمارات.

وأنشأت الإمارات قاعدة عسكرية وشبكات اتصالات في سقطرى، إضافة إلى قيامها بالتعداد السكاني ودعوتها أبناء الجزيرة إلى السفر لأبوظبي، كذلك وعدها بتوفير رعاية صحية وتصاريح عمل خاصة، على حد تعبيرها.

وأكد الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، في اتصال بمحافظ سقطرى رمزي محروس، "تقديم التسهيلات المتاحة لإجلاء العالقين من الأسر والأفراد، وإخلاء المنازل المتضررة والمعرضة للانهيار".

كما دعا وزيرُ الإدارة المحلية رئيسُ اللجنة العليا للإغاثة المنظماتِ الأمميةَ الإغاثية والإنسانية إلى "إرسال فِرق طبية بسرعة" إلى الجزيرة ومناطق أخرى في جنوب اليمن يقترب منها الإعصار.

وأظهرت تسجيلات فيديو التقطها مصور وكالة فرانس برس في الجزيرة أمطاراً غزيرة تتساقط على شوارع وأحياء غمرت المياه منازلها، ما اضطر السكان إلى الخروج منها ومحاولة التوجه سيراً نحو مناطق أخرى أقل تضرراً.

ودعت السلطات المحلية في محافظة المهرة (جنوب شرقي اليمن) السكان إلى البقاء في منازلهم وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية والهواتف الجوالة، في بيان نشرته "سبأ".

ودعت أيضاً السكان للتوجه إلى مراكز الإيواء التي تم تخصيصها تحسباً للإعصار.

ويبدو أن الإعصار يتوجَّه أيضاً نحو سلطنة عُمان المجاورة لليمن. وأعلنت السلطات العمانية، عبر وكالة الأنباء الرسمية، أنها تتخذ "الاستعدادات والتجهيزات" اللازمة للتعامل مع الإعصار.

 

تحميل المزيد