مصر تفتح باباً والغزِّيون يهرعون من ويلات الحصار.. هذا ما كشفه قرار القاهرة الاستثنائي بفتح معبر رفح لمدة شهر

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/23 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
Palestinians wait to travel to Egypt through the Rafah border crossing, in the southern Gaza Strip May 18, 2018. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa

سائق أجرة يأمل في الانتقال للعيش بتركيا، وطالب قانون طموح، وهناك أب يبحث عن فرص لأطفاله، هؤلاء الأشخاص هم من بين مئات الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين اندفعوا نحو معبر رفح منذ أن فتحته مصر الأسبوع الماضي.

من النادر أن تسنح فرصة لأي شخص بمغادرة أرض عُزِلَت إلى حدٍّ كبير عن العالم الخارجي؛ نظراً لأن إسرائيل ومصر كثَّفَتا الرقابة على الحدود بعد فوز حركة حماس بالاتنخابات التشريعية عام 2007، بحسب ما ذكرته صحيفة Wall Street Journal الأميركية.

وقد أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بفتح معبر رفح الحدودي لمدة شهر، بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية حوالي 60 شخصاً في الاحتجاجات التي اشتعلت الأسبوع الماضي، على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

ولا تُفتَح الحدود المصرية عادةً إلا على فتراتٍ مُتَقَطِّعة، مع تواجد آلاف الأشخاص على قائمة الانتظار.

من أجل استكمال حياتهم

ويلازم كثيراً من أهل غزة الذين توجَّهوا إلى الحدود المصرية في الأيام الأخيرة طموحٌ غير مُحقَّق، شاعرين باليأس من الاقتصاد المُنهار في القطاع، ومتشوِّقين لأن يستكملوا حياتهم التي كانت معلقة.    

وقال عماد الحميدة، 51 عاماً وعاطل عن العمل: "اعتاد الناس العمل في قطاع غزة وفي إسرائيل وكسب دخل جيد. والآن أعجز عن وصف مدى سوء الوضع هنا".

وعلى مدار الأيام الماضية، وصل سكان من قطاع غزة بأمتعتهم، يرافقهم أطفالهم إلى مدينة خان يونس، حيث ينتظرون على مقاعد بلاستيكية مُثبَّتة إلى مدرجات خرسانية داخل ما كان سابقاً نادياً رياضياً.    

وحين تُنادَى أسماؤهم، يسيرون صفاً في ممر وصولاً إلى غرفةٍ منفصلة يخضعون فيها للفحص، قبل الصعود إلى متن حافلة تقلهم إلى المعبر المجاور.   

ويحاول الكثير منذ سنوات الخروج من غزة. قال أشرف صقر إنَّه حصل سابقاً على تأشيرة للسفر إلى الأردن، لكنه لم يستطع الحصول على تصريحٍ للخروج عبر الحدود الإسرائيلية.

وأضاف صقر: "أبحث عن حياةٍ جيدة لي ولعائلتي"، وذلك في مكالمةٍ هاتفية يوم الإثنين 21 مايو/أيَّار 2018، من النادي، حيث ينتظر هو وزوجته و3 أطفال لهما.

وقال البعض إنَّهم لا ينوون العودة. قال محمد النجار، البالغ من العمر 23 عاماً، الذي كان ينتظر في النادي أمس الثلاثاء 22 مايو/أيَّار، إنَّه مسافرٌ إلى مصر مع والديه، لأنَّ والده بحاجة للعلاج.  

وأعرب النجار، وهو سائق أجرة، عن أمله في أن يجد يوماً ما وظيفةً في تركيا، بعد أن ألهمته المسلسلات الدرامية التركية التي شاهدها على التلفزيون.    

تمكَّنت مصر وإسرائيل من عزل قطاع غزة، بعد أن تولَّت حركة حماس السلطة.  

وقد تسبَّب إغلاق الحدود في تدمير اقتصاد غزة، وتقويض مصدر رزق الآلاف من الفلسطينيين.

كان الكثير منهم يعملون ويدرسون في إسرائيل وفي الضفة الغربية، التي تحكمها السلطة الفلسطينية.

والآن يعيش ما يقرب من مليوني شخص في منطقة تعادل مساحتها العاصمة الأميركية واشنطن.   

وضاعفت سلسلةٌ من ثلاث حروب بين حماس وإسرائيل من أزمات غزة.  

وذكرت الأمم المتحدة، في تقريرٍ أصدرته العام الماضي، أنَّ غزة بدأت تصبح غير قابلة للعيش فيها، جراء نقص فرص العمل، وفشل نظام الرعاية الصحية، وغير ذلك من المشكلات.  

بدأ شعور أهل غزة بالإحباط يتزايد

فيوم السبت 19 مايو/أيَّار 2018، أشعل شابٌّ النيران في نفسه في أحد شوارع غزة صائحاً "يلعن أبو الحكومة"، بينما تأكل النيران جسده، وهرعت جموع من الناس لمساعدته، وفقاً لفيديو متداول للحادثة.  

وقال عمر شعبان، خبير الاقتصاد السياسي والمقيم في غزة: "ليس هناك أمل. أحد أكثر الأشياء تدميراً لشعب غزة ليس أنَّهم يعانون الآن، ولكن أنَّهم لا يعرفون متى ستنتهي معاناتهم".   

وقال كثيرٌ من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون خلال الأيام الأخيرة في خان يونس، إنَّهم أيّدوا احتجاجات الأسبوع الماضي على الحدود بين غزة وإسرائيل، التي تزامنت مع افتتاح السفارة الأميركية الجديدة في القدس المحتلة، والتي يقول الفلسطينيون إنَّها عاصمتهم.     

وفي المكان الذي كان سابقاً نادياً رياضياً، وهو مبنى خرساني ذو سقفٍ معدني رقيق، جلس الفلسطينيون على مدار الأيام الماضية يتحدَّثون معاً، أو يتصفَّحون هواتفهم المحمولة. بينما حدَّق البعض الآخر أمامه وكأنَّهم يشاهدون مباراة كرة قدم وهمية.

وقال بلال، يبلغ من العمر 27 عاماً، وكان من بين المنتظرين في النادي يوم الأحد، إنَّه هو أيضاً يخطِّط للسفر إلى مصر للالتحاق ببرنامج للحصول على درجة الماجستير، مضيفاً: "لا بد أن أسافر. هذا مستقبلي".

تحميل المزيد