يتجه زعيم "تيار المستقبل" اللبناني، سعد الحريري، إلى رئاسة الحكومة للمرة الثالثة في تاريخه، بعد تأييد أكثر من نصف البرلمان. وكلف الرئيسُ ميشال عون، الخميس 24 مايو/أيار 2018، الحريريَّ رسمياً تشكيل حكومة جديدة، بعد استشارات برلمانية نال فيها الحريري تأييد 111 نائباً من أصل 128، هم إجمالي أعضاء مجلس النواب (البرلمان).
وأعلنت الرئاسة اللبنانية على حسابها بـ"تويتر"، أنه "عملاً بأحكام المادة الـ53 من الدستور.. استدعى الرئيسُ رئيسَ الوزراء سعد الحريري وكلفه تشكيل الحكومة". وينص دستور عام 1943 واتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية عام 1989، على أن تكون رئاسة الحكومة للسُّنة، ورئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس النواب للشيعة.
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلَّف، سعد الحريري، الخميس، إن حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي كُلِّف تشكيلها يجب أن تلتزم بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية. وأضاف الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة: "شرَّفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتكليفي تشكيل الحكومة بناء على استشارات نيابية أجراها فخامته اليوم".
وأكد الحريري ضرورة "تشكيل حكومة وفاق وطني في أسرع وقت ممكن؛ نظراً إلى الأخطار الإقليمية المتزايدة حول بلدنا والأوضاع الاقتصادية والمالية الضاغطة داخلياً".
وكان مجلس النواب اللبناني قد انتخب الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، نبيه بري (80 عاماً)، رئيساً له للمرة السادسة على التوالي، ويأتي انتخاب بري، صاحب أطول ولاية في رئاسة مجلس النواب بالعالم العربي، بعد إجراء لبنان في السادس من مايو/أيار 2018، انتخابات تشريعية هي الأولى منذ عام 2009، بعد انقطاع طويل؛ بسبب أزمات سياسية وأمنية متلاحقة وانقسام حاد بين مختلف القوى.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، قد أعلن فوز "تيار المستقبل" الذي يرأسه بـ21 مقعداً في البرلمان اللبناني، في تراجع كبير مقارنةً بحجمه في المجلس النيابي المنتهية ولايته، حيث كان ممثَّلاً بـ33 نائباً.
وكانت الكتلة السابقة لتيار الزعيم السُّني تضم أعضاء من طوائف أخرى، الأمر الذي زال تقريباً اليوم. بالإضافة إلى خسارته مقاعد سُنية أيضاً، لا سيما في منطقتين كانتا تعتبران معاقل له مثل طرابلس في الشمال وبيروت حيث يترشح هو.